سما جابر
إذا قمت بتصفح بروفايلك على الفيسبوك أو تويتر صباح اليوم، الجمعة، ستجد أن شخصية “حفلة” اليوم هي الكاتبة والطبيبة بالمعهد القومي للأورام، غادة شريف الشهيرة بـ”يا سيسي.. أنت تغمز بس”.
غادة شريف التي من المفترض أن لديها من الثقافة ما يجعل كتاباتها بجريدة المصري اليوم لائقة ومناسبة للجمهور الذي يستقي ثقافته ومعلوماته من الصحف الكبيرة التي يعتبرها ذات مصداقية، لديها باع طويل نسبيًا في كتابة مقالات الرأي –اللي كلها شبه بعضها في في التأييد المُطلق للنظام الحاكم- عادت إلى الأضواء مرة أخرى وإلى سباق الشخصيات المثيرة للجدل بمقالها الأخير “السيسي.. الرئيس الصح للشعب الغلط!” والذي نُشر بجريدة المصري اليوم مساء أمس.
ربما يكفيك عنوان المقال لتشن هجومًا حادًا على الكاتبة، لكن إذا ساعدتك صحتك ومرارتك تحديدًا لقراءة المقال للنهاية فستجد ما هو أشد وأقسى، وقبل ما نشرح ونحلل لك ما جاء بالمقال من إهانة واتهامات للشعب المصري “كله” نوضح فقط أننا نحاول التعليق على المقال وصاحبته بنفس الطريقة التي تتبعها الكاتبة في كل مقالاتها.. لذلك لزم التنويه.
– في البداية سخرت “شريف” من أزمة السكر الموجودة فعليًا ولا يستطيع أحد إنكارها حتى الحكومة ذات نفسها، لكنها لم تسخر من الأزمة نفسها، بل سخرت من المصريين اللي مش عارفين يشربوا الشاي من غير 17 معلقة سكر، واتهمتهم أنهم افتعلوا الازمة وأنها اكتشفت أنهم زي الشعب الفرنساوي اللي مش قادر يعيش من غير حلويات فرنساوي!
– واضح أن غادة شايفة أن السكر والزيت كماليات ورفاهيات في حياة المصريين وأننا لازم ننسى المشاكل التافهة دي ونركز على المشاريع القومية اللي بتحصل في البلد.
– لو حضرتك لسة بتقرأ الفقرة الأولى المليئة بالعنصرية والاتهامات والسخرية من معاناة الشعب المصري مع أبسط حقوقه، ستجد أيضًا أنها اتهمت الشعب المصري بأنه صاحب مزاج، أو بمعنى أدق “حشّاش”، هذا ما ذكرته عندما سألت “حمادة” ماذا سيفعل الشعب المصري عندما يختفي الحشيش؟
– بعيدًا عن إن حمادة التي تتحدث له/ عنه غادة في كل مقالاتها وما نعرفش هو مين حتى الآن، هل هو صديقها الأنتيم أم هو كناية عن الشعب المصري كله؟ إلا أن حمادة “اتبهدل” في كل الأحوال يا دكتورة غادة.
– بعدما اتهمت الشعب بأنه “حشاش”، سخرت منه أيضًا وقالت عنه إنه سمبتيك خالص ومهندم، ولأنه صاحب مزاج هينزل يوم 11- 11 عشان يدافع عن مزاجه.. أكيد مش محتاجين ترجمة للجملة اللي واضح أن كلها تريقة على المصريين من دكتورة من المفترض أنها بتتعامل يوميًا مع طبقات كادحة من المصريين وتعرف معاناتهم جيدًا.
– نعلم جميعًا أن هناك أشخاص “بختهم مايل” في جوازة، في شغل، في أصدقاء.. لكن شخص بخته مايل في شعب! شعب كامل!!… جديدة دي… طب الحل فين؟ هل نستورد شعوب محترفة من أوروبا؟ أم نفكر في الهجرة من مصر ليتبقى في الوطن صفوة الشعب من الوطنيين أمثالك يا غادة؟
– الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه قال إن الشعب نور عينيه، ثم تأتي غادة شريف لتقول إن السيسي بخته مايل في نور عينيه، وهنا نتسائل: هل تقصدي يا دكتورة أن بخته مايل في 82% من المصريين المؤيدين له حسب أخر استطلاع رأي أجراه موقع بصيرة؟ أم أن الـ18% المتبقيين هم الأزمة؟ وهل تعتبري نفسك من الشعب المصري اللي الرئيس بخته مال فيهم؟ أم أنك لم تنتمِ لهذا الشعب من الأساس؟
– ضمن الاتهامات التي هبطت على دماغ الشعب المصري في يوم وليلة في مقال غادة شريف، هي أنه شعب همه على بطنه، لأنه متأزم بسبب ارتفاع سعر كيس السكر، حيث إنها تعجبت من اختفاء الشعب المصري الذي كان موجودًا أيام الرئيس جمال عبد الناصر والذي عندما أعلن عبد الناصر رفضه للمعونة الأمريكية وقت حكمه ونال تأييد الشعب وموافقته بالإستغناء عن الشاي والقهوة في سبيل استقلال مصر، لكنها لم تذكر أن أيام عبد الناصر ما كنش فيه كُتاب بيهينوا ويلقوا الاتهامات على الشعب المصري ويتهموه بأنه حشاش وهمه على بطنه.
– لم تذكر “شريف” أن نسبة الفقر اللي وصلت لـ27.8% وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في يوليو 2016 هي مبرر كافٍ لأن تكون أهم أزمة تواجه المصريين هي ارتفاع سعر السكر أو أي من السلع الأساسية.
– تخطينا مرحلة “الإخوان هم السبب” وتحولنا إلى مرحلة “الشعب هو السبب” في نظر الكاتبة والطبية غادة شريف التي كتبت في مقالها “يا سيسي انت تغمز بس” في 2013، أن الشعب كله سينتخب السيسي حتى المرشحين أنفسهم ما عدا عبد المنعم أبو الفتوح، فهل تحول الشعب في 3 سنين فقط إلى شعب غلط مع رئيس صح؟ هل أصبح الشعب “كخة”؟
– هل تعلمي يا غادة أن الملكة ماري أنطوانيت التي استعنتِ بها في نهاية مقالك، لم تكن تفهم ما يقول الشعب الفرنسي وانتهى بها الأمر بالإعدام؟… فيبدو أن ثقافتك لم تسعفك في اختيار الأمثلة المناسبة للظروف الحالية
– هل يرى القائمون على جريدة المصري اليوم أن ما تكتبه غادة شريف في حق الشعب المصري هو إهانة لا يقبلها أحد؟
يبدو أن ما تفعله غادة شريف وأشباهها من المؤيدين هو الأقرب للجملة الشهيرة “هو كويس بس اللي حواليه وحشين”
في النهاية نود أن نعتذر لقراء إعلام دوت أورج على كتابة بعض من أجزاء هذا المقال بهذا الأسلوب الذي سيراه البعض “ركيكًا” ما بين الفصحى والعامّية، لكننا أردنا إثبات أن الكتابة بهذا الأسلوب ما أسهلها وأن أي شخص غير مؤهل يستطيع الكتابة بها، وهو ما فعلته غادة شريف، فما استخدمناه من تعبيرات لفظية في المقال ما هو إلا جزء من أسلوب الكاتبة في مقالاتها التي كنا نتجاهلها سابقًا لكن، في هذا المقال الذي انتشر صباح اليوم هناك سبّ واضح وإهانة للشعب المصري، فأردنا الرد بشكل مناسب يلائم المستوى الذي تتبعه غادة في كتاباتها.