رباب طلعت
شهدت سماء الفن خلال الأزمنة المختلفة عدداً من النجمات اللاتي تألقن بأدوارهن، إلا أنهن اختفين فجأة دون سابق إنذار، مخلفين ورائهن أثاراً فنية تخلدت في ذاكرة المشاهدين، ومنهن الفنانة صفاء السبع ابنة الفنان الراحل محمد السبع.
ولدت صفاء في الـ24 من أكتوبر للعام 1957م، وولد معها حبها للفن بالوراثة، فهي ابنة فنان كبير اعتادت على رؤيته على شاشة التليفزيون بجوار فناني الزمن الجميل، وزاد شغفها بالتمثيل إلى أن قررت أن تلتحق بمعهد الفنون المسرحية، لتطل علينا بملامحها الرقيقة وجمالها الهادئ، بأدوار متنوعة، ظلت عالقة في ذاكرة الكثيرين.
بدأت صفاء السبع نجوميتها في سن مبكرة، بتقديم خمسة سهرات تلفزيونية هي “أوتو ستوب”، و”حساب قديم”، و”زهور الحقد”، و”دعوة إلى الله”، و”ضمائر لا تموت”، تبعتها بـ (42) عملا فنيا، هم حصيلة مشاركاتها الفنية، ما بين سينما وتليفزيون.
تألقت السبع في الدراما التلفزيونية والتي كان أبرزها دور “مونيكا” الفتاة الإسرائيلية، في مسلسل “رأفت الهجان” مع الفنان الكبير “محمود عبد العزيز”، وعدة أدوار أخرى منها “آسف لا يوجد حل” و”البراري والحامول” و”الحفار” و”كوم الدكة”.
وشاركت صفاء في عدة أعمال سينمائية في الثمانينات أبرزها دور “وفاء” في فيلم “سواق الأتوبيس” للفنانان نور الشريف، وعماد حمدي والمخرج عاطف الطيب، وكذلك دورها في فيلم “نص أرنب” من إخراج محمد خان، وبطولة الفنانان محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني.
فيما شاركت مع عدد كبير من الفنانين في أعمال سينمائية متنوعة خلال أعوام تمثيلها القليلة أبرزها “الوحل”، و”نساء خلف القطبان”، و”تحت التهديد”، و”لمن يبتسم القمر”.
وبالرغم من بزوغ نجم صفاء السبع في سماء الفن، خلال فترة السبعينات والثمانينات، إلى أنها وبشكل مفاجئ قررت الاعتزال والابتعاد عن الفن نهائياً وعن الأضواء تماماً، بعد زواجها من ضابط شرطة، وإنجابها لفتاة وحيدة أسمتها “عبير”.
ولم تظهر السبع على شاشات التلفزيون، بعد قرار اعتزالها ولم يذكر اسمها في الصحف إلا في تصريح لها عام (2007)، بعد وفاة والدها الفنان الراحل محمد السبع، متأثراً بإصابته بالسرطان الذي أنهكه طيلة شهرين كاملين، ونعته صفاء باعتبارها كبرى بناته قائلة: “فقدت أحن قلب في الدنيا.. كان نعم الأب.. تربينا معه على الدين وتعاليمه الصحيحة وقد ظهر الالتزام في كل أعماله التي قدمها سواء دينية وتاريخية وفي الأدعية المسجلة بصوته بالإذاعة والتليفزيون.. وقد تمتع بحب الجميع وكان آخر كلامه لنا أن يظل الحب والمودة بيننا وألا ننقطع عن ذكر الله لأنه خشي الله في كل أعماله”.