قبل فترة قام فيسبوك بإضافة خاصية إلى الإعجاب “like” عن طريق وضع حالة إلى هذا الإعجاب، فيصبح الإعجاب بسعادة أو غضب أو حزن أو حُب، شغل بالي من ضمن تلك الخيارات هو إعجاب السعادة “hahaha”
أينعم لفت انتباهي هذا اللايك *هاهاهاها*
لفت انتباهي لأنه مفيد بشكل كبير جداً، وموفر كمان في الطاقة، يعني مفترض الحكومة تكرم مسيو مارك على وضع هذا الإعجاب، الطبيعي إنك بتضغط عليه على البوست أو المنشور الكوميدي أو الخفيف، حاجة بتضحكك أو كوميكس… وهكذا، بس هو كمان له مهمة لطيفة، إنك تضحك على اللي قدامك، هو أحياناً بالنسبالي بيعبّر حرفياً عن جُملة خُد فشار، وموفر رغي وهري كتير، أحياناً بتبقى عايز تقول للي قدامك إنت مبتفهمش، أو إنت “حمار” أنا أسف طبعاً، بس مش هينفع أكيد عشان الذوق العام والصداقة واللطافة والاحتراف ومنظرك ومنظر اللي قدامك وحاجات تانية كتير، فهنا بتتجلى قيمة الـ هاهاهاهاها، بتضغط عليها وكإنك بتشتمه بس بشكل كلاسيكي وموفر لبطاريتك كبني آدم، يعني عملية مشفية 100في الـ 100.
وقت الماتشات بتبقى لطيفة أوي كمان، بدل ما تدخل في تراشق مالوش قيمة بتضغط لايك بشكل ساخر وخلاص، والمعنى في بطن الشاعر وانتهت، دي قيمة الاختزال، الاختراع دا مُلهم، لإنه موفر للصحة والجهد والوقت، بيقابل كل يوم في فيسبوك ناس بتعلق ومش فاهمة إنت كاتب إيه، وناس داخلة تنكد عليك، وناس داخلة تستفزك وإلخ إلخ، محتاجين ندعم فكرة الـ هاهاهاها في حياتنا عشان نتبسط ونوفر وقتنا، أذكر في مرة أحد أصدقائي كنت كاتب بوست مهم وبتكلم عن قضية مهمة، فلقيته داخل يعلق “مش كان في بينا ميعاد امبارح يا بيه”!
يعني أمثلة متكررة بقا من حالة البلح الرُطب اللي وصلناله، محتاجين اختزال في الردود، اختزال لناس معينة يبقى في حاجة مننا بترد عليهم بشكل تلقائي زي الـ answer machine زمان، أو حتى تحدف عليهم فشار، أو أول ما يعلقوا أو يتصلوا أو يبعتوا رسايل يطلعلهم ضحكة صفرا مُحبطة ومستفزة “هاهاهاها”
مواقع التواصل الحقيقة بتربي حالات مرعبة من المرض النفسي، بتلاقي دايماً في ناس معتبراك هدف في حد ذاتك، لو أيدت النظام فبالتأكيد إنت خاين، ولو عارضت مأجور أو طايش ومتهور، لكن كمان لو حاولت تبقى معتدل هتبقى في نظرهم هدف ثمين عشان يحطموك، إزاي تحاول تبقى في منطقة المعقول، إزاي تحاول مجرد محاولة تسمع الطرفين، أو الأطراف المختلفة وترد عليهم بشكل لطيف ومقبول، دا بيثير جنانهم وحفظيتهم، فتصبح هدفا في حد ذاتك، المسألة أصبحت يا معايا يا ضدي، لكن مفيش في النص، هتبقى إنت في نظرهم ممثل الحكومة والرياسة والمعارضة، إنت السيسي والبرادعي وحمدين ومرسي في حد ذاتك، بيصفوا خلفاتهم مع الرموز دي فيك، وإنت لا حول ولا قوة مجرد رأي فرد بشري بسيط وعاجز وغير موجه وغير مسيس وغير منتمي وغير حزبي، وحتى أقل من إنك تكون رقم في المعادلة، لكن كل اللي زيك أصبح مستهدف ومعرض للتصفية النفسية والعصبية عشان تبقى زومبي ومتطرف يميناً أو يساراً، وأنا من موقعي هذا أحب أقولك حافظ على صحتك وأعصابك قدر المستطاع، واهرب بجلدك لإنك لو كتبت بوست واحد في الألف معجبهمش أو مش علي مزاجهم هيصفوك ويكدروا نفسيتك البريئة، فبنصح نفسي وإياك بلايك الـ هاهاهاها، بمعنى أصح اعمل هاهاهاهاها واجري، واعتبره الـ هاهاهاها أسلوب حياة!