شريف إسماعيل.. 3 مشاهد من حضور إعلامي "باهت"

فاتن الوكيل

برغم الكثير من الانتقادات التي وجهت إلى المهندس إبراهيم محلب، والتي أدت إلى إقالته من منصب رئيس الوزراء في سبتمبر العام الماضي 2015، إلا أنه كان صاحب حضور إعلامي “معقول” على أقل تقدير. كان له نشاط ميداني أصبح من كثرته سببًا في توجيه الانتقادات إليه، ووصفه بأنه أشبه بالمحافظ وليس رئيس الوزراء الذي يضع الخطط ويباشر تنفيذها ويتغلب على المشكلات السياسية والاقتصادية في مصر، لكن مع هذه الإقالة وتعيين شريف إسماعيل بدًلا منه، لم نكن نعرف أننا سنواجه هذا الكم من الحضور السياسي والإعلامي “الباهت” في فترة مشتعلة بالأزمات، حتى أصبحت النكتة التي تؤكد عدم معرفة الشارع باسم رئيس الوزراء، حقيقة.

إعلام دوت أورج يرصد أبرز ثلاثة مشاهدة إعلامية باهتة لرئيس الوزراء.

المشهد الأول

الإعلامية لميس الحديدي أجرت حوارًا مع شريف إسماعيل في مقر رئاسة الوزراء، حيث قالت في أول الحوار أن “ناس كتير محملاني بأسئلة” وهذا أمر طبيعي بالنسبة لرئيس وزراء لا نراه ولا نسمعه، حتى وسط الأزمات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد والمجتمع المصري.

ملاحظة صمت رئيس الوزراء لم تكن فكرة شيطانية داخل أدمغة “المغرضين” بالنسبة للحكومة، لكنه كان السؤال الأول والبديهي الذي بدأت به الحديدي حوارها قائلة: “ليه الصمت الطويل ده؟”، أما الرد فجاء أنه التقى العديد من الهيئات البرلمانية، وشرح لهم خطة الحكومة. إذا رئيس الوزراء اعتمد على لقاءات برلمانية في برلمان لا يصل للشعب منه سوى “خناقات” أعضائه، فكيف يعتمد رئيس الوزراء في علاقته بالشعب على برلمان غير مذاعة جلساته أصلا؟.

تلخص الحوار في جملتين “هنقدر إن شاء الله” و”نأمل في الفترة القادمة”، وعن مدى قدرة الناس على احتمال الأعباء الاقتصادية في مقابل الإصلاح قال “لو عايزين مستقبل أفضل لازم نواجه”، ثم قام بسرد المشكلات التي نواجهها، لكنه لم يقل كلمة مفيدة للمواطن يمكن أن يطمئن من خلالها إلى أن حكومته ترى طريقها بوضوح.

 

 

المشهد الثاني

انتشرت صورة للرئيس السيسي في مؤتمر الشباب الذي تم عقده في أواخر أكتوبر، بمدينة شرم الشيخ، وهو يقوم بتدوين بعض الملاحظات خلال الجلسات، بالإضافة إلى العديد من المداخلات التي أجراها خلال المناقشات، في ذات الوقت نجد كم “ملل” قد ارتسم على وجه رئيس الوزراء، لا نعرف حقًا من أين جاء به في ظل “مؤتمر شباب” اتسم بالحيوية بالرغم من أي انتقادات وجهت له.

معظم الأخبار التي انتشرت عن مشاركة رئيس الوزراء في المؤتمر تلخصت في “رئيس الوزراء يطير إلى شرم الشيخ” أو”رئيس الوزراء يخضع للتفتيش في مطار شرم الشيخ”. لكن كم مداخلة أجراها شريف إسماعيل خلال جلسات المؤتمر؟، كم ملاحظة دونها؟، هل استغل المؤتمر للتواصل أكثر من الصحفيين والشباب بل وبعض الشخصيات التي وجهت له انتقادات حادة خلال الفترة الماضية؟.

 

المشهد الثالث

بالرغم من أي انتقادات لرئيس الوزراء، جاءت فكرة سفره إلى مدينة رأس غارب المنكوبة بفعل السيول، إيجابية، لكن وكالعادة، لم يتمكن إسماعيل من استغلال الفرصة لإيجاد مساحة تقارب بينه وبين المواطن أو الكاميرا.

استغلال الفرصة هنا لا يعني “تلميع صورة زائفة”، لكنها فرصة لإثبات حسن نوايا  وتغير تعامل الحكومة في طريقة التعاطي مع المواقف الطارئة، لكنه عاد كما قدم، بل ما انتشر إعلاميًا وقتها أن المواطنين اعترضوا طريقه وأنه أصر على إكمال جولته.

إصرار شريف إسماعيل على إكمال جولته، بالرغم من غضب الأهالي الذين قطعوا الطريق أمامه، أمر آخر إيجابي، يوحي بأن جولته لم تكن مجرد “شو إعلامي” بالرغم من أن الكثيرين في رأس غارب اعتقدوا أن هذا هو الهدف الحقيقي من الزيارة، لكن الفشل الإعلامي لرئيس الوزراء وإخراجه للإعلام من حساباته ينفي هذا الأمر، وبالرغم من ذلك، لم نجد نتيجة حقيقية للزيارة، بل أن جميع الخطوات الحقيقية على الأرض، صدرت إما من القوات المسلحة أو بتكليفات مباشرة من الرئيس السيسي.

نرشح لك –صور.. رئيس الوزراء لأهالي رأس غارب: مش همشي

الكاريزما هي أمر لا يمكن لأحد اكتسابه، وهو أمر لا يمكن محاسبة رئيس الوزراء شريف إسماعيل عليه، كما لم يُطالب الجميع من إسماعيل أن يظهر في وسائل الإعلام “عمال على بطال”. لكن الحديث تخطى هذه النقطة، إلى انتقاد افتقاده لـ”حسن التصرف” وهو أمر هام في هذه المرحلة، حيث لم يعد الحضور الإعلامي رفاهية في ظل مجتمع يمكن لكلمة أن تُشعل ثورته أو تعطيه الأمل.