حدثان وقعا لي في يوم واحد و كان من الضروري أن اربط بينهما بدون تفكير…
الحدث الأول و الذي استغرق اليوم بطولة هو ذهابي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب لحضور و مشاركة أكتر من 20 صديقا و أخا و إبنا من شعراء العامية فرحتهم بإصدار دوواينهم الأولي أو الثانية علي الأكثر
بالتأكيد كان يوما شديد البهجة و أقولها خجلا لأنه أتي بعد أن امتلأ القلب بحزن شديد جراء حادثة العريش البشعة التي راح فيها عدد كبير غير معروف تحديدا حتي الآن من شباب و رجال قواتنا المسلحة
و سبب البهجة لم يكن كم الإهداءات المكتوبة باسمي علي كل ديوان فقط و لكن للمحتوي شديد التميز الذي لمحته بنظرات خاطفة اثناء انتظاري لانتهاء حفلة توقيع و بدء فاعليات توقيع آخر
ما بين بدايات شعراء شباب مبهرين لا يجاوز عمرهم أوائل العشرينات إلي تمكّن و نضج آخرين في تجاربهم الثانية الي محاولات كثير من الشعراء لكسر قوالب الدوواين القديمة من حيث الأفكار أو حتي طرق العرض و التبويب و من اجتهد لعمل “برومو” لمنتجة الإبداعي الي من دعي اصدقاؤه فأتوه بالدفوف و الأغاني الفرحة و الابتسامات الصادقة المحبة أمضيت يوما من أجمل أيام العمر
عدت لغرفتي في الفندق (حيث أنني من سكان الاسكندرية) و في قلبي فرح بشعراء مصر الجدد الذين يحملون في عقولهم و علي اطراف اناملهم نهضة شعرية مصرية و في عقلي يقين أننا سوف نفتخربتلك النهضة الشعرية المصرية خلال سنوات قلائل
في الغرفة وعندما بدأت في تصفح تليفوني عائدا الي العالم الافتراضي الذي تناسيته تماما طوال اليوم فاجأني الحدث الثاني الذي هز يقيني المكتوب في المقطع السابق مع أنه خبر لطيف و يدعو الي المزيد من الفرحة
الخبر يقول: “بيت الشعــر” شعار جديد يعكس رؤيــة دبي الثقافية، مع صورة لمكان شديد التميز و الخصوصية (و ان كنا نملك مثله الكثير كبيت السحيمي و السناري و غيرهما) أما متن الخبر فيؤكد اهتمام مؤسسة سموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (نائب رئيس الدولة و رئيس مجلس الوزراء و حاكم دبي) بأن يكون بيت الشعر منارة لاحتضان وتنمية المواهب الشعرية واستضافة الشعراء من كل أقطار العالم ويضم مكتبة شاملة من الدواوين والمجموعات الشعرية والنقد والتراجم، واستوديو حديثاً ومكتبة سمعية وصوتية مع تجهيزات للتسجيل والنسخ. كما يستضيف البيت أمسيات شعرية ومعارض أدبية وفعاليات ثقافية متنوعة.
مرت أمامي دون أن أشعر صور الوجوة الجميله الفرحة لشعراء شباب مصريين كنت معهم منذ ساعات بذلوا مجهود مضني في كتابة و تجميع و عرض و نشر دوواينهم و لم يجدوا أدني مساندة يستحقونها كموهوبين سوي من محبيهم و متابعيهم و سمعت محمد منير من بعيد يدندن “أسكن بيوت الشعر؟ آه يمكن”
اقرأ أيضًا: