طارق رمضان
هل يُسند التلفزيون إنتاج المباريات لشركة إماراتيه بمعرفة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة بالفعل؟ أم أنه سيعيد النظر في أسلوب الإنتاج أو كما يُقال عليه “تصوير وإخراج مباريات كرة القدم”؟، وهل إسناد التصوير والإخراج سيعيد التلفزيون المصري إلى سابق عهده أم أن الموضوع هو تسهيل المكاسب المالية الصالح القطاع الخاص وإلى الشركة الراعية فقط؟، ما هي الخسائر والمكاسب بالنسبة إليه وإلى كرة القدم المصرية؟.. الأسرار والتفاصيل بالمستندات نكشفها في السطور القادمة.
بداية نؤكد أن التليفزيون المصري باقي له عام في حقوق البث الفضائي لمباريات كرة القدم الدوري العام بالعقد الموقع بينه وبين الشركة الراعية -برزنتيشن – فالعقد يؤكد أن نهاية مباريات الموسم القادم هو نهاية عقده مع الشركة وأن يحصل التليفزيون على مبلغ ٢٠ مليون جنيها في العام شارة وإنتاج يزاد بنسبة ١٠/ في المائه كل عام بما يعني أن التلفزيون يحصل في أربعة سنوات ما بين ٩٥ إلى ١٠٠مليون جنيهًا رغم أن الشركة لم تسدد المبلغ حتى الآن حسب المراسلات السرية بين القطاع الاقتصادي والشركة التي لم تعطيه إلا مبلغ قليل لإنتاج المباريات.
ومع هذا ظل التلفزيون على قرارة بإعطاء الشارة للقنوات التي تعاقدت معها الشركة لبث المباريات بل بعض القنوات تقوم ببث أكثر من مباراة بشعار القنوات الحكومية مثل قناة سينما ولايف اللتان بثتا أكثر من مباراة، ووصل الأمر إلى أن إحدى القنوات بثت مباراة كاملة بشعار قناة النيل للرياضة نفسها بعد أن قام التليفزيون بمنع الشارة عنها لعدم تسديد ثمن الشارة ولم يُتخذ ضدها أية إجراءات؟
وقامت الشركة بعد عرض مباراة الأهلي والزمالك في كأس السوبر التي أقيمت بدبي على أرض ستاد الشيخ هزاع بن زايد، بتوقيع اتفاق مع أبو ظبي للإعلام بمقتضاه تحصل أبو ظبي للإعلام على حقوق تصوير المباريات بمعداتها ومخرجيها ومصوريها والبروديوسر التابع لها مقابل حصول الشركة على حقوق بث المباريات على شاشة أبو ظبي الرياضية وتحديدًا أكثر من سبعين مباراة أهمها الأهلي والزمالك على أن تدفع ٨٠ مليون جنيها ؟
ولكن بشروط أهمها عودة الجماهير للمدرجات وضبط مواعيد البث وأن يتحمل التليفزيون المصري قيمة الشارة والإنتاج خاصة أن عقد التليفزيون مع الراعية يؤكد أن ثمن الإنتاج للقناة العربية يصل إلى ٣٠ ألف دولار في المباراة الواحدة وأن يتم توقيع اتفاق واضح بين الإمارات للإعلام والتليفزيون المصري في هذا الشأن بل أن تتعهد الشركة الراعية للتلفزيون أنها توافق على هذا البروتوكول وأن من حق التلفزيون المصري بيع أو التنازل عن حقوق بث المباريات لصالح تليفزيون أبو ظبي وهي الحقوق التي ليس من حق التليفزيون التنازل عنها أو التصرف فيها طبقا للعقد بين الراعية وبين التليفزيون المصري فليس من حق التليفزيون المصري التسويق أو التصرف في لقطة واحدة حتى للعرض على برامجه؟
وبالفعل أرسلت الشركة لقطاع القنوات المتخصصة خطابا بهذ المعنى، بعد أن حاولت بيع الأسابيع الأخيرة من الدوري العام الماضي لقنوات أبو ظبي وأكدت أنها ستُعلن التفاصيل الكاملة في مؤتمر صحفي وهو ما تم إلغاؤه بسبب عدم موافقة التلفزيون المصري عن التنازل عن الشارة والإنتاج أو التصرف في منتج لا يحق له التصرف فيه خوفا من أن تعود عليه الشركة الراعية بتعويضات ضخمة قد تستغرق جميع ديونها لديه بالإضافة لمبلغ آخر تحصل عليه بالقانون ولكن الشركة الراعية ظلت تُمارس الضغوط المستمرة على الدولة المصرية لإعادة الجمهور إلى المدرجات عن طريق إعلامها وبرامجها حتى تحقق المكاسب المالية التي تخسرها من عدم بيع التذاكر والبيع لقنوات أبو ظبي ثم بدأت تُمارس الضغوط على اتحاد الإذاعة والتليفزيون نفسه لكي تدخل معه شريكا في الإنتاج عن طريق عرض تزويد التليفزيون بمعدات حديثة من كاميرات وأجهزة بث وسيارات إذاعة خارجية تستوردها من الخارج وإعطاؤها للتليفزيون لتصوير المباريات بحجة ضعف إمكانيات التليفزيون؟
