أثار انتحار الشاب السوري جابر البكر داخل زنزانته، وهو المتهم بالتحضير لاعتداء إرهابي في ألمانيا، نقاشاً ألمانياً حاداً. فيما وجهت منابر إعلامية انتقادات حادة للسلطات الأمنية في هذه القضية متهمةً إياها بالتقصير.
تتواصل الانتقادات الإعلامية للأجهزة الأمنية إثر انتحار الشاب السوري جابر البكر في السجن بمدينة لايبتسيغ شرقي ألمانيا. وكان هذا الشاب متهماً بالتحضير لاعتداء إرهابي في ألمانيا وتم اعتقال المتهم ليس مباشرةً من قبل الأجهزة الأمنية، بل إثر إلقاء القبض عليه أولاً من قبل ثلاثة من مواطنيه اللاجئين. ثم شنق نفسه في زنزانته.
من جهتها انتقدت صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ سلسلة الأخطاء في قضية جابر، حيث كتبت في تعليقها:
“من البُخس أن يتم الحديث عن فشل الدولة في مثل هذه المناسبات. ولكن من الصعب أن نصدق كل هذه الصدف السخيفة (…) فبروتوكول حالة البكر يُقرَأ وكأنه شهادة عدم كفاءة للشرطة والقضاء في ولاية سكسونيا”.
صحيفة ” شبيغل أونلاين” تحدثت عن في تعليقها على الأحداث عن” فشل مؤسسات الدولة”:
” المتهم السوري البكر كان بإمكانه أن يقدم معلومات هامة للسلطات الأمنية (..)، وتمكنه من الانتحار دليل على عدم كفاءة مؤسسات الدولة، هذه فضيحة”.
أما صحيفة ” نويه رور تسايتونغ” فقد طالبت بوجوب التحقيق بشكل دقيق في ملابسات الحادث:
” بالطبع، الإنسان ليس معصوما عن الخطأ. ولكن في أوقات تشهد صعوداً لليمين المتطرف المحرِّض ويشعر فيها الرأي العام بالقلق، يجب على الأقل توضيح الأخطاء بجميع الوسائل (…) وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري محاسبة المسؤولين”.
صحيفة “فيستفيليشن ناخريشتن” من مدينة مونستر انتقدت هي الأخرى فشل السلطات في مراقبة المتهم، وكتبت في تعليقها:
” باستخدام الحس السليم كان على السلطات في لايبتسيغ أن تصل إلى نتيجة مفادها أنه ينبغي مراقبة المتهم الإرهابي عن كثب (…) لقد كان أداء ألمانيا في مكافحة الإرهاب الدولي مخزياً”.
صحيفة ” فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” كان لها رأي آخر في هذا الصدد، إذ كتبت في تعليقها:
“إن هذا أحد أعظم النجاحات في مكافحة الإرهاب، والذي نجح أيضا بفضل مساعدة مواطنين سوريين (…). ولا يمكن التقليل من شأن هذا النجاح بسبب انتحار المتهم. خاصة وأن إمكانية تعاونه مع السلطات، تبقى محط شك”.
موقع ” تاغس شاو”، التابع للقناة الألمانية الأولى علق أيضا على انتحار جابر البكر داخل زنزانته:
“من غير المقبول أن ترتفع أصوات ترى بأن انتحار البكر هو الحل الأمثل للقضاء على قاتل جماعي محتمل. قد يكون هذا الرجل خطط لمذبحة دموية في ألمانيا. ولكن واحدة من نقاط القوة في مجتمعنا هي سيادة القانون حتى تجاه أعدائنا. وذلك يشمل محاكمة عادلة وحماية الحياة. ومن يتجاوز ذلك، ليس بأفضل من أولئك الذين يريدون مهاجمة حرياتنا”.