بولا وجيه يكتب: هو الباشا أمريكاني؟؟

 

وجدت متابعة المصريين للانتخابات الأمريكية وما يحدث بها ربما يفوق متابعة الشعب الأمريكي نفسه للانتخابات!، لا أدري لماذا الصراحة؟!، هل كنوع من التدخل في شئون الغير؟!، هل لأن أصول أغلبنا أجنبية ونحن لا نعلم!، ولكن للصراحة، متابعة المصريين للانتخابات أثارت في نفسي نوع من الهيستريا المضحكة.

ولم تتوقف مع متابعة الانتخابات فحسب!، لا استمرت مع أراءهم في نتيجة الانتخابات، وخصوصاً لانقسامهم لنصفين، نصف فرح فرحاً شديداً لفوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وحزن النصف الأخر حزناً شديداً لعدم وصول مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون، مما جعل نفسي تسأل سؤالاً واحداً منذ إعلان النتيجة ومن الممكن أن السؤال مازال يطرح حتى الآن وأنت تقرأ يا عزيزي القارئ هذا المقال، وهو “هو الباشا من كاليفورنيا المصيف ولا البلد؟!”.

لماذا صار الشعب المصري مهتم بتلك الطريقة بهذه الانتخابات؟!، ولماذا فرحوا جداً بخسارة هيلاري كلينتون وفوز ترامب والعكس أيضاً؟؟، ولماذا أيضاً شعرت أن لم ينقص اهتمامهم بتلك الانتخابات سوى أن يطالبوا الفنان في حالة فوز ترامب أن يسجل أغنية مثل تسلم الأيادي!

وبالطبع سيقول البعض لماذا أنا متحامل على من يتابعوا الانتخابات والوضع الأمريكي وكأنني لست من ذلك الشعب، ولكن للصراحة انا متعجب من تلك الحالة الغريبة التي بها المصريون، فبعضهم من مَن يعارض وصول ترامب للحكم، يعارضه لأنه قال سيمنع دخول المسلمين لأمريكا في حالة وصوله لأمريكا!، وهذا ما يجعلني أريد أن أسال من يؤيد تلك الفكرة: “هو أنت كنت متعود تقضي الـ Week End خميس وجمعة هناك وترجع السبت ولا ايه؟؟”، ومن المعروف أن ليس أي شخص يأخذ التأشيرة أو الفيزا للدخول للولايات المتحدة بسهولة، فلماذا الحزن إذاً!، فأنت في كل الحالات لن تدخل أمريكا!، فكن مرحاً وبالبلدي “متاخدش الأمور على صدرك”.

أما عن من كان يتمنى وصول كلينتون للحكم فهو أشفق عليه أكثر بكثير من مؤيد ترامب، فهو كان يظن أن كلينتون ستكون الأفضل لأنها لم تهاجم أي فصيل أو جماعة أو أي مجموعة من البشر مثلما كان يفعل ترامب في أحاديثه دائماً، ولكن إحقاقاً للحق، أنا أري أن ترامب كان يفعل هكذا لصراحته المتناهية، على عكس كلينتون، ترامب ربما يصفه البعض بالمجنون لأنه يتحدث بكل تلقائية وبدون وضع أي حساب لأي كلمة، ولكن هذا ما جعل أغلب من أنتخبه أنتخبه فعلاً، لأنه لم يعمل علي تزيين كلماته أو المحاولة في مثلما نقول في مصر “الضحك على الذقون” ولكن كان المهم عنده أن يبقى صريحاً أمام الكل.

لذلك لا داعِ في أن نفكر في أي من كلينتون أو ترامب سيكون الأفضل لأمريكا، ولكن دعونا نفكر، في هل ستكون هناك مظاهرات اليوم في مصر بما أنه 11 نوفمبر أم لا!