نقلًا عن “الأهرام المسائي”
أصر الفنان حمزة نمرة أن يختتم حفله في ختام مهرجان القاهرة الدولي للجاز بأغنية “بلدي يا بلدي” التي عبر فيها عن شوقه لمصر بعد غيابه عنها ما يقرب من عامين وعدم إحيائه لحفلات فيها لفترة طويلة, بسبب الضجة التي اثيرت حوله نتيجة لارائه السياسية في اعقاب سقوط جماعة الاخوان ووقوع احداث رابعة, واتهامه بالانتماء للجماعة وهو ما نفاه في اكثر من مناسبة واكد عليه في المؤتمر الصحفي الذي سبق مهرجان القاهرة الدولي للجاز.
وأشار نمرة الي انه لم يكن يوما سواء هو او اي فرد من عائلته حتي اكبر جد عضوا في جماعة الاخوان, وفي هذا الحوار يتحدث حمزة مع الأهرام المسائي عن فترة غيابه عن مصر وشائعة إلغاء حفله في الاسكندرية والبومه الغنائي الجديد:
كيف تري تجربة المشاركة في مهرجان الجاز لأول مرة رغم اختلاف أعمالك عن هذا النوع من الموسيقي؟
مشاركتي فيه أتاحت لي الفرصة للتواجد في مهرجان دولي كبير, يضم فرقا من كل مكان في العالم, والحقيقة اني اعتبرتها فرصة جيدة حتي اقدم جانب من فني لجمهور المهرجان حتي ولو كان لا يعتبر من موسيقي الجاز بالدرجة الاولي لكن تجربتي تجمع بين انماط موسيقية مختلفة, فهي فرصة للاحتكاك بالفرق التي تقدم اشكالا مختلفة من الموسيقي, وفرصة لجمهوري لمتابعة هذه النوعية, وهذا جزء من جمال الفن وهو التواصل وتبادل الخبرات سواء علي مستوي الفنانين او المستمعين.
ما أخبار ألبومك الغنائي الجديد وهل اخترت له حالة معينة؟
الالبوم الجديد مازال في المرحلة الأولي وهي مرحلة اختيار الأفكار والكلمات, وليس شرطا أن يكون للألبوم حالة من بداية مراحله الاولية, ولكنها تتشكل خلال العمل فمن الممكن أن تفرض حالة معينة نفسها علي اجواء الالبوم من البداية ثم نعمل علي تطويرها, او ان تظهر في مرحلة لاحقة اثناء العمل ولكن حتي الآن لا توجد حالة او سمة معينة لألبوم الجديد.
هل تجد صعوبة في العثور علي مجموعة عمل متوافقة معك في الافكار؟
ندرة الكوادر هي التي تشكل ازمة, ففي الماضي كان هناك مناخا عاما يفرز الكثير من الفن الجيد, وكان لدينا العديد من كتاب الاغاني المتميزين مثل عبدالرحيم منصور وعبدالرحمن الابنودي وحسين السيد وصلاح جاهين وغيرهم الكثيرين, اما الان فالمواهب بدأت في الانحصار, وانا وغيري من الزملاء نحاول ان نخلق لانفسنا المناخ الذي يلهمنا ويمنحنا الطاقة للخروج بأفكار وأعمال متميزة, وهذا ما يشكل الصعوبة, ولكن طالما ان لديك الموهبة من السهل التواصل مع الاخرين وانتاج اعمال جيدة, والوسائل التكنولوجية الحديثة تسهل التواصل فأحيانا مثلا ابحث عن الكلمات واغاني للالبوم الجديد من خلال طلب هذا علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك, وبالفعل وصلتني مجموعة كبيرة جدا مؤخرا وجزء منها لاسماء فنية معروفة سواء علي مستوي فرق الاندرجروند او التجاري, ونستطيع التواصل ايضا بالوسائل الحديثة طوال فترة العمل علي الألبوم حتي ولو باعدت بيننا المسافات وكان كل منا في دولة مختلفة.
وهل واجهت مشاكل إنتاجية؟
نعم في بداية طريقي الفني فقط, لأنه لم يكن لدي شركة انتاج ترعي اعمالي, ولكن الان اختلف الامر ومعي شركة انتاج تديرها شخصيات محترمة واعمل معهم منذ فترة طويلة, ويذللوا العقبات امامي ويتيحوا لي الفرصة لانتاج الافكار, وعلي مستوي الفنانين الذين يعملون معي من شعراء وموسيقيين احرص علي أن أعمل مع أبناء جيلي أكثر من الاجيال الاكبر سنا, فهم لهم الاولوية بالنسبة لي لاني مؤمن بجيلنا وبأننا بحاجة للفرصة, محتاجين نتعكز علي بعض, لذلك لا احب ان استسهل وابحث عن شاعر معروف ليكتب لي اغنية, لأنه في النهاية حقق مايريده, والاولوية لجيلي الذي يبحث عن فرصة لاثبات نفسه لأننا نحتاج لبعضنا البعض.
