قال “محمود”، أحد الناجين من حادث غرق مركب رشيد، في تصريحات لجريدة “المصري اليوم” إن الترتيب للرحلة استغرق ٣ أشهر، حيث دار بين أقاربه وأصدقائه فى البلد ليخبرهم أنه يريد السفر، وفى أحد الأيام أثناء وجوده بمركز شبين الكوم، حيث يعمل فى تركيب السيراميك، قابل مندوبا على مقهى وعرض عليه الأمر، ثم تبادلا أرقام الهواتف، واتفق معه على السفر فى أقرب وقت ممكن.
وأضاف أنه فور وصوله إلى محطة قطار رشيد اتصل بالمندوب الذى كان ينسق الرحلة، فأمره بالانتظار أمام المحطة على أن تأتى سيارة ميكروباص لتنقلهم إلى الشاطئ ومنها إلى المركب، يقول «كان الميكروباص ممتلئاً، لم أرَ أى شىء طوال الرحلة، كان الميكروباص مغطى بستائر والطريق مظلم، حاولت أن أزيح الستار لأرى الطريق فتوقف السائق وسبنى بأمى وهددنى إذا حاولت أن أفتح ستارة الميكروباص مرة أخرى سينزلنى من السيارة».
وأوضح أن الطريق إلى الشاطئ استغرق حوالى ساعة، خرجت السيارة خلالها من الطريق الأسفلتى، ودخلت فى طريق غير ممهد، يستنتج ذلك من عدم اتزان السيارة أثناء الرحلة، بعد ذلك توقف الميكروباص ونزل كل من فى السيارة على شاطئ مظلم، يقول «نزلنا إلى البحر حتى صارت المياه تغطى أرجلنا فوجدنا مركبا صغيرا بانتظارنا يقوده شخصان ويقل أشخاصاً غيرنا، ركبناه وانطلق فى البحر حوالى ربع ساعة باتجاه مركب أكبر كان فى انتظارنا، ظل ذلك المركب فى البحر يستقبل زورقين آخرين حتى صار عددنا حوالى ١٥٠ شخصاً، وبعد ٢٤ ساعة أقلنا إلى المركب الذى كان سيسافر بنا».
وأشار “محمود” إلى أنه فجر الأربعاء وصل إلى المركب المقصود، وكان فى استقبالهم حوالى ٢٠٠ شخص، مصريين وأفارقة، وبعد ذلك حمل المركب حوالى ١٥٠ آخرين، حتى صار عدد الركاب حوالى ٥٠٠ شخص، يقول: «لم يتمكن المركب من الحركة، وما إن حاول رئيسه أن يلف الدفه حتى بدأ يميل يميناً ويساراً، ودخلت المياه داخل المركب حتى بدأ ينقلبت ويغرق داخل المياه خلال دقيقتين، وقفزت من المركب».
ونوه إلى أنه ظل يعوم على مدار ٣ أو ٤ ساعات: «لم أسمع سوى كلمة يارب.. يارب.. كان كان الكل يدعو بالنجاة، حتى قابلنى مركب وأنقذنى وانتشل الأحياء والموتى».