إيمان مندور
السبت قبل الماضي تابع الجميع بشغف وترقب أولى حلقات برنامج “كل يوم” للإعلامي عمرو أديب، الذي غادر أخيراً شاشات القنوات المشفّرة؛ ليظهر لجمهور الإعلام بكافة أنواعه، على التليفزيون وعلى الراديو حتى في الصحف والمواقع الإخبارية.
صارت الحلقة الأولى هي حديث الساعة هذا اليوم، لدرجة أن بعضهم كتب تحليلات لأداء وتصرفات المذيع وما قاله ضيوفه؛ كل هذا قبل أن تنتهي الحلقة نفسها، وسواء اختلفنا أو اتفقنا مع عمرو أديب إلا أنه بدون شك أخلّ بتوازنات برامج الـ”توك شو” بظهوره “كل يوم” للجمهور.
الآن بعدما مرت 10 حلقات في 10 أيام ظهر خلالها “أديب” في برنامجه؛ هدأت الأجواء قليلاً، وصار تحليل الأمور أكثر اتزاناً ووضوحاً إلى حد ما، لذا إعلام دوت أورج يرصد في هذا الموضوع أبرز ملاحظاته على هذا الأمر.
1- القاهرة اليوم = كل يوم
برنامج “القاهرة اليوم” الذي ظل عمرو أديب يقدمه لما يقرب من 20 عاماً على قناة “اليوم” في شبكة قنوات “أوربت”؛ إن جاز التعبير فإنه يمكن القول بأنه تم نقله بحذافيره من “أوربت” لـ”ON E”، فالبرنامج يتم تقديمه من نفس الاستوديو الذي كان يقدم منه برنامج “القاهرة اليوم” قبل نحو أربع سنوات، والمراسلة دينا الجندي التي كانت تعمل مع “أديب” في “القاهرة اليوم” انتقلت معه لبرنامجه الجديد، وكذلك المخرج شريف السقا، والإعلامية رانيا بدوي، والدكتور سعد الدين الهلالي، والفنانة رجاء الجداوي؛ ليكون الحال كما كان عليه في “أوربت” بالضبط.
ربما يكمن الفارق الوحيد بين البرنامجين في حجم المشاهدين، فبعد الجمهور القليل للقنوات المشفّرة؛ انتقل “أديب” ورفاقه للظهور على عامة جمهور الفضائيات والراديو على حد سواء.
نرشح لك – كم يبلغ أجر عمرو أديب عن برنامجه الجديد؟
2- أول حلقة لم تتكرر
خلال الحلقة الأولى له؛ شغل برنامج “كل يوم” ساحة مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية لعدة مرات متتالية، فقد حرص “أديب” على تقديم كل ما يلفت انتباه الجمهور، بداية من حديثه عن الرئيس عبد الفتاح السيسي وترشح الفريق أحمد شفيق للانتخابات الرئاسية القادمة، ومداخلة “الهضبة” عمرو دياب؛ ثم إذاعة حواره مع رجل الأعمال الهارب حسين سالم وأبناءه، الذي أحدث جدلاً واسعاً وقتها.
لكن كل هذا الكم من الموضوعات “الجاذبة” للجمهور لم يتكرر خلال حلقة واحدة بعد ذلك؛ بل تفرق بين الحلقات، وأصبح كلام “أديب” مكرراً في عدة حلقات متتالية؛ تحديداً فيما يخص مبادرة “الشعب يأمر”.
نرشح لك – تفاصيل أولى حلقات عمرو أديب
3- رجاء الجداوي
عادت الفنانة رجاء الجداوي لتقدم فقرتها الإسبوعية “اسألوا رجاء” مع عمرو أديب خلال برنامج “كل يوم”، والتي كانا يتشاركان تقديمها سوياً في برنامج “القاهرة اليوم” أيضاً.
نفس تفاصيل ونقاشات الفقرة لم تتغير، حيث يتم طرح الموضوعات الأسرية ومشاكل الأزواج، و”أديب” ينحاز بطريقة كوميدية لنموذج “سي السيد” من الرجال، أما رجاء فتنحاز للمرأة لكن بإنصاف وحكمة، ويكون التركيز على المداخلات الهاتفية التي يكون لها الحظ الأكبر من التصريحات “الغريبة” للمتصلين.
https://www.youtube.com/watch?v=DqWhIVKXg-c
4- عمرو أديب “ناجح مزعج”
سواء اختلفنا أو اتفقنا مع عمرو أديب؛ إلا أنه لا يمكن إنكار ثقله الإعلامي، وأنه ناجح ويعرف جيداً كيف يجذب جمهور عريض لمشاهدته، حتى المختلف معه في الرأي منهم، بدليل أنه بعد انتهاء كل حلقة تجد تحليلات من كلا الطرفين؛ المؤيد والمعارض على حد سواء، وكلٌ يأخذ من الحلقة ما يدّعم وجهة نظره.
ربما المتفق عليه من كلا الطرفين هو “إزعاج” عمرو أديب، فلكي تشاهد برنامجه عليك أن تظل ممسكاً بـ”ريموت” التليفزيون، لترفع وتخفض الصوت بمعدل كل دقيقتين مرة تقريباً، وبالتأكيد هذه المعاناة كانت بنسبة أكبر لجمهوره الجديد “الكبير” الذي لم يكن يتابعه سوى من خلال الفيديوهات التي يتم رفعها على موقع “يوتيوب” من برنامج “القاهرة اليوم”، أما الآن فقد اختلف الوضع؛ وأصبح الإزعاج بث مباشر “كل يوم”.