وما حقيقة إلغاء حفلك في الاسكندرية؟
أؤكد أن المسألة تأمينية بحتة وليس لها أية علاقة بي, حيث تصادف أن توقيت الحفل قبل مباراة الزمالك وصان دوانز التي اقيمت في الاسكندرية بيومان فقط, والسلطات الامنية فضلت الغاء اية تجمعات مقامة في هذا التوقيت أو تأجيلها وحفلي ضمن مجموعة حفلات تم الغائها.
وما الموقف الحالي بينك وبين نقابة الموسيقين؟
لا اقبل ابدا باحياء اي حفل الا بعد التأكد من حصول المنظمين علي تصاريح نقابة الموسيقين, لأن كل شيء لابد ان يكون قانونيا100%, واذا لم يتم الحصول علي التصاريح لا يقام الحفل, حصلنا علي تصاريح لكل حفلاتي سواء في الاسكندرية او القاهرة, اسعي دائما لاتخاذ كل الاجرءات القانونية تصريح النقابة والمصنفات والتصريح الأمني وايضا الاجراءات الخاصة بالضرائب, واغاني كلها مجازة من الرقابة والمصنفات الفنية ولم يتم تعديل كلمة واحدة فيها, والبوماتي كلها مباعة في السوق امام الجميع, لم اعتد ان اقوم بعمل مخالف للقانون, واستعلمت من النقابة عن الشائعات التي انتشرت بعد الغاء حفل الاسكندرية, واكد لي أحمد رمضان سكرتير عام النقابة أنه لا توجد اية نية لالغاء تصاريحي وان موقفي قانوني تماما ولا يوجد ما يدعو للقلق.
طالما أن امورك مستقرة ولا توجد حولك أية مشاكل قانونية ما سبب غيابك خلال الفترة الماضية؟
السبب الوحيد هو الزوبعة والشائعات التي اثيرت حولي, حيث أنها خلقت حالة من التخوف لدي منظمي الحفلات في مصر, وفضلوا الابتعاد عن المشاكل, رغم ان كل هذه الشائعات ليس لها اساس من الصحة, لكني مع الاسف كنت في هذا الموقف وهم معذورون لأن كل شخص يخشي علي المكان الذي يديره, ومع ذلك فقد قدمت حفلا في ابريل عام2014 في الذي كانت هذه المشاكل مثارة, والان عدت لحفلاتي في مصر مرة اخري واتمني أن تكون هذه الحالة قد كسرت لأنه لا يوجد ما يدعو للقلق, اغنياتي مجازة واموري قانونية وأغني للناس, ومن يحضر حفلاتي يعرف انها حفلات محترمة جدا يحضرها أناس محترمين يريدون الاستماع لموسيقي حقيقية.
كم عدد الحفلات التي قدمتها سواء في مصر أو في العالم خلال العامين الماضيين؟
في مصر كان عدد الحفلات قليل جدا لا يتعدي الثلاث حفلات بينما قدمت العديد من الحفلات في دول العالم منها امريكا والنمسا و والاردن وايضا في بريطانيا عام2013, ومنذ اواخر2015 ركزت علي برنامج ريميكس الذي كنت اقدمه واستهلك مني وقت كبير.
من صاحب فكرة ريميكس انت أم شركة الانتاج؟
الفكرة تطورت عن طريق بعض الاصدقاء, وكانت تعتمد في البداية علي أن اطور علي بعض الاغاني الفلكلورية لصالح احدي دور الاوبرا العربية, واثناء قيامي بصياغة الفكرة وبرنامج العمل وجدت نفسي اصيغها في شكل برنامج, وقمت بتطويرها مع فريق العمل ووافقت قناة العربي الفضائية علي انتاجها وقدمتها بشكل لائق, وبفريق علي مستوي عالي من الحرفية, ولاقت صدي ايجابي جدا, ونستعد الان لتقديم موسم ثاني من البرنامج.
ولماذا اخترت أن تقدم الأغاني العربية في دول اوروبية؟
الفكرة هي أن نري رد فعل الجمهور غير العربي علي اغنية من صميم الفلكلور العربي ومصاغة بشكل تستصيغه الاذن الغربية, سواء عابري الطريق وراكبي المترو, ولم تكن كل الحلقات بهذا الشكل بعض الحلقات كان فيها لعب مثل حلقة حميد الشاعري وحلقة مال المقادير في النوبة.
فكرة اعادة تقديم التراث بشكل معاصر هل الهدف منها تعريف الاجيال الجديدة بهذه الاغاني؟
احد اهداف البرنامج تعريف جيلنا والاجيال الجديدة علي الفلكلور, لاننا لا نعرف الكثير عنه, علي سبيل المثال قدمت اغنية امازيغية لم اكن اعرف عنها اي شيء رغم انها معروفة جدا في المغرب, قمت بتطويرها موسيقيا واضفت اليها لمحة من موسيقي الريجي, وتواصلت مع ابن صاحبها الاصلي الفنان محمد بن رويشة وصورت معه في المغرب, ولاقت الاغنية نجاحا كبيرا وانتشرت, الهدف هو ان نشجع الناس علي التعرف علي كنوز تراثنا العابرة للقارات والتي يمكن ان نصل بها الي العالمية, فهو نوع من الاعتزاز بتاريخنا وتراثنا فنحن لسنا عالم ثالث كما يحاول البعض ان يصورنا, لدينا فن وحضارة حقيقية وتراث عميق وغزير, ربما نكون الان نمر بمراحل سيئة تجعلنا نري انفسنا بصورة غير واضحة وليس لدينا ثقة كبيرة فيما نمتلكه, ولكن اتمني ان تعود الينا الثقة الفنية علي الاقل في الموسيقي التي نقدمها وفي طاقتنا.
وما افكار تطوير الموسم الجديد؟
مازالت الافكار تتبلور واعتقد اننا لن نركز فيها علي البلاد بقدر تركيزنا علي الاعمال الفنية نفسها, حيث افكر علي سبيل المثال في تقديم مونولوجات لاسماعيل ياسين, من المونولوجات التي نحبها جدا واطورها واخرج منها بافكار مختلفة, فهي لا تعتبر فلكلورا لكنها من الانواع الفنية التي ارتبطت بوجدانا فاسماعيل ياسين بالنسبة لنا في مصر قيمة كبيرة, واعماله لها ابعاد مميزة يمكن تطويرها بشكل معاصر, ومن الممكن ان يقدم الموسم الثاني بشكل عكسي بمعني انه بدلا من ان نذهب للدول الغربية لتقديم اعمالنا العربية هناك, نأتي بفرق غربية لبلادنا ونجعلها تقدم في شوراعنا اغانينا, فتعزف فرق امريكية اغنية لاسماعيل ياسين ونري ردود افعال الناس الذين يعرفون هذه الاغنية جيدا, ولكن كل هذه الافكار والاحلام متوقفة علي الامور الانتاجية فليس كل ما نحلم به يمكن تحقيقه.
خلال فترة غيابك هل شعرت أن تعبير الفنان عن رأيه من الممكن أن يؤثر علي علاقته بجمهوره وعلي احلامه التي يسعي لتحقيقها؟
وارد ان يحدث هذا, وقد رأينا الكثير من النماذج في هذا الاطار, فاذا عبرت عن رأيك الصريح وهذا الرأي كان غير مقبولا يتم ركنك علي الرف او تحدث حولك هالة وضجة كبيرة تجعل الناس تتخوف من التعامل معك, وهذه النماذج كثيرة علي مستوي العالم وليس في مصر فقط, كنت اتمني الا يحدث هذا وأن يكون الامر مستوعبا بشكل افضل, فكل مواطن من حقه ان يعبر عن رأيه في اطار ما يكفله له الدستور سواء اختلف عن الرأي العام أو لم يختلف, طالما انه يعبر عنه بشكل قانوني ودستوري وسلمي ما المانع في هذا, هل يجب ان نكون كلنا مثل المكن متشابهين, من الطبيعي ان نكون مختلفين, ولدينا الرأي والرأي الاخر, نحن جميعا نحب البلد ونتمني ان تتطور ولكن كل منا يري انها يجب ان تسير في اتجاه معين وكأنه هو الاتجاه الوحيد الصحيح, ما المانع ان نختلف في الرأي وفي النهاية رأي الاغلبية هو الذي يؤخذ به دون اضطهاد صاحب الرأي المعارض, كنت اتمني ان يحدث هذا ولكن الواقع مختلف, واتمني ان تكون هذه الازمة فترة وانتهت لأن فني هو أهم شيء بالنسبة لي وهو ما اريده من حياتي ولا افكر في اي شيء اخر, ولست سياسيا حتي اشغل نفسي بها كل ما حدث اني قلت رأيي وانتهي الامر.
واذا عدنا بالزمن للخلف ولقب مغني الثورة الذي اطلق عليك في أعقاب ثورة 25 يناير كيف تري هذا اللقب الان؟
من وقتها وحتي الان اقول لكل من يسألني عنه اني لست مغني الثورة ولا يصح ان يكون للثورة مغني لأن هذا مخالف لطبيعتها فهي ثورة جماعية اشترك فيها الجميع ولم يكن لها قائد ولا مغني, هي ثورة شعبية شاركت فيها كمواطن عادي, وعلي مدار الـ18 يوما كنت مثلي مثل اي احد ولم احمل معي آلة موسيقية أو اصعد علي خشبة مسرح لأغني كنت في الشارع والميدان مثلي مثل اي احد من المشاركين في الثورة.