نقلًا عن “المصري اليوم”
بعد أيام قليلة سيصل منتخب غانا للإسكندرية ليواجه منتخب مصر فى استاد برج العرب فى مشوار تصفيات كأس العالم المقبلة بروسيا بعد عامين.. وأى حديث إعلامى أو جماهيرى جرى طيلة الأيام الكثيرة الماضية بشأن هذه المباراة.. بقى مقصورًا على توقعات نتيجتها واللاعبين الذين اختارهم كوبر، المدير الفنى لمنتخب مصر.. والتأكيد على أنه فى حال فوز مصر، فهذا يعنى أنها اجتازت نصف الطريق إلى موسكو وتحقيق الحلم الكروى المصرى المؤجّل منذ ست وعشرين سنة.. ولم يدر أى حديث على الإطلاق فوق أى شاشة تليفزيونية أو إلكترونية وأوراق أى صحيفة أو مجلة وفى أى مقهى أو مكتب أو شارع عن أفرام جرانت، المدرب الإسرائيلى لمنتخب غانا.. ولم يكن فى نيتى الكتابة عن هذا المدرب وعن جنسيته الإسرائيلية لأنه أمر لا يعنينى أو يعنى أى أحد حيث كل الناس لا يتعاملون معه أو يذكرون اسمه إلا فقط باعتباره من يقود منتخب غانا الذى يتنافس معنا على بطاقة وحيدة للتأهل للمونديال.. لكننى أكتب الآن بعد أن فوجئت بالإعلام فى إسرائيل يصرخ طيلة الأيام القليلة الماضية عن تهديدات كثيرة تنتظر أفرام جرانت فور وصوله إلى مصر.. إعلام إسرائيل قرر أن هناك مصريين سينتظرون جرانت للاعتداء عليه أو اختطافه فور خروجه من المطار.. وحكايات كثيرة جرى تداولها مؤخرًا فى المجتمع الإسرائيلى بشأن خطط وترتيبات إيذاء جرانت بسبب جنسيته الإسرائيلية.. وإذا كان من المفهوم أن يبالغ أو يكذب الإعلام الإسرائيلى أو يخترع قصصًا وحكايات لا أساس لها.. فإن المشكلة الحقيقية التى تستحق بالفعل التوقف والاهتمام والكتابة أيضًا هى الإعلام الغانى الذى سار فى نفس الطريق وراء الإعلام الإسرائيلى.. لدرجة أن يطلب الاتحاد الغانى من الاتحاد المصرى لكرة القدم مزيدًا من التأمين والحراسة لجرانت المهدد بالأذى والاعتداء عليه من الجماهير المصرية الغاضبة والرافضة لإسرائيل.. وأظن أن الاتحاد الغانى أرسل أكثر من رسالة مماثلة للاتحاد الأفريقى والفيفا أيضا.. وسيأتى المنتخب الغانى إلى مصر لا ليلعب فقط هذه المباراة الحاسمة فى تصفيات المونديال.. ولكنه سينتظر أيضًا أى اعتداء حقيقى أو زائف حتى تعلو الصرخات والمطالب بمعاقبة مصر المتعصبة والمتطرفة حتى لو كان العقاب هو إبعاد مصر عن تصفيات المونديال.. فقد يكون هذا السيناريو هو الأفضل لغانا لتتخلص من مصر، خاصة لو فازت مصر فى المباراة المقبلة وأصبحت تسبق غانا بخمس نقاط كاملة.. وأتخيل أن هذا الإلحاح الإعلامى، سواء فى إسرائيل أو غانا، سيكبر ويزداد كثيرًا غدًا وبعد غد على أمل وقوع الإعلام المصرى فى المصيدة وبدء التحريض الكروى والسياسى ضد أفرام جرانت.. وحتى ينسى المصريون أنها مباراة لكرة القدم وأنها ضد غانا وليست إسرائيل وأن القادم لمصر هو منتخب غانا وليس فريقًا إسرائيليًا سيلعب الكرة فى مصر.. وبذلك يكتمل السيناريو الغانى وتتحقق الرغبة الإسرائيلية أيضًا.. فإن كانت غانا تريد إبعاد مصر لتتأهل هى للمونديال.. فإن إسرائيل أيضًا تريد إبعاد مصر عن المونديال حتى لا يفرح المصريون.