ماجدة أبو فاضل تحذر من الاستهلاك الساذج للمحتوى الإعلامي - E3lam.Com

إسلام وهبان

صدر مؤخرا كتاب “فرصة انتشار التربية الإعلامية والمعلوماتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” وذلك بالتعاون بين منظمة اليونسكو (UNESCO)، وبرنامج الأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNAOC).

الهدف الرئيس من هذا الإصدار هو تقديم تربية إعلامية معلوماتية لمواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بعد التقدم السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي توفرها على سبيل المثال وسائل التواصل الاجتماعي، مما اتاح القدرة على نشر المعلومات وانتقالها بصورة أسرع سواء معلومات صحيحة أو خاطئة، الأمر الذى يستدعي تنفيذ برامج التربية الإعلامية خاصة بالمدارس الثانوية للمساعدة في تعزيز الوعي الإعلامي وتطوير التثقيف على الإنترنت والقدرة على نقد المعلومة أو الخبر لمكافحة سوء الفهم والتعصب وخطاب الكراهية والعنف.

يسلط المؤلفون في هذا الكتاب الضوء على الجهود الوطنية والمحلية والفردية المختلفة لخلق المزيد من الوعي وإظهار أوجه القصور القائمة وتوسيع دائرة أصحاب المصلحة المعنيين في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية، وذلك من خلال 12 فصلا قامت الصحفية اللبنانية الكبيرة الأستاذة ماجدة أبو فاضل بتحريرهم باللغتين العربية والإنجليزية، كما قامت بالمشاركة بفصل في الكتاب بعنوان “التربية الإعلامية والمعلوماتية من المنظور اللبناني”.

unnamed-jpg%d8%b3%d8%b3%d8%b3

إعلام دوت أورج يبرز أهم ما توصلت إليه “ماجدة أبو فاضل” في التربية الإعلامية والمعلوماتية في النقاط التالية:

– في مقدمة فصلها تحدثت ماجدة أبو فاضل عن ضرورة وجود وعي كاف لكل من منتجي الإعلام ومستهلكيه في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، والقدرة على تفكيك الرسائل وعمليات ومخرجات التفاعل والكم الهائل من الاتصالات.

–  الرسائل المموهة التي تدرج في البرامج قد تؤثر على أنماط الشراء، كما أن المسلسلات والأفلام المليئة بالصراعات أو ألعاب الفيديو يمكن أن تحرض على العنف، حتى المسلسلات التي تبدو بريئة في الظاهر قد تدفع الشباب إلى الخلط بين الخيال والواقع. بالنتيجة؛ فإن الاستهلاك الساذج للأخبار ومواد الترفيه يمكن أن يسهم في خلق مجتمعات مفككة وأفراد مضطربين.

– التربية الإعلامية والتوعية شهدت إهمالا طويل الأمد في العالم العربي، الأمر الذي يؤدي إلى عواقب سلبية ويزيد من خطورة الوضع المتفجر الناجم عن الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما أن التربية الإعلامية كمادة تدريس منظمة نادرا ما كانت تدرس بالمدارس، ويتم الإشارة إليها بمصطلحات غامضة في المواد الجامعية التي تعجز عن معالجة سبب وجود وسائل اتصال جماهيري، والتأثيرات المختلفة التي يمكن أن تجعل منها أسلحة للخداع الشامل.

– إن مفهوم “التفكير النقدي” الذي يشكل جزءا من التربية الإعلامية يبدو غريبا للشباب الذين اعتادوا على نظام “التعلم عن ظهر قلب”، خاصة في المدارس التي تتبع الأنظمة التعليمية الفرنسية والعربية حيث كانت فكرة مساءلة السلطة بمثابة “لعنة”.

– تبرز الصور النمطية وسوء التفاهم في حال وجود نقص في المعلومات، أو عندما يتم تشويه المعلومات ونقلها بشكل سيء، أو عندما تكون هناك سوء نية. لهذه الغاية، نحتاج إلى تعليم إعلامي متين وإلى تربية إعلامية مناسبة، وكذلك البحث الكافي والمثابرة والصبر وروح المغامرة والاستعداد للنظر والتفكير على غير العادة.

