"عباقرة" القاهرة والناس .. 5 ملاحظات على ما خرج من حلقات

إسلام وهبان

تقدم قناة القاهرة والناس في تمام السابعة مساءً من يومي الجمعة والسبت، برنامجًا إسبوعيًا بعنوان “العباقرة”، فكرة وتقديم الروائي عصام يوسف، وهو برنامج مسابقات تقوم فكرته على المنافسة بين 16 مدرسة من خلال تقسيمهم إلى أربع مجموعات كما في نظام كأس العالم، ويتم تصفيتهم وصولاً للمرحلة النهائية، بفوز مدرسة واحدة بالبطولة وطالب واحد فقط بكأس أفضل لاعب.

يهدف البرنامج إلى تطوير المدارس المصرية بالتعاون مع البنك الأهلي المصري؛ حيث يتم حساب كل نقطة تحصل عليها المدرسة من الإجابات الصحيحة بـ 2000 جنيه مصري في المرحلة الأولى وتزيد في المراحل التالية، ويتم تجميع المبالغ النهائية واستثمارها لتطوير مدارس مصر.

يتميز البرنامج بفكرته التي تهدف إلى جعل المتسابقين يساهمون في تطوير المدارس المصرية من خلال إجاباتهم الصحيحة، كذلك بث روح التنافسية الشريفة بين المتسابقين، كما يتميز البرنامج بسرعة الأداء وتعدد الفقرات وتنوع الأسئلة، إلى جانب الجو اللطيف الذي ينشره مقدم البرنامج واندماجه مع المتسابقين.

لكن بعد مشاهدة العديد من حلقات البرنامج تم ملاحظة بعض النقاط التي قد تجعله أقل من المستوى المنشود نوضحها فيها يلي

1- فين العبقرية؟

“العباقرة” هو الاسم الذي تم اختياره للبرنامج، وعند رؤيتك للعنوان تظن أنك ستشاهد برنامجًا مختلفًا يعتمد على التفكير والابتكار، أو ستجد فقرات تظهر مدى القدرات العقلية، أو طلاب مبدعين لديهم قدرات تفوق الغير، في حين أن الاسم يبتعد كثيرا عن محتوى البرنامج، فالبرنامج يعتمد على أسئلة ومعلومات عامة، وفقراته تنقسم حول مختلف فروع المعرفة (تاريخ، جغرافيا، علوم، فن، أدب…)، كما أن الطلبة المشاركين لا يمكنهم إخراج مالديهم من قدرات عقلية عالية من خلال فقرات وأسئلة عادية.

2- غير حكومية

عندما تنظر لطريقة اختيار الـ16 مدرسة المشاركة في المسابقة، فستجد أنه تم الاختيار بشكل طبقي، فالمدارس الستة عشر التي تم اختيارها هي مدارس غير حكومية، ويكأن المدارس الحكومية لا يوجد بها طلبة متميزين، على الرغم من أن الأسئلة التي يتم طرحها في البرنامج تعد أسئلة عادية لا تحتاج إلى لغات أو نظم تعليم مختلفة.

3- حفظ وتلقين

تنقسم فقرات البرنامج إلى 4 فقرات (العلم – المعرفة – الفنون – 30 ثانية)، لكن حينما تدقق في تلك الفقرات تجد أنها تتضمن على أسئلة تعتمد على الحفظ والتلقين مثلما يحدث في كافة اختبارات التعليم المصري، في حين أن البرنامج هدفه تطوير المدارس المصرية، فهل يعني التطوير تغيير وبناء أبنية جديدة، أم بناء فكر جديد تسير عليه تلك المدارس؟!، ولماذا لم يتم الاستعانة بأفكار المدارس الدولية المشاركة بالمسابقة؟.

4- أخطاء إملائية

عندما تتابع حلقات البرنامج تجد أن الطلبة على قدر كافٍ من الوسامة والمظهر الحسن، كذلك لديهم مهارات حسابية ومعلومات عامة لا بأس بها ، لكن عندما تكون الأسئلة متعلقة بالتاريخ الإسلامي أو المعلومات الخاصة بمصر ستلاحظ انخفاض مستوياتهم في تلك المعلومات، فمنهم من لا يعرف أن غزوة أحد كانت في عهد الرسول، كما أن هناك أخطاء إملائية حتى في الكلمات المكتوبة بالإنجليزية والتي لا يمكن أن تصدر من طلاب بمدارس دولية، ويمكنك ملاحظة أكثر من ذلك إن أردت التدقيق والمتابعة.

5- تفاصيل التطوير

يُعد الهدف الرئيسي للبرنامج هو تطوير المدارس المصرية، وإشراك الطلبة الملتحقين بالمسابقة في تحقيق ذلك من خلال تحويل إجاباتهم الصحيحة لمبالغ يتم استثمارها من خلال البنك الأهلي لتطوير المدارس، لكن البرنامج لم يذكر كيفية التطوير أو مدته، فلم نفهم هل التطوير سيكون ببناء فصول جديدة أم زيادة الإمكانيات والأدوات الحديثة للمدارس، أم تدريب المعلمين وخلق كفاءات قادرة على التعليم بشكل أفضل،أم تطوير المناهج نفسها وهي أساس المشكلة التعليمية بمصر!، الأمر الذي لم يحدده البرنامج.

يذكر أن صاحب فكرة البرنامج الروائي عصام يوسف من مواليد القاهرة، تخرج في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة القاهرة، يعمل مدير عام شركة مونتانا ستوديوز للإنتاج السينمائي. اختار رواية « 1/4 جرام» كأول عمل له يتم نشره. والده الكاتب الأديب عبد التواب يوسف، رائد كتابة كتب الأطفال في مصر وصاحب “الألف عنوان”. ووالدته الكاتبة الصحفية نتيلة راشد «ماما لبنى» رئيسة تحرير مجلة سمير، على مدار أربعين عاما، وله أيضا رواية شهيرة هي ” 2 ضباط” كما كتب السيناريو والحوار لمسلسل “ذهاب وعودة” .