الصديق الكريم السيد جوجل الموقر، بعد التحية، أود أن أعبر لكم عن شكري وامتناني لكرمكم الحاتمي الذي لم أصادفه بعد، ولأمانتكم التي فقدتها في الكثير ووفائكم الذي لم أجده فيمن قدمت إليه يد المساعدة، فما تقدمونه لا ينكره أبداً مستخدم عاقل للشبكة العنكبوتية، ولن أوفي حقكم إذا ما قررت الكتابة عن فوائد موقعكم الثري جداً بكافة المعلومات..
ولأنكم صرتم تعلمون عني أكثر كثيراً مما يعرفه عني أهلي وأصدقائي المقربون، وربما أكثر مما تعرفه عني أجهزة بلدي الأمنية فيما يخص تحركاتي وسفرياتي وكلمات السر لدخول بريدي الإليكتروني، وحسابات بنوكي ومراسلاتي الخاصة كافة، فمن المؤكد أنكم علمتم أني قد قمت برحلة مؤخراً خلال العيد مصطحباً أسرتي، التي تعلمون أيضاً عنها كثيرا مما لا أعرفه، وبالطبع تعلمون أن ولدي وزوجتي أطلعاني على أحد خدماتكم الجليلة والجديدة (خرائط جوجل) ، والتي لم أستخدمها من قبل وقد أبهرتني، وكنت أظن أني لست من المنبهرين، بعدما كدت أن أضل الطريق، فكنتم لي خير دليل، وسبباً هاما لقضاء الرحلة بدون أن نضطر لسؤال اللئيم، ولم يعد له معنى بوجودكم “الغريب أعمى ولو كان بصير” .
نرشح لك : علاء الدين العبد يكتب: الفشل الشخصي والفشل الكلوي
وبالطبع أشكرك على تنبيهنا أثناء السير، بالمناطق المزدحمة والمنحنيات الخطرة وهذا ما يشجعني عزيزي جوجل أن أطلب منكم المزيد من العون، وأنت من المؤكد تعلم عني أني أحب الخير للجميع وأفرح لفرحهم وأحزن لحزنهم، أن تضيف إلى خرائطك المطبات الصناعية والطبيعية وخاصة في الليل البهيم، فوطننا الحبيب مصر في حالة حرب ولا يَلْتفت إلى تلك الأمور التافهة، وربما مشغول بإحباط المؤامرات التي تحاك حوله والتي لا تنتهى من أهل الشر بالداخل والخارج.
عزيزي السيد جوجل، أعتذر منكم أني تأخرت عن تقديم الشكر لكم، فلقد نويت أن أكتب لكم بمجرد انتهاء إجازة العيد ولكن انشغلت كثيراً بأخبار وطننا الحبيب واستوقفتني أخبار عديدة رغبت في الكتابة عنها، ولا أكاد أُلَمْلِم أفكاري حتى أجدني مُشتت التفكير، وسأذكر لك الآن خبراً واحداً حتى لا أثقل عليكم واسمح لي أن أكتب لكم مرات قادمة بما يضيق به صدري من أخبار ساذجة..
الخبر الذي قرأته والذي سأحكي لك عنه هذه المرة هو:
القضاء على “السحابة السوداء” لأول مرة بالدلتا، وهو خبر حسبته جيد طبعاً، بعد استعانة وزير البيئة بالأقمار الصناعية لرصد مواقع حرق القش من خلال 187 موقع رصد يتابعهم الوزير بنفسه من خلال تطبيق “الواتس آب”، لم أسعد بالفرحة فقد بدأت الأسئلة تنهال على رأسي، إذا كان لدينا تلك الإمكانيات فلماذا لا تستخدمها وزارة الزراعة لرصد اعتداءات المباني على الأراضي الزراعية؟! وهل تحتاج إلى أقمار صناعية أخرى؟ أليس من السفه يا جوجل أن أفرح لمشاريع الاستصلاح الزراعي بالصحراء ولا أغضب من فقد أخصب الأراضي الزراعية؟!
قد يكون هناك من الأسباب ما لا أعلمها، لكن بصراحة يا جوجل لن تكتمل فرحتي بأي تطوير للعشوائيات، وكل يوم تزداد العشوائيات وتستفحل رقعتها، وإذا سلمنا أن هناك أسبابا خفية وأن الوقت غير ملائم وأن هناك بعض الحق لأصحاب تلك البنايات في الحصول على مسكن لهم، فلماذا لا يتم ضم تلك الأراضي داخل كردون القرى أو المدن، وعمل تخطيط معتمد لها وتحديد رسوم مقابلها؟ وبعد ذلك نجد الجدية الكاملة في حساب المخالفين؟!
ألا يعد ذلك إهدارا لأموال الدولة كان من الممكن أن يعود على المواطنين بالنفع من خلال توجيهه لبناء مدارس ومستشفيات على الأقل بتلك المناطق العشوائية الجديدة؟!
أرجوك يا جوجل أن تتبنى الأمر نيابة عني فأنا على يقين أنك تعلم أفضل مني؛ من هو الأقدر أن تُوجه له تلك النصيحة، على الأقل قد نجني من ذلك ما لن نجنيه من اقتراح التبرع بالفكة..
وإذا لم تجد فأرجو منك أن تنصحني بألا أراسلك مرة أخرى، ولا تخجل أن تبلغني بأن محاولاتي قد باءت بالفشل..