ما الذي يحدث في الاعلام مؤخرا؟ ما كل هذا التحريض والعنف؟ مذيع مصري يقول عبر برنامجه الذي يعرض على فضائية صدى البلد انه حزين ان عدد القتلى في المطرية قليل وكان يتمنى ان يموت اكثر من 400 انسان، واخر يطالب الداخلية بتدمير مناطق بعينها في القاهرة لمجرد ان هناك تواجد اخواني بها، في المقابل لا تتوقف القنوات التابعة للاخوان عن التحريض ضد رجال الجيش والشرطة ووصل الامر الى ان شيخ تابع للاخوان قال فتوى عبر قناة الشرق ان من يقتل رجل امن سيدخل الجنة.. بالنسبة لي هذا ليس سوى جنون وهيستيريا وتدمير لمهنة الاعلام التي تهدف في الاساس الى نشر قيم الحرية والتنوير.
في 25 يناير 2011 طالب آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير بحرية الاعلام وبأن يعبر عن الشعب لا عن النظام، لكن ما حدث هو العكس تماما، اصبح لكل وسيلة اعلام خطط خاصة بها وحسابات اخرى ليس تنوير الشعب وافادته من ضمنها، وللاسف الجميع يعتبر ان ما يحدث هو حرية تعبير.. كل مواثيق العالم فرقت بين حرية التعبير وبين التحريض، ويجب الا يستمر هذا طويلا لان من سيدفع الثمن في النهاية هو الاعلام نفسه الذي سيتحول –ان لم يكن تحول بالفعل- لكيان يروج لأكاذيب وينشر تطرف ويرسل رسائل كراهية تجعل الناس تخاف منه بدلا من ان يثقوا به.
قناة الشرق الاخوانية نموذج مرعب للاعلام، كيف لدولة مثل تركيا ان تسمح بأن تبث هذه القناة من ارضها، مهما كان خلاف تركيا السياسي مع مصر، قناة تتحدث بلغة دم وقتل وتروج للكراهية اضافة إلى انها تنشر اكبر كمية اكاذيب واخبار ليس لها اي مصادر من الاساس، المرعب اكثر كيف للعاملين في هذه القناة مهما كانت خلافاتهم مع النظام المصري ان يقبلوا ان يكونوا اشبه بعود ثقاب يحرق الجميع بهذا الشكل.
في المقابل اشاهد وسائل اعلام مثل قناة “بي بي سي” و”فرانس 24″ و”سكاي نيوز” و”دويتش فيلا” فأجد اعلام محترف يقدم محتوى خالي تماما من كل هذه الدماء الموجودة في الاعلام المصري وذلك التابع للاخوان الذي يبث من الخارج، لا يوجد موضوعية في الاعلام اعرف ذلك جيداً لكن على الاقل نحتاج لمهنية، واحترافية، نحتاج لتطبيق ميثاق شرف اعلامي حقيقي.
يجب ان يكون هناك وقفة، ويجب ان يرفض العاملين في مهنة الاعلام انفسهم كل هذا التحريض والدماء، في النهاية من يشعل النار فلن يستمتع بدفئها بل ستصله السنتها وستدمره مثلما ستدمر غيره.
آن الأوان ان يقف الاعلاميين في مصر وقفة رجل واحد والا يسمحوا بان يكونوا طرف في كل هذه الحروب والصراعات.
إقرأ ايضا
أحمد فتح الله: هل تنشر المواقع المصرية أكاذيب؟
أحمد فتح الله: مصر في حاجة إلى إعلام خدمي
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا