7 تعبيرات للمصريين تصيبك بـ "الشلل"

 كريم فرغلي - مقالات

لا تتسع قواميس كاملة لكلمات المصريين العجيبة ربما يكون أبرزها 7 تعبيرات تصيب متابعها بدرجة من درجات الشلل لارتباطها بمشاكل معقدة و كامنة في الجينات المصرية وربما العربية مع مراعاة اختلاف طفيف في اللهجات

7- هو قالك فين

عند السؤال عن عنوان  في مصر سيأتي الرد أوتوماتيكيا:(هو قالك فين؟) ليس مهم هو مين ؟ ولا ان (لو كان حد قاله) لما تاه واظطر أن يسأل،صحيح أن لدينا رغبة مخلصة في المساعدة ولكن لماذا لا ندرك أن كلمة(معرفش) أفضل ألف مرة من الخوض في موضوعات لا نملك عنها خلفيات حقيقية أو مؤكده وأن ذلك يساعد في وصول السائل لمن يملك المعلومة الصحيحة بدلا من الاعتماد على تخمينات غير دقيقة أو خاطئة

6- أنا بقولك

لا تنفرد أحاديث سائقي التاكسي فقط بتعبير (أنا بقولك) فهو دارج ومنتشر لدى عدد من المصريين خاصة عند احتدام نقاش أونهاية جولة من الجدل  .. طيب (بتقولي) على أي أساس .. دراسة ؟ إحصائية ؟ معلومة في مرجع أو كتاب ؟  لتأتي الإجابة بتعبير آخر من نفس الفصيله هو (سمعت ) أو (قالوا) فتكتشف أن كلام نصف المصريين مبني على ما سمعوه من النصف الآخر ، وبناء عليه لم أندهش كثيرا حينما استمعت بنفسي لسائق تاكسي يؤكد لي تماما منذ سنوات أن الأميرة ديانا أسلمت قبل وفاتها وهو يدعو على انجلترا (الكافره) التي اغتالتها لهذا السبب أو صدام حسين الذي أعدموا شبيهه بينما هو حي يرزق وغيرها من المعلومات (الأكيدة) مثل المنتجات المدمرة التي ترسلها لنا إسرائيل كل فترة بدء باللبان الجنسي وصولا لحمالات الصدر المسرطنة ولا داعي بالطبع للسؤال عن مصدر المعلومات أو الدليل عليها لأن الرد سيكون مقنعا جدا وهو ( أنا بقولك ) ..

5- ابن ناس

كثيرا ما يطلق تعبير (ابن/بنت ناس) على شاب أو فتاة كنوع من المدح ولكن كيف يمكن تحديد مفهوم ابن الناس من اللي (مش ابن ناس) .. المستوى المادي .. الملابس .. طريقة نطق اللغة الإنجليزية ؟ أم كل ماسبق،يقول الدكتورجلال أمين في كتابة الرائع ماذا حدث للمصريين ( لم يعد إلتزام الكلام و الكتابة بلغة عربية صحيحة هو مجال الفخر بل العكس بالظبط هو الصحيح ، لقد أصبحت المذيعة مثلا تبدو وكأنها تفتخر بأنها لا تستطيع أن تنطق الكلمات كما يجب اما بسبب أنوثتها الطاغية أو بسبب إنغماسها في بيئة أجنبية حتى أذنيها ) في المقابل هناك تعبير (بيئة) الذي لا أعرف أيضا هل يطلق بناء على المعايير العكسية لابن الناس أم ماذا ؟ ربما هناك تصنيفات معاييرها أوضح مثل (شيخ) التي يطلقها المصريون على كل ملتحي والأعجب هو معاملته كشيخ فعلا .. فهو المسؤول عن إمامة المصلين في التجمعات و هو مصدر الإفتاء للمعضلات الدينية في محيط عمله وحياته .. طبعا هناك فوضى تصنيفية هائلة للمثقف والمفكر والخبير الاستراتيجي والناشط  ولكن ابن ناس و بيئة و شيخ  تعبيرات ارتبطت لدى المصريين بتصنيف مبني على الشكل الخارجي وهو أساس لعنصرية خفيه في عقولنا الباطنة رغم إصرارنا على إنكارها

4- هنفرح بيك إمتى

لا يواجه أي عازب أو عازبة في مصر أكثر من سؤال : هنفرح بيك / بيكي امتى ؟ والمقصود بالطبع هو هتتجوز أو هتتجوزي امتى .. والإجابة غالبا هلامية هي (ربنا يسهل ) أما التعليق ف (شد حيلك) .. ليس المهم هو التعريف الدقيق لشد الحيل الذي يقود للزواج بشكل أسرع ولكن الأهم هو ما الداعي من محاصرة البشر بهذا السؤال أصلا  والذي يمتد إلى (الخلفة) محاصرا الأزواج الذين لم ينجبوا ليردوا في خجل ربنا يسهل ثم نفس التعليق : شد حيلكم .. المشكلة أن السائل يعتقد أنه صاحب الأنف المحشورة الوحيده بينما لا يدرك أن تكرار السؤال يصل إلى الدرجة التي يشعر بسببها من يسأله بعقدة ذنب وهمية رغم أنه لم يرتكب جرما يستدعي هذا الشعور .

