أحمد درويش
نشرت ـ منذ أسبوعين ـ أول تحقيقاتي الاستقصائية بعنوان “خريف صاحبة الجلالة”، وتناول التحقيق الكوابيس التي تطارد الصحفيين وكثيرةٌ ما هي.
وعبر استطلاع للرأي أجريته على عينة عشوائية ضمت 60 صحفيًا، راعيت فيها أن تكون عينة منهجية فضمت مختلف الأعمار السنية من حديثي التخرج وحتى الصحفيين بسن المعاش، منهم 47 صحفي و13 صحفية، وشملت أيضًا أعضاءً من مجلس نقابة الصحفيين وصحفيين بجرائد قومية وآخرين من صحف خاصة ومن مواقع إليكترونية.
وفي هذه المقالة سنسرد لكم كوابيس العمل الصحفي، فإذا كنت تعاني ـ عزيزي القارئ ـ من كل تلك الكوابيس في آن، فأنت بلا شك صحفي زميل.
كابوس الفصل التعسفي
كانت نتائج الاستبيان الذي نفذته “مرعبة” فيكفي أن تعرف أن نسبة من تعرضوا لفصل تعسفي من الصحفيين آخر 3 سنوات 52% لتدرك حجم المأساة. هذا غير من تعرضوا لتجربة حبس سواء مؤقت أو دائم وهم 258، أو من استشهدوا وهم يؤدون عملهم وعددهم 8.
كابوس التعيين
هو بلا شك أضخم كابوس، حلم يراود كل الصحفيين، لكنه بعد ذلك يستحيل كابوسا حين تعلم أن هناك صحفيين ـ وهم كثرـ بلغوا من العمر 35 عامًا وظلوا يعملون في المهنة مدة 13 سنة كاملة دون الحصول على حقهم الأصيل في التعيين ولا أتخيل أن هناك مهنة في العالم أجمع يحدث فيها مثل هذه الانتهاكات.
كابوس تدني الأجور
هناك أجور لم تسمع بها من قبل ولن تسمع بها من بعد، يرغم عليها صحفيون حيث يحصل الواحد منهم على 500 جنيه وربما 400 و300 جنيه في الشهر كي يمن عليه صاحب الجريدة بالتعيين.
وهناك البعض لا يحصل على مقابل مادي ويستمر على حالته تلك 3 أو 4 سنوات في أفضل الأحوال كمساومة من رجال الأعمال الذين يعايرونهم ببدل التدريب والتكنولوجيا وكم من الجرائم ارتكبت بذريعة هذا البدل.
كابوس التهجير
اعتقد أن هناك حالة كبيرة لتهجير الصحفيين من المهنة فالصحفي يضطر للعمل في مهن أخرى جانب وظيفته ليكفي دخل بيته، هذا بخلاف من يلجأون للعمل في ورديتي عمل ومنهم من يضطرون بعد كل ذلك لتغيير المهنة والاستفاقة من كوابيس الصحافة.
كابوس الاعتقال والقتل
أشرت في المقدمة أن إجمالي من تعرض للاحتجاز والحبس سواءً المؤقت منه أو من تعرض للمحاكمة بلغوا 258 صحفيا في 3 سنوات، ومن تعرضوا للقتل في تلك السنوات 8 صحفيين وكل ذلك كان بدافع تأدية عملهم، أي أن كوابيس الصحافة ترافق الصحفيين أحياء وتوصلهم للموت.