أحمد حسين صوان
خلال زيارتك إلى متحف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في منشية البكري، واطلاعك على المقتنيات التي يحويها، ستجد نفسك داخل مكتب “عبد الناصر”، الذي كان يدير من داخله شئون البلاد بعض الوقت، وسوف تتجه عيناك على الفور، نحو الكرسي الخاص بالرئيس، الذي يتميز بالضخامة واللون الأسود المعروف.
كل شيء كان يمتكله جمال عبد الناصر، له قصة وحكاية ليست من فراغ، حتى وإن كانت صغيرة، لذلك يكشف “إعلام دوت أورج” قصة ذلك الكرسي والموجود حاليًا داخل المتحف.
تعود القصة إلى الساعة السابعة مساءً من يوم الخميس 13 فبراير 1969، عندما زار الرئيس جمال عبد الناصر، مقر جريدة الأهرام برفقة نائبه محمد أنور السادات، بدون حراسة، وكانت زيارة غير رسمية، استقبلهما خلالها الراحل محمد حسنين هيكل، عندما كان متوليًا رئاسة تحريرها آنذاك، أمام مقر الجريدة، وصعد بهما إلى مكتبه.
جلس “عبد الناصر” على مكتب “هيكل”، مبديًا إعجابه بالكرسي الخاص بالأخير، حيث شعر بأريحية تامة فور الجلوس عليه، معلنًا عن رغبته أن يكون صحفيًا يوما ما، ثم تطرق الحديث بينهما إلى منظومة العمل الداخلية داخل الجريدة، كما التقى بكبار كتاب “الأهرام” منهم، توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وتفقد صالة التحرير، والمطبعة، حيث استمرت الزيارة نحو 5 ساعات تقريبًا، انتهت في تمام الساعة الحادية عشر مساءً.
في اليوم التالي من تاريخه، فوجئ جمال عبد الناصر، بـ”الكرسي” الذي كان جالسًا عليه في “الأهرام”، موجودًا داخل مكتبه، أرسله له محمد حسنين هيكل، كهديةٍ منه، حيث تربطهما علاقة صداقة وطيدة على الصعيد الشخصي، الأمر الذي جعل “عبد الناصر” يوجه الشكر لـ”هيكل” على هذه الهدية، ويقرر أن يكون ذلك الكرسي خاصًا به داخل مكتبه.