صفاقس – تونس
شهدت مدينة صفاقس، فعاليات الندوة الفكرية الدولية حول “الإبداعية المعاصرة ومصاعب المرور من الحداثة إلى المعاصرة” التي نظمها تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 بالاشتراك مع إتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين والجمعية التونسية للجمالية والشعر وذلك بمشاركة مفكرين وفنانين وجامعيين من تونس وعدد من الدول الشقيقة والصديقة على غرار قطر ومصر والمغرب الأقصى وفرنسا.
وتحدّث الدكتور محمد بن حمودة، منسق الندوة، بالخصوص عن الحيثيات التي حفت باختيار موضوع التظاهرة بدء بتحديد مفاهيم التراث والحداثة والمعاصرة والتي جعلت التعامل مع التراث اللامادي تعاملا يقتصر على الإبداع ويهمل الإبداعية. وذكر بن حمودة ان الاهتمام بالإبداع له أغراض إذ يتم ربط التراث اللامادي بمعلم تاريخي أو بمشغولة تراثية مما يصرف الاهتمام عن أهمية الطاقة التعبيرية التي كانت وراء إنجاز تلك المعالم. أما الإبداعية فهي في رأيه تحوير للعلاقات بين الناس وهو ما يفسر جزئيا أو كليا واقعة أن تونس لم تسجل أي عنصر من عناصر ثقافتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية والتابع لليونسكو حسب رأي الدكتور بن حمودة.
واعتبر منسق الندوة في هذا السياق أن كل ما يوجد داخل المدينة العتيقة بصفاقس مثلا هو منتوج ثقافي.
ولدى استعراضه لمفهوم التقدم أشار إلى أن التقدم ارتبط لمدة طويلة بالرفاه إلا ان هذا المفهوم تغير الآن وصار يعني جودة الحياة وأعطى مثالا في صفاقس التي احتضنت المجمع الكيميائي بحثا عن التقدم إلا أنها خسرت جودة الحياة.
وأكدت المنسقة العامة لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية السيدة هدى الشريف الكشو من جهتها على أهمية هذه الندوة الفكرية الدولية التي تدخل في إطار فعالية الندوات المبرمجة ضمن تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية. وبينت مدى استجابتها لجانب من فلسفة التظاهرة وهو طرح الإشكاليات الحقيقية ومنها المتعلقة بالإبداع الفكري والفني والأدبي لفهم ما جرى وما يجري بما من شأنه أن يخول استيعاب التحولات التي يعيشها عالمنا اليوم وفقا لإيقاعات زمنية وتاريخية لا تخضع ضرورة لمفهوم التعاقب وفق قولها.
فيما استعرض رفيق بوعزيز رئيس جامعة صفاقس في مداخلته المحطات التاريخية التي تؤكد أن تونس من أول الدول العربية التي كانت سباقة في الدخول إلى مرحلة الحداثة فهي من أوائل الدول العربية التي ألغت العبودية وكان لها أول دستور وهي أول بلد عربي وضع مجلة الأحوال الشخصية مؤكدا أن الإبداعية والفنون عامة مدعوة لتكون منيرة للطريق ومعبدة له للولوج إلى المعاصرة.
وتضمنت الندوة الفكرية الدولية ثمانِ جلسات علمية شارك فيها مفكرون وفنانون وجامعيون من قطر ومصر والمغرب الأقصى.