سلط موقع إيلاف الضوء على ما تشهده أروقة القصر الجمهوري في نيجيريا من حرب كلمات وسجال بين الرئيس محمد بخاري وزوجته، حيث قال في رد على انتقادات وجهتها له إن مكانها المطبخ.
قال الرئيس النيجيري الذي يقوم بزيارة الى المانيا “لا اعرف الحزب الذي تنتمي اليه زوجتي، ولكن مكانها مطبخي وحجرة جلوسي والحجرة الأخرى”، حسب ما جاء في موقع إيلاف.
وأطلق الرئيس النيجيري هذه التعليقات وهو يقف الى جوار المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي كانت تنظر اليه شزرا، كما أفاد مراسلون.
وقوبلت تلميحات الرئيس بخاري الى المطبخ و”الحجرة الاخرى” بالسخط في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ انتقد كثيرون نظرة الرئيس الى الدور الذي ينبغي ان تضطلع به المرأة.
تحذير
كانت زوجة الرئيس النيجيري حذرت زوجها من أنها لن تدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة ما لم يفرض سيطرته على حكومته.
وقالت عائشة بخاري في مقابلة مع (بي بي سي) إن الرئيس “لا يعرف” معظم المسؤولين الكبار الذين عينهم.
وأشارت السيدة النيجيرية الأولى إلى أن الحكومة قد اختطفت، مشددة على أن “ثلة صغيرة من الاشخاص” كانوا وراء التعيينات الرئاسية.
وانتخب بخاري البالغ من العمر 73 عاما- وكان حاكما عسكريا سابقا- العام الماضي بعد حملة اعتمدت أساسا على تعهده بسحق جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة ومحاربة الفساد والمحسوبية، كما كان شغل مناصب من قبل أيضا في المحكمة العليا في نيجيريا.
وتعاني نيجيريا وهي صاحبة أكبر اقتصاد في أفريقيا، من ركود للمرة الأولى منذ 25 عاما يعود بالأساس لانخفاض أسعار النفط العالمية التي قلصت بشدة المصدر الأساس للدخل في البلاد.
وقال الرئيس بخاري ردا على اسئلة الصحافيين في المانيا إنه، كونه ترشح للرئاسة ثلاث مرات وفاز بها في المرة الرابعة، بإمكانه “الادعاء بامتلاكه قدرا اكبر من العلم من زوجته”.
سخط
ويقول مراسل بي بي سي في العاصمة النيجيرية أبوجا، نازيرو ميكايلو “إن قرار زوجة الرئيس الحديث علنا عن مخاوفها سيصدم العديد من الناس، لكنه يظهر مستوى السخط على قيادته”.
وقد اشتهرت إشارة الرئيس في حفل توليه الرئاسة إلى أنه “لا ينتمي لجهة ما ولكنه ينتمي للجميع”.
وقالت السيدة بخاري في مقابلتها إن زوجها “الرئيس لا يعرف، على سبيل المثال لا الحصر، 45 من 50 من الأشخاص الذين عينهم، وأنا لا اعرفهم أيضا على الرغم من أنني زوجته لـ 27 عاما”.
وأضافت أن أناسا لا يشاركون حزب “مؤتمر كل التقدميين” الحاكم رؤيته قد عينوا في مواقع عليا بسبب تأثير “ثلة قليلة من الاشخاص”.
وأكملت “إن بعض الناس يجلسون طاوين أذرعهم في بيوتهم في انتظار استدعائهم والطلب منهم ترؤس إحدى الوكالات أو شغل أحد المناصب الوزارية”.
ورفضت السيدة بخاري تحديد أسماء من “اختطفوا” الوزارة قائلة “ستعرفهم إذا شاهدت التلفزيون”.
ساعة وضجة
يشار إلى أن السيدة النيجيرية الأولى وهي أخصائية تجميل سابقة كانت أثارت في يونيو 2015 ضجةً عندما أطلت متزينةً بساعة يد فخمة من طراز (كارتييه بينوار فول) من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً المرصع بالماس، وتقدر قيمتها بخمسين ألف دولار.
وحينذاك، نشرت صحيفة (إندبندنت) البريطانية، في تقرير لها صورة عائشة بخاري وقد تزينت بالساعة، التقطها المصور جورج أوكورو، وشقت الصورة طريقها بسرعة إلى موقع إنستغرام.
وفي غضون أقل من 48 ساعة دارت تسعة آلاف تغريدة على موقع تويتر حول الساعة، وانقسم المغردون ما بين متحمسين للسيدة النيجيرية الأولى وساخطين عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن جانباً كبيراً من هذه الضجة يعود إلى أن الرئيس بخاري قدم نفسه في حملته الانتخابية ضد الرئيس النيجري غودلاك جوناثان، على أنه “رجل الشعب”، وأن “القوة تجيء من الرجل العادي”، وهو ما يتناقض مع الإطلالة التي ظهرت بها زوجته.
دفاع
وقال أحد المغردين مدافعاً عن عائشة بخاري: “لقد أصبحت عائشة السيدة النيجيرية الأولى في 29 مايو، وليس من شأنكم ما حدث في حياتها وحياة زوجها قبل ذلك، وهذه ليست الطريقة التي تمارس بها المعارضة السياسية”.
وجاء في تغريدة أخرى: “عائشة بخاري لم تستخدم أموال نيجيريا لشراء ساعتها، فما هي المشكلة بالضبط؟ هل فاتني شيء؟ لماذا اعتبر هذا الأمر قضية كبرى؟”.
وبالمقابل قال أحد المهاجمين في تغريدة توقف عندها الكثيرون: “إذا كان الرئيس النيجيري قد اقترض 24 مليون دولار ليشتري زياً من طراز عالمي، فمن أين حصلت عائشة بخاري على عشرة ملايين دولار لشراء ساعتها؟”.
رد الفعل
وقالت صحيفة (إندبندنت)، إن رد الفعل السائد لدى الجمهور النيجيري حيال الساعة المتألقة كان الميل إلى السخرية والتعليقات المرحة، وذلك في ضوء تشديد محمد بخاري على أنه دفع قيمة تسجيله لدخول الانتخابات من ماله، وليس من أي مصدر آخر كالتمويل من رجال الأعمال.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من ارتفاع قيمة الساعة الأصلية من الطراز الذي استخدمته عائشة بخاري، إلا أن ذلك لا ينفي وجود ساعات مقلدة رخيصة من الطراز نفسه.