” دا باينه هيبقى مرار طافح، ننام ونصحى نكتشف فجأة اننا الشعب الغلط مع الرئيس الصح !! يا حلاوة يا ولاد ، يارب الشعب تعب يا تريحه لا تخده علشان نريحهم مننا ”
قرأت بالأمس مقالاً تحت عنوان ” الرئيس الصح للشعب الغلط ” منشورة في جريدة المصري اليوم في مساء يوم الخميس 20 اكتوبر 2016 للكاتبة والطبيبة ” غادة شريف ” وتوقعت حينها أنني سأقرأ مقالاً موضوعياً وحيادياً ومنصفاً ومتعاطفاً مع أوجاع عموم الشعب المصري، ولكني للأسف وجدته متهجماً على المواطن لرفضه عدم توفر السكر الذي يعتبر من إحدى السلع الاستهلاكية الهامة في حياة أى مواطن سواء كان بسيطاً أو غنياً، وبكل سخرية كتبت السيدة غادة ” فجأة كده وبدون أى مقدمات أصبح المصريون كلهم لا يستطيعون العيش بدون سكر وجاتوا ” جاتوا !!هو أية جاتوا دا يا ولاد !! هو أحنا بناكل أصلا علشان ناكل جاتوا دي واحدة الكاب كيك بتعدي الـ 15 جنية ، وبعدين دي حتى أيامنا كلها غبرة وبقينا بنشرب قهوة سادة على المرحومة .. قال جاتوا قال !!
لم تدهشني كثيراً لهجة السخرية التي تحدثت بها الصحفية المبجلة، لأنني على قناعة تاماً بأن لكل نظام أصدقاء أوفياء جداً ، ولكني أحب أن أذكر السيدة غادة ” المواطن الكادح والفقير يستحق العيش برخاء كما يعيش غيرهم في نفس الوطن الواحد، كل أحتياجاته الأساسية والغير أساسية مجابة ..وعلى الرغم من ذلك أرتضينا بما فرض علينا من عيش بأن نطبق المقولة القائلة ” عيش نملة تأكل سكر ” بس هو فين السكر، يعني رضينا بالهم والهم مش راضي بينا ، أدينا عايشين اهو عيشة النمل ومش لاقين معلقة سكر.. تسكر أيامنا المرة … لم ينتهى الأمر إلى هنا ، فمع كل هذا الرضا في العيش حياة النمل الا وهناك من ينغص علينا حياتنا بأستمرار متعمداً ، ” بس حتى حياة النمل أحنا محصلنهاش علشان النمل عندهم قانون، وبيشتغلوا بشكل جماعى لا منفرد ، وطبعا عمرك ما هتسمع عن نملة دهست نملة تانية أو منعت عنها لقمتها !! هتلاقي كل نملة ليها حصة من السكر محدش بياخد زيادة علشان عنده واسطة مثلا ، دا حتى النمل طلع عنده نظام حياة أكرم بكتير ياولاد من نظام حياة المصري المنكوب ، يا رتني كنت نملة ” ولكن مقولة النملة لا تسري على من يملكون التحكم في لقمة عيش المنكوبين، هم يطبقون الجزء الأخير من المقولة فقط يعيشون كحياة الأسود ” أه عيش أسد هتاكل كل يوم لحمة وجمبرى وسبيط كمان ” .
ولكن هناك ما أدهشني بالفعل في مقال السيدة غادة عند قولها ” الرئيس السيسى بخته مايل ..أه والله بختة مايل في شعبة ” ما المطلوب بالتحديد من المواطن المصري !! شارك في صندوق تحيا مصر، شارك في حفر التفريعة التى لم تعود علينا حتى الآن بفائدة، وحملة أتبرع بجنيه ” طلعت بخمسة ” وحلق الست زينب والفكة ” فراخ ولحمة حمير غالية قال ما يهمش، لبن الأطفال المدعم ناقص وغالى قال في داهية الأطفال، السكر مش مهم أصلا عندنا السكر نعمل تاني أية !! وهنا أحب الفت أنتباه السيدة غادة احنا اللى لينا الحق على الدولة دي على فكرة، اة هى لا تعملنا سندوتشات حلاوة بالقشطة يا توفر لينا الكلة سعادتك علشان المواطن المصري المنكوب ليس بيده حيلة سعادتك ، قالت أيضاً السيدة المحترمة أن ” السيسى سىء الحظ الأن مؤيديه سيخربون العلاقات مع السعودية وأن أكثر شئ يفشل الحب هو الغباء ” أنا أؤيدكِ وبشدة وأضع تحت الغباء مليون خط ولا تعليقاً أخر… كما ذكرت أيضاً ” لكن كله كوم وتلك الأزمة المفتعلة لزيادة سعر السكر كوم تاني ” وبصراحة هنا أتفق معكِ جداً، حقا أنها أزمات مفتلعة وسوف تليها أزمات أخرى، ففي الأمس كان لبن الأطفال المدعم، واليوم السكر، غدا الرز، وبعده الزيت… ألخ كلها أزمات تخص لقمة عيش الفقير، ” وكأن الكحكة في أيد اليتيم عجبة !! ” هذا هو مشهد الماستر سين في كل مشاهد النظام المتكررة بين كل فترة وحين، ” أخلق أزمة وحلها هتبقى بطل قومي ونظام حبوب وأقنع الناس أنها مؤامرة على الشعب والنظام ،وتقريبا كدا أحنا الدولة الوحيدة اللى عليها موئمرات من بين كل دول العالم تقدماً في التعليم والصحة والأقتصاد والسياسات الداخلة والخارجية ” أتمنى أن نجد مبرراً أخر أكثر حنكة.
مشهد أخر يستحق الوقف عنده في مقال السيدة غادة ” من أين أتى الشعب الحالى الذي همه على بطنة ده ؟ هقول لحضرتك أتى من أين .. أتى من الجوع سيادتك عمرك جوعتى أقبل كدا ؟ أنا أعلم الأجابة جيداً ” ما هو اللى عنده مش زي اللى معندهوش حضرتك .
كلمة أخيرة للدولة العميقة المتعمقة في خلق الأزمات والتفرقة وتوهم المؤمرات ، أنتم المسؤل الأول أمامنا عن تدهور الدولة الآن لا نحن، أستقيموا يرحمكم الله
ثم كلمة للسيدة الفاضلة لا تتحدثي من عالمكِ البعيد أرجوكي أهبطى إلى أرض مصر
ونصيحة للمواطن المصري المغلوب على أمره ” أعمل نفسك ميت اهو ممكن تصعب عليهم وانت اصلا كدا أو كدا متشال من حسابتهم ” وأبقي سلملي على جوزك يا سماعيل بية ”