3- ان شاء الله

في فيلم جحيم في الهند يسأل بيومي فؤاد رجل هندي يهز رأسه بشكل جانبي ” دي أيوا ولا لأ ولا ايه بالظبط ” .. هنا في مصر لدينا عدة نماذج لإجابات عجيبة لاتفيد شيئا على الإطلاق .. في سؤالك للبقال مثلا عندك جبنة رومي  وارد جدا أن يجيب : إن شاء الله .. لتعاود سؤاله مرة اخرى : ان شاء الله هيبقى عندك ؟ ولا ان شاء الله عندك فعلا ؟  طيب انا مفروض استنى لما يبقى عندك ولا اطلب دلوقتي ؟ والحقيقة أن المشكلة لدينا ليست في الجبنة الرومي ولكن في أنه لا شيء لدينا محدد بدقة .. كل شيء بالتقريب ، في معجم لسان العرب شاء معناها أراد .. وفي القرآن آيه تقول (لاتقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) (أي لا تقول لأمر عزمت عليه غدا إلا بمشيئة الله )وفق شرح الصابوني في صفوة التفاسير وبالتالي ف (إن شاء الله) إجابة سؤال في المستقبل بينما الحاضر قد شاءه الله بالفعل ولكن يبدو أن المصريين لديهم قواعد خاصة في اللغة .. وهو ما واجهته أنا أيضا عندما كان يسألني بعض الأصدقاء الأجانب عن رغبتي في شرب قهوة مثلا فأجيب : شكرا .. ليتساءل الصديق مندهشا : شكرا يعني عاوز ولا لأ ؟ مما يضطرني للشرح في كل مرة أن شكرا تستخدم عند المصريين للنفي قبل اقتناعي أن الإجابة بلا أو نعم هي الأنسب

2- كل سنة وانت طيب 

في مصر المناسبة ليست شرطا لتسمع (كل سنة وانت طيب) في كل مكان تتلقى فيه أي خدمة رغم تسديدك لثمنها بالكامل .. في السينما مثلا ستتلقى 4 (كل سنة وانت طيب) على الأقل ،من موظف الشباك وحارس البوابة وهو يقطع التذكرة ثم داخل القاعة ممن يقوم بتوصيلك إلى مقعدك و من عامل دورة المياة إذا قررت زيارته في الاستراحة .. ينطبق ذلك على أرقى دور السينما في مصر ولك أن تضيف كل سنة وانت طيب خامسة من سايس الجراج ، كل تلك التهاني بالرغم من عدم وجود أي مناسبة غير طلب البقشيش كجزء من الفهلوة  وانعدام ثقافة إخلاص العمل مقابل ما تم الاتفاق عليه من أجر .

1- الجمعة بعد الصلاة – ع المغرب

لا توجد مواعيد في مصر .. حقيقة آمنت بها تمام الإيمان .. طوال  سنة منذ عودتي من الخارج حتى الآن كان لي عشرات المواعيد المرتبطة بعمل أو مصالح لمن سألتقي بهم بالإضافة إلى مناسبات رسمية مثل المؤتمرات والندوات وحفلات الافتتاح ، بنسبة 90 % لم يتم شيء من كل ذلك في الموعد المحدد ولم يقل التأخير عن نصف ساعة في أفضل الحالات والحجج ثابته : (الدنيا مقفولة ، الطريق صعب ، اصل انا جاي من كذا) .. ثقافة الفوضى أنتجت تعبيرات تؤكد و ترسخ لهذا السلوك عند تحديد مواعيدنا ( الجمعة بعد الصلاة – ع العشاء كدا – المغربية ) مما يتيح لنفسك وللآخرين أن يكون المجال متسعا ل 3 ساعات على الأقل حتى تكون الدنيا – مبقتش مقفولة وكل الطرق مبقتش صعبة وبالتالي يتم اللقاء بهدوء ودون عتاب لأحدكما على تأخير الآخر.

مراجع

ماذا حدث للمصريين – دكتور جلال أمين

صفوة التفاسير – محمد علي الصابوني