الوصول بأي بلد إلى بر الأمان ليس اختراعًا، التاريخ يعلمنا ان الدول تبنى بالعدل والحرية وتصبح أفضل حين يدرك المسئولين عنها أن العلم هو أول خطوة في طريق التقدم والتحضر، وفي مصر نواجه مشاكل عدة حلها بسيط جدًا، نعم لا أبالغ.. هناك حل سحري سيجعل مصر بلد ناجح. الجدارة.. هي كلمة السر للنجاح، الجدارة تعني ان كل مسئول يجب ان يكون جدير بمنصبه، مثلًا نحتاج إلى إصلاح منظمة الصحة في مصر..
ببساطة سنكلف أفضل مصري في مجال الطب بالمهمة، وأفضل هنا تعني شخص سافر وحقق إنجازات ونال جوائز وأثبت تميزه في مجاله، شخص يجيد إلى جانب المهارات العلمية مهارة إدارة الأعمال ويستطيع العمل مع فريق.. تخيل لو وجدنا هذا الشخص –وهناك بالفعل نماذج مصرية كثيرة مؤهلة- ماذا ستكون النتيجة؟ بالتأكيد ستتحسن منظومة الصحة بفضل أفكاره وخططه.
نفس الأمر مثلا مع منظمة التعليم، نحضر للمهمة أفضل شخص متميز في مجال التعليم وله إنجازات حقيقية وحصل على جوائز ويفهم علم نفس الطفل والمراهق ولديه شهادات مهمة وسافر إلى الخارج وتعرف على خبرات ناجحة يمكنه تطبيقها في مصر.. ونعلم جميعًا أن هناك مصريين ناجحين جدًا ولديهم أفضل الشهادات لكنهم لا يأخذون فرصتهم أبدًا.
نفس الأمر سنطبقه في باقي الوزارات، ومع قيادات الجامعات والمعاهد وباقي المؤسسات المصرية وعلى رأسها مثلًا مبنى ماسبيرو. المشكلة في مصر أننا لا نعرف حقًا كيف تتم عملية اختيار المسئولين في مصر.. شخصيات بعضها غير مؤهل ولا تمتلك اي مهارات وغير قادرة حتى على الحديث لوسائل الإعلام بطريقة مهنية محترفة.. هل من اختارهم لمناصبهم لديه أمل أنهم سيحققون أي نجاح أو إنجاز؟
يجب أن يتوقف النظام في مصر عن تعيين أهل الثقة ويستبدلهم بأهل الجدارة، الناس المؤهلة القادرة على صنع تغيير حقيقي وجعل بلدهم أفضل ولديهم مهارات حقيقية ويفهمون جيدًا معنى الإدارة والعلاقات العامة والتسويق لأفكارهم بطريقة محترفة. المسئولين في مصر اصحبوا مادة للسخرية، لسبب بسيط.. أنهم غير مؤهلين.. وتكون النتيجة النهائية قرارات متخلفة، ليست في مصلحة البلد بأي حال من الأحوال وهو ما يجعل مصر دائمًا موجودة في خريطة البلاد المتخلفة، لماذا تخلفنا عن العالم؟ لأن أهل الجدارة ليسوا في مناصب قيادية.
لا أقول أن مهمة البحث عن عناصر ناجحة أمر سهل.. بل هي مهمة صعبة.. لكنها تحتاج لمجهود من القيادة السياسية لأن الأمر يستحق.. وطبعًا يجب أن نحارب الفساد والبيروقراطية والروتين حنى لا نقتلهم حين نكلفهم بمهام جعل مصر أفضل.. وصدقوني بأهل الجدارة ستصبح مصر بالفعل أفضل.