إبراهيم عيسى يكتب : المرعوبون من 11-11 المشكلة ستكون 12 -11

نقلا عن المقال

ليست المشكلة فى 11- 11، بل هى كلها تكمن فى اليوم التالى فى 12- 11.

أولاً، هذا الرعب الحكومى والأمنى من دعوة مجهولة لتظاهرات يوم السبت الحادى عشر من نوفمبر إنما تعبير عن هشاشة ثقة الأجهزة الأمنية فى الوضع القائم، بل ربما يزداد انكشافًا مدى هذا الذعر عندما نسمع التحديات والتنبيهات بل والتهديدات التى تصدر من أجهزة الدولة ومن إعلامها الموالى ونوابها المبايعين فى البرلمان لمَن يشارك ولمَن يفكّر فى أن يشارك ولمَن يتصوَّر أن هناك مَن يفكّر أنه ممكن يشارك، فإذا كان مسؤولو أجهزة الدولة ومنافقوهم واثقين من قوة دولتهم ومن شعبية رئيسهم ومن صلابة أمنهم ومن رضا شعبهم فلماذا يظهرون بهذا المظهر الخائف المذعور من 11- 11؟!

وإذا كانوا كما يرفعون تقاريرهم لرؤسائهم يحذرون من أن الجماعة الإرهابية وراء هذه الدعوة وتلك المظاهرات المزعومة، فهل معنى ذلك أنهم لا يزالون يخافون من قدرة هذه الجماعة على الحشد رغم عشرات الآلاف الذين ألقت بهم الدولة فى سجونها؟!

مما يعنى أن تلك الأجهزة لم تقضِ على وسائل قوة وعناصر تأثير هذه الجماعة بدليل خوف الأجهزة من قدرة الجماعة على استنفار الجماهير فى الشارع لمظاهرات ضد سياسة الدولة.

11/11

هنا أيضًا يبدو المشهد غريبًا، فإذا كانت أجهزة الدولة تعتقد أن الجماعة قوية وقادرة على الحشد فما معنى كل الإجراءات الأمنية والبوليسية التى اتخذتها على مدى ثلاثة أعوام؟!

أما إذا كانت الجماعة ضعيفة وخائرة القوى فكيف تعتقد الأجهزة أنها قادرة على الحشد؟!

ثم فى المحصلة كيف تظن الدولة أن الإخوان لا يزالون على قدرتهم على إقناع الناس ودفعهم للمشاركة معهم بينما الجميع يعلم مدى الغضب الشعبى من تلك الجماعة وإرهابها؟!

إذن، الدولة تريد تلبيس هذه المظاهرات (إن تمت أو لم تتم) للإخوان، متجاهلة تمامًا أن فى هذا التلبيس إعادة للإخوان إلى المشهد بجعلهم قوة لا تزال قادرة على الحشد والاستنفار الجماهيرى والشعبى «!!».

ثانيًا، سيمر 11- 11 كغيره من الأيام، لكن المشكلة الكبيرة هى ما بعد هذا اليوم، فلو مرّ هادئًا فلا يعنى ذلك استمرار الهدوء بل ربما يكون الهدوء الخادع، فالتفجرات الاجتماعية والتداعيات الاقتصادية لما بعد إجراءات صندوق النقد لن تظهر فى يوم وليلة ولن تترك طبقة أو شريحة إلا وهى خاسرة ومتضررة وساخطة وغاضبة، فالخوف الذى يجب أن ينتابنا جميعًا هو على مصر بعد 12- 11، حيث ستطمئن الحكومة إلى هدوء المشهد المصطنع وستقرر قراراتها الموجعة والمؤلمة، وسوف يضرب الإحباطُ السياسيين من أية حركة جماهيرية تصحيحية ومن ثَمَّ لن يكون المجال مفتوحًا إلا لغضب غوغائى بلا موعد وبلا توقيت وبلا جهة داعية وبلا أجندة.

ثالثًا، الغوغاء قادمون!

إن غياب الإصلاح السياسى، وتمسُّك الدولة بالمنهج البوليسى القديم البالى، واستمرار سياسة تقديس الرئيس، وتفاقم حالة الفصام بين الحكم والواقع إلى ذرى غير مسبوقة، والتزام أجهزة الدولة سياسة التخوين وسيلة رخيصة لمواجهة المعارضين.. إنما ينتهى بنا كل هذا إلى ما بعد 12- 11 أو 12- 12 أو 1- 1 أو 2- 2 أو 3- 3 أو 4- 4 أو 5- 5 أو 6- 6!!