إذا أردت دليل على أن هناك مشكلة حقيقية في مصر فعليك أن تسير قليلًا في الشوارع المصرية.. التي أصبحت رمزًا معبرًا عن حجم المشكلة التي وصلنا لها، كمية شتائم عجيبة وغريبة على مجتمع يدعي طول الوقت أنه متدين بطبعه، يجب أن يشغل ما يحدث في شوارع مصر مؤخرًا بال صناع القرار. ويجدوا حلا لما يحدث في.. شوارع مصر.
التحرش
زاد التحرش عن حده، أصبح سير أي فتاة أو سيدة في الشارع خطرًا حقيقيًا عليها، شخصيا أصبحت أخشى على شقيقتي الصغرى من السير في الشارع رغم أنها محجبة وترتدي ملابس واسعة، وهو ما يعني أن الحديث عن أن ملابس الفتاة هي السبب في التحرش مجرد حجة فارغة لا أساس لها من الصحة، المرعب أكثر أن المتحرش أصبح لا يحترم حتى السيدات الكبيرة في السن.. أي عار وصلنا له؟
الخناقات
كمية الخناقات في الشوارع اصبحت مرعبة بمعنى الكلمة، الجميع يتعارك مع الجميع، ضرب، شتائم، أسلحة، عنف، أشياء توضح أن هناك أزمة في صبر المصريين.. لا أحد يصبر، الكل متحفز للكل، لا أحد يتسامح، لا أحد يقول جملة الله يسامحك، العنف أصبح هو سيد الموقف. لا اريد أن أعمم بالتأكيد هناك أناس محترمة لكن الأغلبية في الشوارع هي ما أتحدث عنه.
شتائم
أصبح الشارع مصدر لكل أنواع الإزعاج، تسير مع زوجتك أو شقيقتك فتسمع أناس يشتمون بعض. بعضهم يفعل ذلك كنوع من الهزار، والبعض الآخر يفعل ذلك أثناء الخلافات والمعارك التي لا تتوقف، أصبحت الشتائم على كل لسان بمعنى الكلمة، الكبير والصغير، البلطجي والمحترم، الكل يعتبرها سلاحه الوحيد للدفاع عن نفسه.. وكأنك إذا لم تشتم فستصبح مختلف عن باقي المصريين.
الحل؟
نحتاج لخطة اجتماعية سياسية جادة تضمن عودة الأخلاق للمصريين، والأمان للشارع المصري.. هناك مشكلة حقيقية يجب أن نعترف بذلك حتى نستطيع أن نحل هذه المشكلة من جذورها.. لكن لو تعاملنا بمنطق ارض النعام وأن كل شيء بخير ولا يوجد أي مشكلة فهذا هو قمة الفشل. والخطة يجب أن يضعها أناس مؤهلة وليس مجرد موظفين، نحتاج لأطباء علم نفس ومتخصصين في علم الاجتماع، ورجال سياسية وإعلاميين ورجال دين مسلمين ومسيحيين.
الشارع أصبح خطر حقيقي وكل ما يحدث فيه يدعو للخوف.. والقلق.
نرشح لك – أحمد فتح الله يكتب: لماذا تخلفنا عن العالم ؟