كيف فشلت حسابات الإخوان في إحياء ١١-١١؟

فاتن الوكيل

الحديث عن أي فاعلية تدعو لها جماعة الإخوان في الشارع، دائما ما ينتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتناوله إما بالنقد أو التأييد أو السخرية في أحيان كثيرة، وهو ما حدث مع دعوة التظاهر اليوم 11-11، هذه الدعوة التي لم يُعلن عنها أحد، حتى دعت الجماعة لها رسميًا عبر موقعها، وأعلنت بصراحة المشاركة فيه.

بعد طول انتظار وترقب، ها نحن في يوم الجمعة الموافق 11 نوفمبر، والذي أسمته الجماعة “ثورة الغلابة”، حيث بدأت قنوات ومواقع الإخوان مثل الجزيرة ورصد والشرق ومكملين، منذ موعد صلاة الجمعة، في بث أخبار عن الثورة التي ملأت الميادين، والبلد التي تشتعل، ومع مرور الوقت، تحولت النبرة إلى ضرورة “فتح الميادين”، والتركيز على الأعداد القليلة التي شاركت في أماكن اعتدنا سماعها في النشرات، مثل حوش عيسى وناهيا والطالبية، مع بعض الاشتباكات وحالات الاعتقال، إذا ليس هناك جديد.

الإخوان والحسابات المؤيدة لهم على مواقع التواصل مثل “تويتر” وفيسبوك”، تحولوا من مرحلة الإنكار، إلى محاولة تزييف بعض الصور والتغريدات، لإيهام المتابع بأن “الدنيا والعة”، بنشر صور قديمة من تظاهرات ثورة 25 يناير.

ب

بالرغم من حدوث بعض الاشتباكات في محافظات مثل الجيزة والاسكندرية، لكنها كانت محدودة نظرا لقلة العدد، فكان من السهل تفريقهم، لكن حسابات الإخوان ضخمت الحدث وزيفته بفيديوهات قديمة، وادعت أن مدرعات الجيش تجوب الميادين لتفريق الآلاف الذين شاركوا في الثورة، حتى مع عدم تحديد المكان بدقة.

ب

المبالغة هي السمة الواضحة من حسابات الإخوان اليوم، في محاولة لدفع المتابعين إلى “النزول” والمشاركة، فخروج مظاهرة في الإسكندرية -إن صحت الصور- التي نشرتها إحدى المغردات المؤيدات للتظاهر، جعلتها تكتب أن “ثوار عزبة سعد يهزون أرجاء المنطقة”. لكن بالطبع هذا الأسلوب يفشل دائما في الحشد، لأن أرض الواقع أمر آخر، والمواطن لم يعد يُصدق كل ما يُنشر على السوشيال ميديا.

ت

بعض الحسابات حاولت الحشد، عن طريق نشر أخبار عشية “ثورة الغلابة” كما سُميت، بنشر تغريدات وهمية عن خروج تظاهرات كبيرة ليلة 11 نوفمبر، وحدوث اشتباكات، مع قوات الأمن في الإسكندرية على سبيل المثال. هذه التغريدات حاولت اللعب على “شهامة” الشارع المصري. بالاعتقاد أن نشر أخبارًا وهمية عن اشتباكات مع الشرطة ستدفع الشارع إلى التحرك لنجدتهم.

ت

تغريدة أخرى تتجلى فيها ما نتحدث عنه، من أن المبالغة والأخبار غير الصحيحة التي يتم ترويجها لم تدفع المتابعين إلى المشاركة في اليوم، مثل من نشر صورًا غير واضحة، على أن هناك المئات في محيط مسجد القائد إبراهيم يتظاهرون ضد النظام، والجميع يعلم الآن أن هذه المنطقة أصبحت مركزًا لتظاهرات مؤيدة للنظام والرئيس السيسي منذ فترة طويلة.

ا

القوقعة التي عاشت فيها حسابات الإخوان اليوم، والتي أظهرت فشل الجماعة على السوشيال ميديا في الحشد لليوم، لم تكن فقط من “مُحبين” ولكنها تجسدت في حسابات رسمية، لقنوات مثل “الجزيرة” و”مكملين”، الذين بالغوا كثيرا في صيغة الأخبار، التي نقلت أن الأوضاع في الشارع ملتهبة، وأن “الكتلة الحرجة” هي التي نزلت اليوم إلى الشارع، كما وجهت قناة الجزيرة عبر حسابها على تويتر سؤالا إلى نظام الرئيس السيسي حول “هل سيستجيب لثورة الغلابة؟”. وكأن هذه الثورة قائمة بالفعل في الشارع.

ww

mmnhj

%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-7

ب

الحقيقة أن ما لا يتعلمه أعضاء الإخوان، أو المؤيدين لهم، خاصة على السوشيال ميديا، هو أن أدائهم المُضلل والمبالغ فيه، على السوشيال ميديا، لم يعد يُقنع أحد، بل ويدفع الكثيرين إما إلى السخرية منهم، وبالتالي خلق حالة عامة على مواقع السوشيال ميديا تسخر من الجماعة بشكل لاذع، أو تجعل البعض الآخر يُحبط من جدوى النزول إلى الشارع، طالما ستحاول الجماعة “كعادتها” سرقة هذا الحدث لصالحها.