نرشح لك – دليلك لتحمل الصوت العالي لعمرو أديب
5- عمرو أديب بـ”ضيوفه” أفضل
يقضي مقدم البرنامج ما يقرب من نصف الحلقة تقريباً يتحدث ويعلّق على الأحداث بمفرده، وربما تلقّى بعض المداخلات الهاتفية، وأديب “شاطر” ويعلم جيداً كيف يجذب الجمهور لكلامه، وكيف يملأ فقراته بدون فراغات يملّ منها المشاهد.
أما النصف الأخر للحلقة فتبدأ فيه فقرات الضيوف بعد ذلك، والتي من الملاحظ أن “أديب” يكون فيها أفضل أداءً و”ظرفاً”، والمشاهدة تكون فيها أمتع؛ حيث يشعر المشاهد بتقليل حدة “ضوضاء” حديث المذيع صاحب الصوت العالي لفترات طويلة؛ لذا فقرات الضيوف أو الفقرات التي يتشارك مع غيره في تقديمها، تكون أفضل وأهدأ للعين والأذن.
لكن من اللافت أيضاً أن نسبة المشاهدة تقل مع تأخر الوقت واستمرار البرنامج لفترة طويلة، إلا إذا كان هناك ضيفاً “بتقل” أنغام.
6- “كاريزما” المذيع مازالت أقوى من زملائه وضيوفه
إن كان عمرو أديب متفوقاً في شيء ما بدرجة كبيرة، فالأفضلية ستكون بالتأكيد لشخصيته و”كاريزمته” الطاغية، التي يستطيع من خلالها جذب الأنظار إليه مهما كان حجم المتواجدين معه؛ لذا من يشاركه تقديم البرنامج، أو حتى تقديم بعض الفقرات لا يكون ظهوره مثل “أديب” أبداً، ومن باب الإنصاف فإن هذا يدل على نجاح المذيع بجدارة.
7- أبرز ما تم تناوله خلال 10 حلقات
بالتأكيد كل حلقات برنامج “كل يوم” خلال الـ10 حلقات الماضية؛ لم تكن بنفس المستوى من الأهمية، بل هناك موضوعات جذبت انتباه الجمهور دون غيرها، مثل ظهور عمرو أديب لمدة 12 ساعة متواصلة يوم الخميس الماضي، ليقدم تغطية خاصة في ذكرى نصر أكتوبر؛ والتي استضاف يومها جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد انور السادات؛ والتي أثارت جدلاً واسعاً عقب تصريحاتها بشأن غدائها هي وأولادها وقت سماع بيان العبور؛ رغم أن الحرب كانت في شهر رمضان.
كذلك حواره مع حسين سالم وأبناءه، ثم مبادرة “الشعب يأمر”، استضافته للفنان محمود ياسين، وكذلك المطربة أنغام، مداخلة عمرو دياب، وشد وجذب المستشارة تهاني الجبالي و المحاور مفيد فوزي، والتي وصفها الأخير بأنها “حاطة على راسها ريشة”.
8- تأثير البرومو
في برومو برنامج “كل يوم” الذي تم عرضه قبل بدء عرض البرنامج بأسابيع، قال أديب “أنا مش هتغير”، لكن الجمهور ظل يترقب أول حلقة ليرى مفاجآت البرنامج وكيف سيتغير عمرو في برنامجه الجديد؛ رغم أنه قال في البرومو “أنا مش هتغير”، وبالفعل صدق أديب وخابت ظنون الجمهور، فالمذيع الذي كان على أوربت هو نفس المذيع الموجود حالياً في On E، ولم يتغير نهائياً، لا شكلاً ولا مضموناً.
https://www.youtube.com/watch?v=mv3I39yAQ7Y
9- حجم الإعلانات
قبل أن تظهر أولى حلقات برنامج “كل يوم”؛ والإعلانات الراعية له في تزايد مستمر بمجرد الإعلان عنه، وبالتأكيد يقين الشركات المعلنة من نجاح البرنامج قبل بثه؛ نقطة نجاح إضافية تُضاف لسجل عمرو أديب وللبرنامج ككل.
10- خريطة برامج التوك شو
المتابع للساحة الإعلامية جيداً؛ يدرك أن كل قناة لا بد لها من “نجم تشتغل على حسه” كما يقولون، سواء مذيع أو برنامج معين، لذلك ظهور مذيع بثقل عمرو أديب ومن خلال كل الإمكانيات التي وفّرها له مالك القناة رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة؛ في وقت تعاني فيه العديد من الفضائيات من التشتت وغياب “نجوم” القنوات؛ أدى كل هذا _بلا شك_ لإرباك خريطة برامج “التوك شو” والقنوات الفضائية في مصر.
ربما وقع التأثير الأكبر على البرامج التي يتم بثها في نفس موعد برنامج “أديب”، والتي على رأسها برنامج “هنا العاصمة” الذي تقدمه زوجته الإعلامية لميس الحديدي على قناة CbC، لذا ربما تكون هي الأكثر تسامحاً معه بين الإعلاميين؛ تجاه ما أحدثه من “إرباك” في الساحة الإعلامية.