– تعتبر الألعاب إحدى الوسائل التي يمكن أن توجه طاقة الشباب وهي صناعة مزدهرة تلبي الأذواق كافة. وتستخدم الألعاب خاصة الإلكترونية في التعليم من أجل تدريس المهارات الحياتية، والرياضيات، والعلوم، واللغات ومجموعة كبيرة من المواضيع. وبحسب الخبراء، فإن كنتم تريدون أولادا أفضل تكيفا، فإن ساعة من ممارسة ألعاب الفيديو يوميا ليس أكثر -خاصة التي تبعد عن العنف- قد تكون مفيدة.

– الكتب المصورة يمكن استخدامها لإحداث تأثير جيد في مجال التدريس. كما أن إدماج الإغراء الذي تشكله الإعلانات يعتبر مزيج ذو حدين. أما الصحف والمجلات فهي لم تعد مهيمنة بقدر وسائل الإعلام الرقمية والمتنقل، في حين تلعب الإذاعة والتليفزيون دورا ثانوية مقارنة بمحتوى الصوت والفيديو عبر الإنترنت.

– لا يمكن تعليم الناس أن يكونوا ناقدين ما لم يكن المرء بنفسه ناقدا، هذا يتطلب أكثر من مجرد الطلب من الشباب أن يكونوا ناقدين، أن يتمتع المدرس بروح النقد، الأمر الذي يقتضي الانخراط في محادثات عميقة ومناقشات مع الآباء والأمهات وغيرهم ممن ليسوا معلمين، في محاولة لخدمة التربية الإعلامية والمعلوماتية بشكل أفضل.

الجدير بالذكر أن ‏الأستاذة ماجدة أبو فاضل مديرة مؤسسة ”إعلام بلا حدود“ ‏تتمتع بخبرة واسعة في مجال الإعلام، فمسيرتها كمراسلة ومحررة ومدونة تمتد لأكثر من ٤٠ سنة في وكالات أنباء عالمية وجرائد ومواقع إلكترونية أميركية وعربية في واشنطن والشرق الأوسط.

‏بدأت “أبو فاضل” مسيرتها الصحفية في مجلة ”مونداي مورنينغ“ اللبنانية لدى تأسيسها، وفي الإذاعة اللبنانية الرسمية (القسم الإنكليزي) قبل التوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية لإكمال علومها الجامعية في مادة الإعلام من الجامعة الأميركية في العاصمة واشنطن.

من ثم خاضت معترك الصحافة هناك، فراسلت عدة مجلات وجرائد عربية وشرق أوسطية منها مجلتي ”إيفنتس“ و”الحوادث“، وجريدتي ”الشرق الأوسط“ و”أراب نيوز“ و”الرياض“ و”الرياض ديلي“، ومجلتي ”ذا ميدل إيست“ و”إيت دايز“ وجريدة ”صدى الوطن“ المهجرية وجريدة ”ديفنس نيوز“ المعنية بشؤون الدفاع.

‏عملت “أبو فاضل” أستاذة لمادة الصحافة في جامعتها في العاصمة الأميركية وحاضرت في المركز العالمي للصحافة في واشنطن، ثم التحقت بوكالة ”يونايتد برس إنترناشيونال“ في واشنطن التي أرسلتها إلى قبرص لتكون مراسلتها في الشرق الأوسط، لتنتقل بعد ذلك إلى ”وكالة الصحافة الفرنسية“ أيضا في قبرص حيث عملت في المركز الإقليمي للشرق الأوسط محررة ومراسلة في القسم الإنكليزي.

‏عُينت أستاذة ومنسقة برنامج الصحافة ومديرة المطبوعات في الجامعة اللبنانية – الأمريكية، وبعد خمسة أعوام من التدريس عُينت مديرة معهد الصحافيين المحترفين الذي أسسته في الجامعة والذي نظمّت من خلاله مؤتمرات وندوات ودورات تدريبية للصحافيين اللبنانيين والعرب بالتعاون مع مؤسسات إعلامية.

‏ثم أسست برنامج التدريب الصحفي في الجامعة الأميركية في بيروت وأدارته لخمس سنوات للنهوض بالصحافة المطبوعة والمسموعة والمرئية والإلكترونية في العالم العربي قبل التفرغ لإنشاء مؤسسة ”إعلام بلا حدود“.