فاتن الوكيل
بالرغم من التغير الذي طرأ على منزل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعد تحويله إلى متحف يضم أبرز مقتنياته، إلى أن روح عبد الناصر ورائحة زمنه الجميل لم تُغادر المكان منذ لحظة دخوله.
المتحف الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، العام الماضي، بالتزامن مع ذكرى رحيل عبد الناصر، 28 سبتمبر. ضم أجزاءً إضافية إلى مساحة المنزل الأصلي، ليتوسع في عرض مقتنيات “ناصر”، بينما احتفظ بغرف أساسية كما هي منذ أن عاش فيها ناصر، مثل غرفته الشخصية، ومكتبه، وغرف المعيشة وغرف استقبال الزوار.
لكن البداية مع مدخل المتحف، فمنذ أن فُتح الباب لفريق إعلام دوت أورج، وجدنا بهوًا كبيرًا، علقت فيه صورًا ضخمة للزعيم، وأحيطت الجدران بصور صغيرة بدوران البهو، جمعت فيه أبرز مقولات ناصر الخالدة، التي نستعرضها معكم.
البداية مع صورة عبد الناصر شابًا، في الكلية الحربية، وأسفلها مقولته “خرجت وأنا شاب صغير بين أبناء الإسكندرية أنادي بالحرية”، وذلك عندما شارك في تظاهرة عام 1930 في الإسكندرية، ضد الاحتلال الإنجليزي.
“ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستبداد”، تحولت هذه المقولة الشهيرة لناصر إلى شعار ثورة 23 يوليو 1952.
ننتقل إلى صورة أخرى على جدران متحف الزعيم، التي قال فيها “فعلا أيها الأخوة الشعب العربي شعب واحد.. والجيش العربي جيش واحد”، والتي تمثل أهم أهداف الثورة، في التأكيد على بُعد القومية العربية.
ثم نتحول إلى مقولة أخرى قال فيها “إن أمة جديدة تتحمل مسئولياتها لتكون قوتها دعامة للعرب جميعا، والأحرار جميعاً”، والتي قالها بتاريخ 22 يوليو عام 1961، في الذكرى التاسعة على قيام الثورة، وذلك بميدان الجمهورية.
أما جملته الشهيرة “تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية”، فقد كتبت على لوحة وأعلاها صورته في قناة السويس.
وهنا صورة أخرى تؤرخ للحظة إعلان الجمهورية العربية المتحدة، بين مصر وسوريا.
حادث محاولة اغتيال ناصر الشهيرة في ميدان المنشية، كان لها لوحة في الصالة الرئيسية من المتحف، ودُون عليها كلمات ناصر وقتها “فليبق كل في مكانه.. أيها الرجال.. حياتي فداء لكم.. دمي فداء لكم”.
كلمات ناصر في مؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية، كان له نصيب من اللوحات، خاصة كلماته التي قال فيها “لابد أن تكون القارة الإفريقية فى الوضع الذي يسمح لها دائمًا أن تقدم إجابة على كل سؤال يطرحه التطور عليها، ولا تنتظر من خارجها قرار مستقبلها”.
بالرغم من الإعلان عن انفصال مصر وسوريا في عام 1961، إلا أن كلمات الزعيم ناصر جاءت حماسية ليقول “في رأيي أن الهدف هو تحرير كل فرد عربي وكل وطن عربي”، وذلك خلال كلمته في ميدان الجمهورية بتاريخ 29 سبتمبر عام 1961، بشأن الانفصال عن سوريا.
الكثير من كلمات جمال عبد الناصر، تحولت تلقائيًا خاصة مع رحيله المفاجئ، إلى مبادئ يسير عليها المواطن العربي من بعده، من بينها ما قاله، وشاهدناه في لوحات المتحف “لا نقاتل لنغلـب ، لكننا نقاتل لنحـرر ، ونحن لا نقاتل للتوسـع ،ولكننا نقاتل لنحيا”.