ياسر أيوب
نقلا عن المصري اليوم
من نجاحاتنا القليلة والمؤكدة فى أعوامنا الأخيرة بكل ما فيها من عشوائية وفوضى وارتباك.. درجة الإتقان والحرفية التى بلغها البعض منا فى حروبهم الإعلامية.. وقد نكون تراجعنا وتخلفنا كثيرا وجدا عن العالم حولنا فى أمور ومجالات لا أول لها أو آخر، لكننا بقينا نزاحم على القمة فيما يخص استغلال الإعلام لتشويه وجه أو فكرة أو مشوار أو حكاية.. وعلى سبيل المثال تم بشكل رائع وغير مباشر ترويج عبارة قصيرة وتبدو عادية جدا تقول إن كرم كردى، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، يملك هو ونجله أشرف حصة فى شركة فيوتشر.. ولم يكن من قاموا بهذه الحرب يريدون أكثر من ترويج هذه العبارة القصيرة ونشرها وغرسها فى الذاكرة الجماعية بدون أى إضافات أو زيادات.. ثم يتركون الأمر بعد ذلك للإعلام والناس الذين سيتذكرون هذه العبارة حين يقرر كرم كردى، مثلا، مطالبة شركة بريزنتيشن بما عليها من مستحقات لاتحاد كرة القدم.. والتفسير الطبيعى وقتها سيصبح أن كرم كردى كأحد أصحاب شركة فيوتشر يهاجم شركة بريزنتيشن نتيجة للتنافس بين الشركتين فيما يخص مكاسب الكرة وصفقات البث التليفزيونى.. وهكذا يسقط تماما حق كرم كرى فى أى اعتراض أو احتجاج أو صراخ أو محاولات لكشف أى أخطاء أو خطايا.. ثم يمكن الاستناد لنفس تلك العبارة القصيرة أيضا حين يتحدث كرم كردى عن أى أوضاع فاسدة أو مرتبكة وأى مجاملات ومصالح داخل اتحاد الكرة.. فالرجل وفقا لهذه العبارة لا يحق له أى حديث عن فساد أو أخطاء لأنه فى النهاية يملك أسهما فى شركة تتعامل مع اتحاد الكرة بشكل مباشر، وهو أمر ضد القانون واللوائح وكل قواعد الشرف والشفافية والنزاهة والأخلاق.. كما تمنح هذه العبارة القصيرة أيضا الحق والفرصة لكل من يريد مهاجمة كرم كردى أو تصفية أى حسابات شخصية معه داخل وخارج اتحاد الكرة.. خاصة حين يريد كرم منصب نائب رئيس الاتحاد، أو يسأل عن مواصفات رؤساء لجان الاتحاد، ومن يسافر فى الرحلات والبعثات الخارجية.. وهكذا نجد أنفسنا أمام حرب بالغة الذكاء والقوة والقسوة أيضا.. وغالبا لن نعرف من الذى اخترع هذه العبارة وحرص على ترويجها ونشرها.. وليست بريزنتيشن بالضرورة وراء هذه العبارة أو هانى أبوريدة.. فكل مسؤول فى اتحاد الكرة له ألف عدو يريد تصفيته.. وهناك دائما من يجيدون هذه الحروب دون أن تظهر أسماؤهم وبصماتهم، ويبقون طوال الوقت خلف ألف ستار.. والمشكلة الوحيدة هنا أن هذه العبارة أصلاً غير حقيقية على الإطلاق.. فلا كرم كردى أو أشرف يملكان شيئا فى شركة فيوتشر.. ولم يهتم أحد بتقصى الحقيقة قبل أن يسهم فى ترويج كذبة وشائعة كأنها واقع ودليل وبرهان.. ولست هنا أدافع عن أحد أو أهاجم أحدا، لأنه حتى الذين كتبوا وتناقلوا هذه العبارة لا يعرفون حتى الآن أنها غير حقيقية.. إنما أتوقف فقط أمام هذه الحروب الإعلامية التى أصبحنا لا نجيد غيرها فى مصر.