وليد سمير
فيما كان النجوم يغادرون حفل الختام بعد حصولهم على جوائزهم من المهرجان القومي للسينما المصرية، ذهبت إلى رجلًا غريبًا، حيث إنه لفت انتباهي قبلها بأسبوع بحضوره في حفل الافتتاح… رجلا بعيد الشبه عن وجوه النجوم المتواجدين، فنظراته الحائرة، ووقوفه وحيدًا، وحركته البطيئة جدًا بعكازيه، قد تثير فضولك، لمعرفة ما الذي أتى بهذا الرجل إلى هذا المكان؟
عبد الرازق إبراهيم إسماعيل هو ذلك الرجل الذي يبلغ من العمر 56 عامًا، ويعمل موظفا إداريا بالهيئة العامة لدار الكتب ومنتدب منه في مركز الهناجر التابع لقطاع الإنتاج الثقافي.
يقول “عبد الرازق” إنه يعيش وحيدًا، فهو لم يتزوج وليس له أسرة، ويحب أن يقضي أوقاته في حضور بعض الأحداث الفنية خاصة العروض المسرحية، والمهرجانات السينمائية التي يتمكن من الدخول عليها، فهو يعرف مواعيد تلك المهرجانات من جدول برامج الأوبرا، ويحصل على دعواتها من زملائه العاملين بالأوبرا، فهو لا يحضر إلا المهرجانات التي تقام بالأوبرا، وحاول سابقا الدخول إلى مهرجانات أخرى تعقد خارج الأوبرا، ولم يستطع الدخول إليها، لكنه حضر واكتفى بوقوفه خارجها يشاهدها من بعيد.
يذكر “إبراهيم” أنه يحب تلك الأجواء، فهي مسلية جدًا بالنسبة له، فهو في أوقات فراغه ليس لديه إلا الخروج وحضور مثل هذه الأشياء، أو أنه يخلد في بيته لينام وينام، وما إن استيقظ ولم يجد ما يفعله أو لم يكن هناك حفل مسرحي يحضره، فإنه حينها يقرأ الكتب، أو أنه يبرح لمشاهدة التليفزيون، ومتابعة البرامج الإخبارية.
وعن إعاقته تحدث عبد الرازق بحزن كأنه يروي قصة أليمة أو كانه يتذكر أحداث لا يريد أن يتذكرها، وبدأ يتذكر آلامه النفسية قبل آلامه الجسدية، فيحكي أن تلك الإعاقة معه منذ ولادته، فقد كان من الأطفال المبتسرين، ولم يتلق العلاج السليم في وقتها، فهو من مواليد عام 1960 ولم يكن حينها الطب قد وصل إلى ما وصل إليه الآن من تقدم.
يضيف: “هذه الإعاقة منعتني من الزواج ومن تكوين أسرة، ولم أكن موفقا في كل المرات التي ذهبت فيها لخطوبة إحدى الفتيات، فدائمًا ما كانوا يرفضونني، حتى علمت أنني لن أتزوج وأبعدت فكرة الزواج عن رأسي ورضيت بنصيبي وحمدت الله على ذلك”.
يؤكد عبد الرازق إلبراهيم أيضًا أنه يحب كثيرا قراءة الكتب وأنه قرأ الكثير من الكتب في حياته لكبار الكتاب والمفكرين، ويقرأ في الكتب الخاصة بعالم الفكر والسياسة والفلسفة وكتب الدين، ويذكر أنه قرأ سلسة كتب العقائد والمذاهب للكاتب عباس العقاد، وليس هذا فقط، فـ عم إبراهيم قال إنه ألّف كتابًا في عام 1996 باسم “أمة طريحة الفراش”، وتحمل تكاليف طبعه، ونشر منه 3 آلاف نسخة من الأسواق، بيع منها 2300 نسخة.
يقول إنه لم يشعر بالفرحة منذ وفاة والده سوى حين قامت ثورة 25 يناير في عام 2011، فهو كان يكره فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك ويعتبرها فترة سيئة ومليئة بالظلم، كما أن فترة حكم الإخوان لم تعجبه لأنهم من وجهة نظره سليين ولم يعرفوا كيف يديروا الدولة، وعن الوضع الحالي للبلد، يرى عم إبراهيم أنه وضع سيء للغاية ولا يمكن تحمله.