فايزة أحمد
خلال شهور قليلة جذبت الفنانة نشوى مصطفى، الكثيرين إلى صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، نظرًا لآرائها السياسية المؤيدة للسلطة الحالية، والتي تحمل الكثير من العدوانية تجاه المخالفين لرأيها أو ممن تصفهم بـ”أهل الشر”.
تعليق نشوى مصطفى، على كافة الأحداث السياسية التي تحدث يوميًا في البلاد، لاسيما التي تٌثير جدلًا كبيرًا بين مؤيدي ومعارضي السلطة، عوّض عدم ظهورها منذ فترة طويلة في الأعمال الفنية، وجعلها محط أنظار الكثيرين؛ سواء من يؤيدوها أو حتى من يسخر من آرائها، عقب أن كانت في طريقها لطي النسيان بالنسبة للجمهور الذي اعتاد على ظهورها كممثلة.
لم يكن يعلم الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالصفحة الشخصية لها سوى من فترة قصيرة للغاية، خاصة لدى مهاجمتها للطالبة أميرة العراقي، نجل أحد قيادات جماعة “الإخوان المسلمين”، لرفضها التكريم من قِبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكان أخر أعمال الفنانة نشوى مصطفى، المسلسل الدرامي “”أنا وبابا وماما” الذي عُرض عام 2014، بينما يصعب تذكر أخر عملي فني ناجح لها.
خلال جولة لـ “إعلام دوت أورج” في الصفحة الشخصية لها رصدنا الآتي.
الإخوان المتهم الأول
يبدو أن الفنانة نشوى مصطفى، لديها قناعة تامة بأن أيّ حدث يتسبب في كارثة للبلاد؛ يكون ورائه الجماعة ؛ فما أن يقع الحدث سرعان ما توجه أصابع الاتهام إليهم، وذلك قبل أن يُجرى حتى تحقيق في أيّ واقعة للإفصاح عمن يكون المتهم الرئيس فيها.
كان من أبرز هذه الأحداث؛ ما عُرف بـ”محاولة اغتيال” مفتي الديار السابق علي جمعة، مطلع شهر أغسطس الماضي، حيث استبقت مصطفى الجهات المعنية بالكشف عن المسئول عن الحادث، واتهمت الجماعة بالمحاولة الفاشلة، ليس هذا وحسب وإنما أيضًا صنفتهم كـ”أعداء” للإسلام ورسوله، لكونهم حاولوا اغتيال عالم دين يحمل كتاب الله _بحسب وصفها.
اتهامات مصطفى، للجماعة لم تتوقف عند الأحداث السياسية فقط؛ وإنما وصلت إلى أنها حمّلتهم مسئولية اختراق صفحتها على “فيس بوك”، وذلك نهاية شهر يوليو الماضي، حيث اعتبرت أنها تعرضت لهذه المحاولة من قِبل ممن وصفتهم بـ “جرذان الإخوان”؛ نظرًا لدفاعها عن الجيش.
التبريرات أولًا
لم تترك نشوى مصطفى، أيّ حدث وُجه فيه انتقاد أو سخرية من السلطة إلاّ وحرصت على الرد عليه، بالهجوم المبالغ فيه على المنتقدين؛ كما لو أنها نُصبت متحدثة رسمية باسم السلطة، خالطة بين الانتقادات التي توجه للقيادة السياسية والجيش.
فعقب انتهاء شهر رمضان، حيث زيادة أسعار السلع التي نتج عنها تصاعد انتقادات لاذعة من قِبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي للحكومة؛ علقت على هذه الانتقادات بأن الأسعار انخفضت قليلًا عن الشهر الكريم، ناصحة الجميع بالتوجه لمنافذ القوات المسلحة، لشراء السلع منها بأسعار أقل، مطالبة الجميع بتحمل هذا الوضع الاقتصادي المتدني؛ نظرًا لأن الدولة في حالة “حرب على الإرهاب”.
