أحمد عدلي
رغم احتلال حزب الوفد المركز الثالث من حيث عدد نواب الأحزاب تحت قبة البرلمان إلا أن رئيسه الدكتور السيد البدوي شحاتة غائب عن المشهد بشكل كامل سواء برلمانياً أو سياسياً، فرئيس الحزب الأقدم في تاريخ الحياة الحزبية المصرية بعدما كان يتواجد باستمرار إما في التصريحات أو اللقاءات الإعلامية أو من خلال مؤتمرات الحزب لم يعد يظهر على الساحة مكتفياً بتصدر اسمه بعض البيانات القليلة الصادرة باسم الحزب والتي كان اخرها بيان رفض الدعوى لتظاهرات 11 نوفمبر التي انطلقت عبر مواقع التواصل.
البدوي يملك الحصة الأكبر من شبكة تلفزيون الحياة ويترأس مجلس إدارتها إلي جانب شركة سيجما للأدوية والتي حاول عدد من أعضاء مجلس إدارتها عزله في اجتماع الجمعية العمومية خلال شهر فبراير الماضي ودخل في صراعات عديدة كي يحتفظ برئاسة مجلس إدارة الشركة وصلت إلي القضاء.
لا يرد السيد البدوي على أي أخبار مرتبطة بشخصه أو بالوضع المالي للمؤسسات التي يملكها، فشبكة الحياة التي تعاني من أزمة مالية متراكمة منذ أكثر من عام لا تبدو في الافق اي اخبار من جانب مالكها في تجاوز ازمتها المالية التي اثرت سلباً على نوعية البرامج التي تقدمها بالإضافة إلي دخولها بعدة مشكلات مع عدد من العاملين الذين قرروا الرحيل عنهم وابرزهم الاعلامية دعاء فاروق التي كتبت مقالاً تتحدث فيه عن معاناة العاملين في القناة بالحصول على حقوقهم.
نرشح لك : دعاء فاروق تكتب: الكماشة رقم (١) في مصر.. قناة الحياة سابقًا
رغم أن البدوي اعتاد استخدام الحياة في الدعاية الانتخابية بشكل مكثفة سواء بظهوره أو بظهور مسؤولي الحزب على شاشتها إلا أنه لم يجري اي مداخلات هاتفية مع برنامج المحطة الأبرز “الحياة اليوم” أو يظهر كضيف في أي من حلقاته علماً بأن البرنامج كان النافذة التي اعتاد البدوي الظهور الإعلامي بها وذلك طوال الأشهر الأخيرة ورغم تعرض البرلمان وتعرض البلاد بشكل عام لأزمات كانت تستوجب ولو تصريحا من رئيس حزب الوفد الذي من المفترض أن يترك منصبه بعد عامين ولا يحق له الترشح لرئاسته مرة أخرى .
نرشح لك : السيد البدوي لـ”إعلام.أورج”: “الحياة” ليست للبيع
من كل ما سبق يمكن استنتاج أن السيد البدوي شحاتة لم يعد مهتما باستعادة بريقه الإعلامي المفقود سياسيا، أو حتى إعادة التوازن لشبكة تلفزيون الحياة التي حملت وعن استحقاق رقم الشبكة رقم واحد في مصر حتى ثلاث سنوات مضيت شهدت بداية تراجع المستوى والاعتماد على وجوه معينة دون الرغبة في التجديد أو استعادة الجمهور الذي هجرها للشبكات المنافسة، بل أن الحياة باتت الشبكة الأكثر تغييرا لوكيلها الإعلاني ولم يعد هناك وكيل يستمر أكثر من عامين وربما عام واحد فقط.
يفضل البدوي إذن ولسبب غير معلن البقاء بعيداً عن الأضواء، فلا مؤتمرات رسمية ولا مواقف سياسية معلنة ومسجلة بالرغم من الأزمات المختلفة ولا تصريحات مرتبطة بمشاريعه الإعلامية، فهل يخرج للحياة العامة قريبا ويتضح أن قرار الاعتزال كان مؤقتا أم أنه قرر فعلا الإبتعاد عن الشأن العام لكن دون الإعلان صراحة عن ذلك ؟
نرشح لك : تفاصيل تغريم السيد البدوي 101 مليون جنيه لصالح الكحكي