نقلًا عن جريدة الفريق
صناع السينما المصرية انتبهوا مبكرًا لأهمية لعبة كرة القدم و مقدار شعبيتها بين الجماهير، لذلك قدموا العديد من الأفلام التي تدور أحداثها حول هذه الرياضة، بل و أسندوا أدوار البطولة فيها لمشاهير اللاعبين دون النظر لقدراتهم التمثيلية المحدودة، و هو الأمر الذي أسفر عن انتاج أعمال رديئة، نجح بعضها تجاريًا بفضل حرص عشاق الساحرة المستديرة علي متابعة نجومهم المفضلين داخل أي مكان.
كتاب السيناريوهات يتعمدون أحيانا حشر ألفاظ كروية لا تمت للقصة بصلة، علي أعتبار أنها ( بهارات) ستمنح المنتج طعم و لون- تماما مثل الأغاني الشعبية و الرقصات الشرقية- لكن الحقيقة أن تلك العبارات الرخيصة المبتذلة تزيد من نار الفتنة بين المشجعين المتعصبين الذين يقومون بترديدها في المدرجات و علي صفحات مواقع التواصل الأجتماعي بهدف إغاظة نظرائهم من أنصار الفريق المنافس، مما يهدد بوقع كوارث جماهيرية جديدة.
سأستعرض معكم أبرز الأفلام المحلية التي تضمنت مشاهد كروية أضحكتنا كثيرا داخل دور العرض لكنها قد تبكينا طويلا علي أرض الواقع:
( النشال) : في أحد اللقطات الطريفة التي جمعت بين العمالقة فريد شوقي و ستيفان روستي و محمود المليجي، هتف الأول بحماسة : الأهلي و بس، فرد عليه الثاني بسخرية : أهلي إيه يا عم الله يحنن …الزمالك و بس، أما الثالث فأكتفى بالإبتسام ثم توجه للبارمان قائلا: أنا لا أهلاوي و لا زملكاوي …أديني واحد ويسكي!.
( سر إمرأة) : صلاح ذو الفقار سأل البواب النوبي الصغير : أزيك يا مرجان ؟ فأجاب : و الله مش مبسوط ياسعادة البيه، هنتجنن، عاوزين شوية حظ من اللي ربنا بيديه للأهلي، بس الرك علي الفاينال و إن شاء الله هناخد الكاس. الإعلامي الزملكاوي الصميم عمرو أديب عرض هذا المقطع بعد خسارة فريقه بطولة الدوري و علق عليه بصوت بائس حزين: ده مستند يبين حجم المأساة اللي إحنا عايشين فيها من أيام الأبيض و الأسود.
( رجل فقد عقله) : عادل أمام الذي كان يقوم بدور زيكو لاعب الأهلي قال للقاضي: هو الزمالك هيروح مننا فين؟ إن شاء الله الماتش الجاي هنلبه، لكن عندما أخبره المحامي أن القاضي زملكاوي سارع بقول : اقصد أننا هنتغلب له!. عقب صدور الحكم برفض الدعوي و إلزام زيكو مع شقيقه كيمو (أكرامي) بالمصروفات هتفا معا في وجه رمز العدالة : طيب الأهلي حديد و الزمالك صفيح و هنلبكوا أربعة.
(غريب في بيتي) : نور الشريف جسد شخصية شحاتة أبو كف المهاجم الموهوب الذي انضم لصفوف الفارس الأبيض و سجل خلال مشاركته الأولي نصف دستة أهداف داخل شباك الفريق الأحمر بطريقة كوميدية أثارت غضب الأهلاوية . محمود الخطيب كان المرشح الأول لبطولة هذا العمل و كان السيناريو مكتوبا بشكل معكوس لكنه أعتذر عن قبوله بسبب تخوفه من خوض تجربة لا يضمن نتيجتها.
(الرجالة في خطر) : يونس شلبي استفسر من زوجته هالة صدقي عن سبب تأخرها في أعداد وجبة الغذاء، فأجابت : أصل الأنبوبة فضيت و البواب راح يتفرج علي ماتش في ستاد القاهرة، فنظر إليها بأستنكار و هو يسأل باستعباط : ليه هو الزمالك بيلعب النهارده؟. هذا الإسقاط الرديء استخدم كثيرا للتقليل من قيمة و مكانة محبي النادي العريق.
( أبو العربي) : هاني رمزي فتح باب المراهنة علي هزيمة الأهلي من المصري بفارق ثلاثة أهداف، فاعترض أحد الحاضرين قائلا: أسكت يا جدع، مصري مين ده اللي يكسب الأهلي، أنتوا اتجننتوا و لا إيه؟ فصرخ طلعت زكريا : جاسوس و أضاف هاني: من جيش العدو، ثم أنهال عليه الجميع بالضرب المبرح. السؤال المطروح هو : هل شاهد مرتكبو مذبحة بورسعيد هذا المشهد و تأثروا به قبل أن يرتكبوا فعلتهم الدنيئة؟.
( سيد العاطفي) : عبلة كامل – كبيرة مشجعي الأهلي في الفيلم- تغنت بهتافات متعصبة من عينة: و هيلا هيلا هيلا هووو الزمالك يا عين أمه و : خدوا ستة رايح، خدوا أربعة جاي . جماهير القلعة البيضاء و إدارتها أعربوا عن استيائهم من هذا العمل و قرروا مقاطعة جميع المشاركين فيه، رغم إعلان البطلة أنها أدت الدور المطلوب و ألقت الكلام المكتوب دون أن تدرك مقدار تأثيره السلبي علي أبناء ميت عقبة.
( أبو علي) : كريم عبد العزيز حاول الهرب من (البوكس) عن طريق افتعال مشاجرة بين جماهير الأهلي و الإسماعيلي الذين كانوا يستقلون أتوبيسات تسير بجانبه في طريقها إلي الملعب، حيث أطل برأسه من الشباك و قال لعشاق الدراويش : ده أنتوا هتتقطعوا النهارده، فردوا : شي حا الأهلاوية أهم، لتبدأ وصلات السباب المتبادل بين الطرفين – قام المؤلف بتحريف القبيح منها – قبل أن تندلع المعركة الدامية . كيف أجازت الرقابة هذه اللقطات المليئة بالتجاوزات اللفظية و السقطات الفنية؟.
(كابتن مصر) : رئيس الزمالك – ممثل يشبه مرتضي منصور- اجتمع مع اللاعب كونجو (محمد عادل إمام) و دار بينهما الحوار التالي : ده عقد 3 سنين ، حط أم الرقم اللي يعجبك..رقم إيه يا فندم ده نص اللعيبة بتاعتكم عاملالكم محاضر علشان مابيخدوش فلوس!. لماذا لم يعلق المستشار علي هذا المقطع الذي يسخر من شخصه و يتطاول علي كرامة الكيان الذي يرأسه؟.
https://www.youtube.com/watch?v=4Li3Ih0LkZA
(تياترو مصر): علي ربيع و زملائه تهكموا خلال عروضهم المسرحية علي الفريق الزملكاوي أكثر من مرة و وصفوه بأنه إله المركز الثاني، مما أثار موجة سخط عارمة بين صفوف أنصار التيشيرت الأبيض الذين لم يهدؤوا إلا بعد أن قام أشرف عبد الباقي رئيس الفرقة بعقد مؤتمر صحفي داخل مقر النادي من أجل تقديم الأعتذار اللازم.
نرشح لك – رائد عزاز يكتب: أسمع تحليلك يعجبني.. أشوف تدريبك أستعجب!