لم تتوقف تبريراتها بالتزامن مع كل أزمة، ففي مطلع شهر سبتمبر الماضي، تصاعدت أزمة نقص ألبان الأطفال؛ وهو ما تتسبب في اندلاع تظاهرات عدة؛ احتجاجًا على عدم توفير الحكومة عبوات الألبان؛ مما جعل القوات المسلحة تدفع بعبوات في الأسواق بأسعار أقل؛ لمواجهة الأزمة؛ الأمر الذي انتقده كثيرون وذلك لأن الأزمة لم تُحل بهذا التصرف كليًا.
فلم تترك مصطفى، هذه الواقعة تمر مرور الكرام، حيث شنت هجومًا حادًا على هؤلاء المنتقدين الذين اتهمتهم بـ”التشكيك” في الجيش، مبررة ذلك بأن الجيش ساهم في حل الأزمة حتى استطاعت الحكومة أن توفر عبوة لبن الأطفال بـ(30جنيهًا).
حلول اقتصادية “على قد الأيد”
بجانب أن نشوى مصطفى، اعتبرت نفسها ناشطة سياسية على دراية بكل الأمور السياسية والعسكرية، أضافت لنفسها مهمة أخرى متعلقة بوضع حلول للأزمة الاقتصادية التي تُعاني منها البلاد في الوقت الراهن، لاسيما أزمة “الدولار” الأخيرة؛ حيث جاءت مجمل حلولها بمطالبة الجميع لاسيما النساء بـ”التقشف”.
استندت مصطفى، على مطلبها هذا بأنها شبّهت أحوال البلاد، بأحوال أسرتها التي كافحت في ظل ظروف اقتصادية صعبة، حتى أنها قالت إنها على استعداد لتصوم العام بأكمله، من أجل مصر.
الحرب لازالت مستمرة
تتعامل نشوى مصطفى،_بحسب آرائها_ مع الأوضاع السياسية الحالية، كما لو أننا في حرب معلنة مع الدول الغربية التي تنتظر على الأبواب للهجوم على الدولة؛ وهو ما يعني أن الجميع لابد أن يتحمل الأزمات والكوارث لمواجهة هذا العدو، الغير معلن للجميع لاسيما وأن مصر علاقتها جيدة للغاية بكافة الدول الأخرى؛ خاصة الغربية منهم.
وصل الأمر بها إلى أن وجهت رسالة إلى منتقدي الأوضاع الحالية للدولة، بأنهم “هيتفرموا”؛ إذا انهار الجيش في حربه التي يخوضها حاليًا.
الحرب على مصر _وفقًا لها_ لم تقتصر على الدول الخارجية فقط، وإنما في الداخل أيضًا، مع أعدائها اللدودين، ظهر ذلك جليًا خلال أزمة الطالبة أميرة عراقي، نجل أحد قيادات الجماعة، التي رفضت تكريم الدولة لها ضمن أوائل الثانوية العامة؛ هو ما جعل مصطفى تشن هجومًا عنيفًا عليها متهمة إياها بـ”إخوانية بنت صهيوني”، كما أنها اعتبرت هذه دليل واضح على أن الجيش لازال في حرب في الداخل مع الجماعة التي تريد سقوط الدولة.
أحسن من سوريا والعراق
الفنانة نشوى مصطفى، مثلها كعديد من مؤيدي السلطة الحالية، يبررون مواقفهم بالمنطق الذي انتشر فجأة عقب أحداث (30يونيو)، الذي يُحذر أيّ شخص يهم على الانتقاد أو المعارضة من مصير دولتي سوريا والعراق.
كان أخر هذا التحذير، أطلقته مصطفى، تعليقًا على الفيديو الذي انتشر لسائق “التوك توك”، الذي انتقد الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة، عبر برنامج “واحد من الناس” الذي يُبث عبر فضائية “الحياة”.