من المعروف أن المملكة العربية السعودية من أكثر المجتمعات العربية تحفظاً، بل وتتسم بصفات مجتمعية وثقافية و”دينية” تميزها عن سائر الدول العربية، لكن من زاروا المملكة قديماً ثم عاودوا زيارتها في السنوات الأخيرة الماضية، وكذلك من تابعوا أوضاعها مؤخراً من خلال الأخبار والنشرات، أجمعوا على أن هناك تغيرات واضحة لم تحدث من قبل هناك.
استمرار تداول فكرة التغيرات التي تطرأ على ساحة المجتمع السعودي، هو أمر يستدعي لفت الانتباه والتركيز فيما يتم التخلي عنه من الموروثات والقرارات؛ التي كان لا يمكن التوقع بأن الحكومة هناك ستتخلى عنها، أو سيتم فتح نقاشات موسعة بين المواطنين لتطويرها أو التخلي عنها.
فإذا كنت من أبناء المملكة، أو من المغتربين العاملين هناك؛ فأنت بالتأكيد تشغلك الآن قضية التقويم الهجري والميلادي، وتحاول التعرف على الأبراج الشمسية ومواعيد بدايتها، وتتساءل عن برج اسمه “السنبلة” لم تسمع عنه من قبل.
لذا إعلام دوت أورج يرصد أزمة التقويم داخل المملكة العربية السعودية، وكيف تم اتخاذ قرارات متناقضة خلال فترات متباعدة.
البداية
بداية القصة تعود لشهر مايو 2012، عندما قررت وزارة الداخلية السعودية منع جميع الجهات الحكومية والخاصة من استخدام التاريخ الميلادي في التعاملات الرسمية، أو استخدام اللغة الإنجليزية في الرد على المكالمات والتخاطب؛ خاصة في بعض الشركات والفنادق.
وشددت الوزارة على جميع الجهات والإدارات بالالتزام باستخدام التاريخ الهجري في جميع مخاطباتها، إنفاذا للأوامر السامية، وحفاظًا على هوية التاريخ الهجري الإسلامي، كما منحت تلك الجهات صلاحية استخدام التاريخ الميلادي عند الحاجة بشرط اقترانه بالتاريخ الهجري الذي يوافقه، مع التأكيد على استخدام اللغة العربية اعتزازًا باللغة الوطنية.
التحوّل من التقويم الهجري للميلادي
صحف شهر أكتوبر من عام 2016؛ كان مليئة بالأخبار المتعلقة بالتقويم داخل المملكة، ففي الثاني من الشهر الجاري؛ قرر مجلس الوزراء السعودي؛ بدء تطبيق العمل بالوزارات والأجهزة الحكومية في السعودية بالتقويم الميلادى، فى عملية صرف رواتب وعلاوات الموظفين بدلاً من التقويم الهجرى الذى عملت به المملكة منذ نشأتها قبل 86 عاما.
وعلى خلفية هذا القرار سيحصل كل موظف على راتبه فى الـ 25 من كل شهر ميلادى بدلاً من الـ 25 من كل شهر هجرى، حيث تنقص السنة الهجرية 11 يوماً عن السنة الميلادية.
لا شك أن الأمر له أبعاد اقتصادية قوية، لأن انخفاض أسعار النفط إلى 50 دولارا للبرميل؛ أثّر على الموازنة العامة للمملكة، لكن أيضاً لا يجب إغفال “مرونة واختلاف” التعامل مع الأزمة هذه المرة، لأنه يعني أن السعودية بدأت تحدد أولوياتها وتواجه ثقافتها لتواكب العالم.
صرف الرواتب وفقاً للأبراج الشمسية
عاد التقويم السعودي يتصدّر عناوين الصحف مرة أخرى، أمس الأحد، فقد أقرت المملكة العربية السعودية، الأبراج الشمسية، كآلية جديدة للتعامل مع صرف رواتب موظفيها، وذلك لتفادي ذكر الشهور الميلادية التي اعتمدتها المملكة بدلًا عن الشهور الميلادية، وحدد مجلس الوزراء السعودي، الشهور الميلادية وما يتوافق معها من الأبراج الشمسية، باستثناء برج “العذراء” الذي أشار إليه البيان الذي صدر عنهم؛ بمسمى برج “السنبلة”.
وجاءت الأبراج كالتالي:
أول محرم يوافق يوم 10 في برج “الميزان”
أول صفر يوافق يوم 10 في برج “العقرب”
أول ربيع الأول يوافق 9 برج “القوس”
أول ربيع الآخر يوافق 9 من برج “الجدي”
أول جمادي الأول يوافق 9 من برج “الدلو”
أول جمادي الأخر يوافق 9 من برج “الحوت”
أول رجب يوافق 9 من برج “الحمل”
أول شعبان يوافق 9 من برج “الثور”
أول رمضان يوافق 6 من برج “الجوزاء”
أول شوال يوافق 4 من برج “السرطان”
أول ذو القعدة يوافق 2 من برج “الأسد”
أول ذو الحجة، يوافق 1 من برج أسموه “السنبلة” في إشارة منهم إلى برج “العذراء“.