ياسر أيوب – نقلًا عن المصري اليوم
عاد عمرو أديب للشاشة مرة أخرى بعد غياب لم يطل، وانتهى بتغيير شاشة أديب من الأوربت السعودية المشفرة إلى أون المصرية المفتوحة.. عاد عمرو بكل ما يملكه ويستطيعه من جهد وفكر ولياقة صوتية وحركية وإنتاجية حتى يبقى قدر المستطاع مثار اهتمام الناس ومتابعتهم فى زمن نهايات برامج التوك شو.. لكننى أتوقف الآن أمام استضافة عمرو أديب فى حلقته الأولى للنجم الرياضى المصرى إبراهيم حمدتو.. أحد نجوم مصر فى الألعاب البارالمبية والمقطوع الذراعين، لكنه بمنتهى الإصرار والنجاح يمارس لعبة تنس الطاولة ويفوز أيضاً بمبارياتها رغم أنه يلعبها ممسكاً بالمضرب عن طريق فكيه وشفتيه.. وشىء جميل بالتأكيد أن تكون الرياضة ونجومها هى إحدى وسائل وأسلحة الإعلام التليفزيونى المصرى حين بدأ يثور محاولاً التخلص من أشواك الملل وغبار الجمود والأداء التقليدى غير التليفزيونى.. فلم يكتف أديب باستضافة البطل المصرى حمدتو.. إنما كان هناك فى الاستديو أيضاً طاولة اللعبة ليلعب عمرو مع حمدتو مباراة تليفزيونية قصيرة.. المباراة الثانية التى يلعبها حمدتو تليفزيونياً حيث كان قبل أسبوع ضيفاً على شريف عامر فى «إم بى سى مصر» الذى استضاف نجوم مصر وأبطالها فى الألعاب البارالمبية، ومعهم نجم مصر الكبير والراقى جداً محمود الخطيب.. وأيضاً لعب شريف عامر مباراة قصيرة مع حمدتو فى الحلقة التى تم تسجيلها وبدأت إم بى سى تذيع لقطات منها طيلة الأيام الماضية منها تلك المباراة التليفزيونية بين شريف وحمدتو.. وكل ذلك يؤكد أن الرياضة لن تغيب عن شاشات الإعلام التليفزيونى المصرى الجديد.. وحتى إذا تصور البعض أنه لم يكن اهتمامًا بالرياضة نفسها أو حكاياتها وقضاياها وإنما هو فقط استثمار لرؤية إرادة إنسان مصرى بات بلا ذراعين فقرر أن يكون بطلاً فى لعبة لا تعتمد إلا على الذراعين.. لكننا فى النهاية أمام بطل رياضى مصرى كان مشاركاً فى دورة ريو دى جانيرو الأخيرة للألعاب البارالمبية، وأثار هناك اهتمام وانتباه واحترام العالم كله.. وهو ما يعنى أن نجوم شاشات هذا الإعلام التليفزيونى وكل أصحاب العقول والأفكار والأحلام وراء الشاشات بدأوا يدركون بالفعل أن الرياضة ممكن أن تعيينهم فى أى تغيير وتطوير وتجديد.. وبالتالى لا أستبعد أن نرى قريباً هذا الصراع الرياضى التليفزيونى الأنيق بين شاشات وبرامج ستراهن على المباريات واستديوهات التحليل..
وشاشات أخرى ستنقل الرياضة بأجمل وأغرب وأقسى حكاياتها للمشاهدين فى بيوتهم.. كأن نرى أحد نجوم التليفزيون يسافر ليقضى يوماً كاملاً مع أى لاعب مصرى محترف فى أوروبا مثل محمد صلاح فى روما، أو رمضان صبحى فى لندن.. أو نرى أحد هؤلاء النجوم فى الصعيد مع البنات اللاتى يلعبن كرة القدم ضد كل الظروف والقيود.. وحكايات الملاعب والجماهير والألتراس والأمن وألف حكاية أخرى فيها الرياضة مجرد مسرح لدراما الحياة والحب والإرادة والانتصار والخوف والحلم والانكسار.. وإذا كانت دبلوماسية البينج بونج هى التى مهدت الطريق لعودة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.. فالبينج بونج أيضا قد يكون بداية عودة الإعلام التليفزيونى المصرى للحياة من جديد.