أصدرت الشبكة العربية لإعلام الأزمات، بيانا حول مصادرة الأمن السوداني لعدد من الصحف أمس في الخرطوم، حيث قالت الشبكة إن السلطات الأمنية في السودان صادرت عدد الأحد الموافق 6/11/ 2016، من صحف الجريدة والتيار والوطن من المطبعة بعد الطبع، دون إبداء أي أسباب.
واعتبرت الشبكة في بيانها أن المصادرة خطوة قصد منها تكبيل الصحف خسائر مالية فادحة.
وقالت الشبكة إنّها إذ تدين وتستنكر بشد هذه الهجمة الشرسة على الحريات العامة والحريات الصحفية خاصة، فهي تعبر عن قلقها الزائد من التصعيد المتواصل من قبل جهاز الأمن باستهداف الصحف والصحفيين، مشيرة إلى أن عملية المصادرة تكررت وأصبح سلوك شبه يومي ولم يعد صدور الصحف هو الأساس بل استثناء في ظل هذا التعتيم الإعلامي الذي يمارسه جهاز الأمن، على حد وصف البيان.
وأضاف البيان:” لقد وضع جهاز الأمن الصحافة في مواجهة وتحدٍ خطير بعملية المصادرة هذه غير المبررة، وهذه الانتهاكات انعكست سلباً على الأداء المهني وجعلت من مهمة التحرير الصحفي مغامرة خطرة مجهولة المصير.
وتفشل كل محاولات الصحفيين في التعامل بمهنية أمام القمع المتواصل من قبل جهاز الأمن، إذ أن معظم الصحفيين لم يفلتوا من تهديدات ومضايقات جهاز الأمن وملاحقاته عبر الإستدعاء والتوقيف أمام القضاء ببلاغات كيدية، حتى صار السودان في مقدمة الدول التي تحاكم الصحفيين على قضايا النشر، لقد بلغ بجهاز الأمن السوداني ممارسة ضغوط على رؤساء تحرير الصحف لفصل وتشريد صحفيين بعينهم رفضوا الإنصياع والإنكسار لقراراته وإنحازوا للمهنة”.
وتابع:” إنّ عملية المصادرة بعد الطبع صارت سلوكاً إعتيادياً يمارسه جهاز الأمن في محاولة يائسة لتكميم الإفواه في ظل ثورة المعلومات التي تجاوزت الحدود بين الدول وتعدد مواقع التواصل الإجتماعي، وهي أيضاً محاولات هدف من ورائها تكبيد الصحف خسائر مالية فادحة، في الوقت الذي تعاني فيه الصحف من مديونيات بسبب إرتفاع تكاليف الطباعة وضعف العائد من التوزيع مع حصر الإعلان لصحف بعينها، كل ذلك في ظل وضع إقتصادي متردي، حتى إضطرت بعض الصحف للإغلاق وأخرى مهددة بينما أصبحت المهنة طاردة.”
وكشف البيان إنه في شهر أكتوبر المنصرم صادر جهاز الأمن عدد (الاثنين 3 أكتوبر 2016 ) من صحيفة (الصيحة)، عدد (الثلاثاء 4 أكتوبر 2016) من صحيفة (الجريدة)، (الأحد 9 أكتوبر 2016) عدد صحيفة الوطن، عدد (الثلاثاء 18 أكتوبر 2016) من صحيفة (الجريدة).
كما سبق وأن صادرت السلطات السودانية عن طريق المصنفات الأدبية وهي مؤسسة تعمل بأوامر جهاز ألأمن، بعض المؤلفات من معرض الخرطوم الدولي للكتاب في أكتوبر الماضي، حيث صادرت سلطات في يوم (الخميس 20 أكتوبر 2016) رواية “الحب في زمن الكوليرا” ، للكاتب العالمي “غابرييل غارسيا ماركيز”، وهي رواية متداولة منذ سنوات في السودان ولم يكن هنالك مبرراً لمصادرتها، كما صادرت رواية (الجنازير المقدَّسة)، للكاتب السوداني (عبدالله الأسد).