الإبهار هو الحقيقة التي ستخرج بها فور مشاهدتك لفيلم مهمة الأيام السبعة (Mission of the 7 days) لاحتوائه 7 مفاجآت ربما تجتمع لأول مرة في فيلم روائي مصري قصير:
7 – جرأة الطرح
يدور الفيلم حول الجاسوس الإسرائيلي موسى الذي يتم القبض عليه في موسكو حيث يخضع للتحقيق مع أجهزة المخابرات الروسية التي يعترف لها بقيامه ببعض العمليات في مصر كاشفا عن دور قطر والمخابرات الإسرائيلية في التدبير لثورة يناير 2011.
وبغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق مع الرؤية السياسية المطروحة في الفيلم إلا أن (مهمة الأيام السبعة) يقدم مفاجأة باقتحامه الجريء لكواليس ثورة يناير بصفتها الحدث الرئيسي في الفيلم بعد أن ظلت تقدم كخلفية لأحداث بعض الأفلام مثل (نوارة) لهالة خليل و(حرام الجسد) لخالد الحجر أو يقتصر تناولها على الأفلام الوثائقية التي كان من بينها فيلم (الميدان) لجيهان نجيم.
6 – مشاركة الإنتاج بين مصر وروسيا
عرفت مصر الإنتاج المشترك عام 46 بفيلم (أرض النيل) إخراج عبد الفتاح حسن وكانت فرنسا هي شريك الإنتاج التي ساهمت في تمويل عدد من الأفلام المصرية كان أشهرها أفلام الراحل يوسف شاهين الذي تعاون في إنتاجها مع قنوات التليفزيون الفرنسي تبعه بعد ذلك عدد من تلاميذه مثل خالد الحجر ويسري نصر الله وأسماء البكري وغيرهم.
كما شاركت مصر دول أخرى مثل لبنان في إنتاج عدد من الأفلام المصرية مثل (البدوية العاشقة 63) لنيازي مصطفى و(لست مستهترة 71) لحسن الإمام وأفلام أخرى.
في فيلم (مهمة الأيام السبعة) نكتشف تعاونا غير تقليدي مع الكتلة الشرقية هذه المرة وهي روسيا حيث إن الفيلم يعتبر إنتاجا مشتركا بين أكاديمية السينما الروسية VGIK وشركة أكشن أستوديو المصرية.
5 – النجوم المصريون
في سياق فيلم روائي قصير تقّدم مشاهده الأولى بالعبرية ثم الروسية نفاجأ بظهور فنان مصري قدير هو أحمد صيام الذي يقوم بدور مختار اليزن عضو تنظيم حركة حماس الذي يقوم يتهريب البطل إلى إسرائيل عبر أنفاق غزة وكذلك الفنان سامح الصريطي الذي ظهر كضيف شرف في دور ضابط المخابرات المصرية في مشهد واحد إلا أن نظرتة الرائعة المليئة بالإحساس والتعبير ربما كانت أكثر بلاغة وتأثيرا من أي جمل حوارية كان يمكن أن تقال كما شارك الممثل الموهوب عمرو العمروسي في أحد المشاهد أيضا لتأتي مشاركة النجوم المصريين إضافة حقيقية للفيلم ولمسة ذكية تساعد على تسويق أفلام الإنتاج المشترك لدى الجمهور المصري.
4- أماكن التصوير
العديد من الأفلام الروائية المصرية الطويلة تم تصوير بعض أحداثها خارج مصر ولكن المفاجأة هنا هي أن فيلما روائيا لا يتجاوز 30 دقيقة قد تم تصويره في 3 دول هي روسيا ومصر والبحرين على مدار 14 يوما كما تم التصوير في مصر بين القاهرة والفيوم والساحل الشمالي.
3- حرفية التكنيك
الكادرات المبهرة وضبط الإيقاع اللاهث الذي ينجح في شد المشاهد منذ بداية الأحداث حتى نهايتها عناصر اعتدناها في معظم الأفلام العالمية التي تعتمد على الحركة والإثارة لكنك ستفاجأ بتوافرها في فيلم يعتبر مشروع السنة الرابعة لمخرج مصري شاب هو جمال السروي الذي لايزال يدرس الإخراج السينمائي في أكاديمية السينما الروسية حيث تستغرق الدراسة فيها 5 سنوات.
2- تصريحات الفنانين
علق الفنان المخضرم أحمد صيام على مشاركته في الفيلم قائلا (كنت أعتقد بحكم خبرتي أن مشاركتي في الفيلم هي مساعدة مني لمخرج شاب، لأكتشف أن عملي معه هو مساعدة لي أنا) وهو ما أرجعه للمستوى المتميز للفيلم الذي شارك في صناعته فريق روسي مصري محترف، حيث ألفه السيناريست والممثل المصري الموهوب عمر عبد الحليم بمشاركة الكاتب الروسي القدير ميخائيل فلاديسلافيل Mekhail Vladeslavel واللذان نجحا في نقل كواليس الجاسوسية المثيرة والمليئة بالمفاجآت التي شارك السروي في نسجها كمؤلف أيضا.
تميزت الموسيقى التصويرية لمحمد ناصف وأضفت على الفيلم روح الإثارة المطلوبة كما أجاد أحمد نور في مونتاج جيد حافظ على إيقاع شيق متماسك، ولعبت الهندسة الصوتية للقدير طارق حسانين دورا أساسيا في روعة ودقة الصوت في الفيلم الذي تقمص فيه دور البطولة الممثل الروسي فاليريا بيرزوفسكي Valera Sekhposov معبرا بسلاسة عن انفعالاته الداخلية، حيث يمتلك وجها جذابا و قريب الشبه بالملامح العربية مما ساهم في إقناع المشاهد بشخصيته كجاسوس دولي.
1- السينما الروسية
لاشك أن جمهور السينما في العالم يدرك مدى إبهار وحرفية التكنيك الأمريكي خاصة في أفلام الحركة والإثارة، لكن المفاجأة التي يقدمها هذا الفيلم هو تعريفنا بالسينما الروسية التي لا نعرف شيئا عن مدى تطورها وربما لا نعرف عنها شيئا على الإطلاق رغم كونها تضم عددا كبيرا من الحرفيين السينمائيين المدربين على أعلى مستوى حيث أنشأت روسيا أول كلية للسينما في العالم عام 1919، تم تطويرها لتتحول إلى جامعة السينما الحكومية الروسية VGIK والتي تخرج منها عدد من مبدعي السينما المصرية الكبار مثل الفنان طارق التلمساني المخرج محمد كامل القليوبي وقريبا القادم بقوة جمال السروي .