وبالفعل عرض أحمد أبو هشيمة المستحوذ على الشركة الراعية الجديد لماسبيرو، أن يتم الاتفاق بين الشركة وبين ماسبيرو على اُسلوب جديد للتصوير تقوم الشركة بتنفيذه كاملا مستعينة بأبو ظبي للإعلام وبشركة لايف التابعة لها وأن تكون البداية في مباراة الأهلي والزمالك في نهاية الدوري العام الماضي، وأن يتم الاستعانة بسيارات التليفزيون مع الدعم ببعض الأجهزة الحديثة وأن يتولى طاقم التصوير والإخراج البرتغالي التابع لشركة لايف بمهمة تصوير وإخراج المباراة وأن يقوم طاقم من التلفزيون بمساعدة الطاقم البرتغالي وقامت لايف بالفعل باتخاذ الإجراءات الخاصة بالعمل في مصر وأخطرت طاقمها للاستعداد للعمل في تصوير وإخراج المباراة وحددت مواعيد الحضور للقاهرة وطلبت معلومات كاملة عن مواعيد إقامة المباراة ومكانها لدرجة أنها حددت في المراسلات السرية للطاقم مكان المباراة وهي مدينة الإسكندرية، وأن المخرجين والمصورين سيحضرون للقاهرة يوم الجمعة الثامن من يوليو والعمل يوم التاسع، يوم المباراة والسفر إلى الإمارات يوم العاشر من نفس الشهر ولكن عدم الاستقرار على مكان إقامة المباراة والذي لم يكن قد تم حسمه بين إقامتها في بتروسبورت، أو الإسكندرية أو شرم الشيخ أو السويس، بالإضافة إلى عدم وصول موافقة رسمية من التلفزيون المصري على تقديم المساعدات بشكل مجاني إليها جعلتها تتراجع وتقوم بإلغاء الفكرة نفسها مرة أخرى وتقوم بإخطار الشركة الراعية بالأمر وتقوم بتأجيل التصوير والإخراج لمباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر في حالة وصولهما معا وهي الحقوق التي انتقلت للشركة الراعيه الآن.
وعادت المبارة مرة أخرى إلى الطاقم المصري، خاصة أن إدارة التليفزيون المصري ممثلة في إدارة البرامج الرياضية ورئيس قطاع التليفزيون لم تكن تعلم رسميا بهذه الاتفاقات ولم يتم إخطارها باعتبارها الجهة الرسمية المكلفة بتصوير وإخراج المباريات بهذه الاتفاقات ورغم إعلان سيف زاهر مقدم برنامج “الملاعب اليوم” على قناة الحياة يومها وقبل أن ينتقل إلى “أون تي في سبورت”، عن الاتفاقات وأن مباراة القمة ستشهد العديد من المفاجآت في التصوير والإخراج وأن طواقم جديدة ستقوم بالإخراج وهو بالطبع يستقي معلوماته من الشركة الراعية إلا أن الاتفاق تم تأجيلة حتي يتم إقناع إدارة التلفزيون بتوقيع التعاقد بينه وبين أبو ظبي للإعلام حتى تضمن الشركة الراعية خسارة التليفزيون للمبالغ المالية التي من المفترض أن تقوم بدفعها إليه باعتبار أنه سيقوم بإعطاء الشارة والإنتاج مجانا ثانيا بدفع الشركة للتكلفة المالية التي طلبتها شركة لايف منها وهو مبلغ ٧ مليون يورو في العام الواحد سيجعلها تلتزم بدفع القيمة المالية للإشارة والإنتاج لصالح القنوات المصرية.
فليس من المنطقي والطبيعي أن تقوم بدفع المبلغ الضخم للتصوير والإخراج وتدفع قيمة مالية أخرى لصالح التلفزيون المصري ليصل خسارة التلفزيون في العام القادم فقط إلى ٣٠ مليون جنيها، هي قيمة الشارة والإنتاج لصالح القنوات المصرية فقط، كما أن الشركة الراعيه بدأت في الضغط على الأندية ووزارة الشباب والرياضة ليتحملوا معها قيمة تكلفة البث والتصوير حتى يخففون المبلغ الذي ستتحمله هي خاصة أنها ستقوم بتحميله على الأندية في العام القادم باعتبار أنها ستقوم بإعادة البيع إلى وكالة إعلاميه جديدة بعد انتقال تعاقدها مع وكالة برومو ميديا التي اشترت العام الماضي وخرجت بعد ذلك من السوق بدخول الوكالة الجديدة سينرجي لايت مكانها في قنوات اون تي في بعد استحواذ أبو هشيمة عليها ثم عادت مرة أخرى إلى بروموميديا مايجعل المباريات حصريا عليها بالإضافة لقناة دي ام سي وقناة النيل للرياضة وخروج قناة الحياة من بث الدوري حتى الآن، وبالتالي تتحمل الدولة المصرية المبلغ بشكل كامل في حال قيام التلفزيون المصري بتوقيع برتوكول التعاون مع أبو ظبي للإعلام ومنحها المباريات مجانا.
طبقا للاتفاق بينها وبين الشركة الراعية وهو ما يجعل التليفزيون المصري يخرج تماما من السيطرة على تصوير وبث المباريات وإلغاء إدارة البرامج الرياضية تماما والاستغناء عن المخرجين والمصورين المصريين خاصة أن المخرج البرتغالي لن يستطيع العمل معهم بعدم وجود لغة مشتركة بينهم في الحديث والتزام المخرج بالعمل مع طاقمه الذي معه في حين يستطيع التلفزيون المصري تحقيق المليارات لو خصص سيارات حديثة بامكانيات تكنولوجية حديثة يملكها للسيطرة على التصوير والإخراج لمباريات كرة القدم الصراع مازال مستمرا وبه العديد من المفاجآت وسنكشف التجديد من الأسرار فيه طالما جد جديد.