ربما لم يتضرر النظام من أعدائه مثلما ناله الأذى من هؤلاء الذين ينبشون الأرض بحثاً عما يهيلونه فوق رؤوس النظام من تراب بدافع النفاق أو النفعية.. وربما بدافع الحب!.. لا أدري حقاً! الأمر لا يتوقف عند شخص بعينه..
فالأمثلة قد أصبحت أكبر من حصرها في إعلامي متطرف.. أو صحفي “عجبي” نسبة إلى “محفوظ عجب” رائد فن النفاق في الصحافة المصرية.. وإنما يتخطاه إلى هؤلاء الذين يبحثون عن مبرر في كل خطأ.. حتى وإن اعترف النظام نفسه به! ولكن على الرغم من كل هذا.. وفي خضم كل هذا اللغط.. تبقى الدكتورة “غادة شريف” تغرد في منطقة مختلفة تماماً! والطبيبة الشابة تجربة تستحق الاهتمام حقاً.. ونموذج قد يحتاج للدراسة والبحث.. فمثلها لا يجب أن يمر من تحت أنف كل علماء علم النفس المصريين والعالميين..!
يبدو أنهم يخجلون من طرق بابها واستئذانها أن يعاونوها على ما هي فيه حتى الآن باعتبارها زميلة.. ولكنني أخشى أن يتفاقم الأمر أكثر من ذلك.. فلا يصلح معها علاج بعد ذلك! لقد أثبتت الطبيبة الشابة منذ ظهورها ككاتبة رأي علي صفحات جريدة مطبوعة شهيرة.. وبجوار عمالقة كتاب الرأي في مصر.. أن الكتابة لا تشترط الموهبة.. بل لا تشترط أن تجيد اللغة العربية أصلاً.. يكفي أن تسجل حوارك الذي تحكي به لصديق في أي مكان كما هو.. ليتم نشره ويحتل مساحة في صفحة الرأي بكل سهولة! أحد الأصدقاء من كبار رجال الصحافة قد اعترف لي همساً منذ فترة أن كثيرين ممن يحتلون مساحات الرأي في الجرائد لا يستحقون أصلاً ما يفرد لهم من مساحات.. وأن الأمر يخضع في كثير من الأحيان للمحسوبية ودوائر المعارف.. ولكنه عجز بالفعل أن يفسر لي ظاهرة “غادة شريف”.. فقد تخطت مرحلة عدم الاستحقاق منذ فترة طويلة.. تخطتها إلى مرحلة الاستفسار عما تملكه تلك الطبيبة الشابة من أدلة على المسئولين بتلك الجريدة.. لتستمر في الكتابة!! المشكلة أن الدكتورة غادة تخرج علينا كل فترة بأطروحة أروع مما سبقتها.. مما يدل على أنها مازالت تملك في جعبتها الكثير!.. فمن “إنت تغمز بعينك ياسيسي” التي أثارت الجدل مما تحمله من إيحاء أتعفف عن ذكره.. مروراً “بالحمد لله على نعمة السيسي”.. إلى الأطروحة الأكبر صباح اليوم “الرئيس الصح للشعب الغلط”! ومقال اليوم يتميز بأنه قد خرج من مظلة “الغزل الصريح” لسيادة الرئيس، إلى مرحلة “الله يخرب بيتنا إحنا ياشيخ”.. فقامت بسب الشعب المصري كله تقريباً.. وهو ما أعرف جيداً أنه أمر لا ترضى عنه مؤسسة الرئاسة أو النظام من الأساس!
المشكلة أنها لا تقدم خلال مقالها الطويل ما يمكننا أن نطلق عليه “الفكرة” ومبرراتها وشواهدها.. بل لا تقدم شيئاً أكثر من عنوان المقال المثير دائماً.. والمشكلة الأكبر أنك حتى لو اتفقت معها على مظلومية النظام وحسن نيته وإخلاصه، فما تكتبه تلك الطبيبة بالتأكيد، يسيء له أكثر بكثير مما يفيده !! لقد اتهمت الكاتبة “المحترمة” صباح اليوم الشعب المصري بالكامل ودون تمييز أو استثناء أنه “حشاش”!..
وبما أنني أحد مواطني تلك الدولة الشقيقة التي تسمي “مصر”.. فأنا أطلب منها أن تمنحني الدليل على أنني أتعاطى الحشيش كما تدعي.. كما أتساءل عن عدد هؤلاء الذين يتعاطوه من أهلها.. أليسوا هم أيضاً يحملون الجنسية المصرية؟! يقصون لنا قصة “الدب” الذي قتل صاحبه من الحب كثيراً.. ولكنهم لم يصل خيالهم أبداً.. أن الدب قد يرتدي فستاناً حديثاً.. ويقتل صاحبه يوماً ما.. بمقال صحفي! “غادة شريف” ظاهرة تستحق الدراسة.. كما تستحق أن ينفض النظام يده منها ومن أمثالها سريعاً.. أو هكذا أعتقد!!