رباب طلعت
تتأرجح نجومية الفنانين صعوداً ونزولاً، حسب ظهورهم على شاشات التلفزيون، وقوة تأثير أعمالهم الفنية، أما إذا ارتبطت تلك الأعمال بالطفولة فإنها تصمد في الذاكرة، تأبى النسيان، مهما طال اختفائهم، وهو ما نجحت فيه الفنانة المعتزلة مي عبد النبي.
لمع نجم الممثلة الشابة، مي عبد النبي كريمة الفنان والمؤلف حسين عبد النبي في أواخر السبعينات، بعد تقديمها العمل التلفزيوني الثاني لها “لا يا ابنتي العزيزة” مع الراحل عبد المنعم مدبولي، والذي قدمت فيه دور “زينب”، عام (1979) بعد دورها الأول في مسلسل “أيها الحب لا تهجرني” مع الفنانين حسن عابدين، ويوسف شعبان، وأمينة رزق وسميحة أيوب، والذي ناقشت فيه قضية “غادة”، الفتاة التي أحرقت شقيقتها لصراع بينهما، عام (1978).
قدمت مي عبد النبي، خلال حياتها الفنية القصيرة ما يقارب الـ(58)، عملاً فنياً ما بين مسرح، وتلفزيون، ورسوم متحركة، وبرامج أطفال، وأفلام سينمائية، وتمثيليات إذاعية، مقسمة على فترات مختلفة، كان بدايتها في أواخر السبعينات، وحتى عام (1981)، ومن ثم انقطعت عن التمثيل بعد مسلسلها “الفتوحات الإسلامية” لتعود عام (1987) في دور “مريم” في مسلسل “بين القصرين”، وتستمر في التمثيل بشكل منتظم حتى العام (2001)، الذي شاركت فيه بمسلسل “حمزة وبناته الخمسة” ليتقلص ظهورها على مسلسلين فقط “المرأة في الإسلام” عام (2003)، و”أمير الشرق عثمان دقنة” عام (2007)، لتختفي تماماً عن الظهور من بعده، إلا في مشاركة صوتية واحدة في مسلسل إذاعي بعنوان “أين حقي” عام (2010).
وبالرغم من أن إرث “عبد النبي” الفني، تنوع ما بين تلفزيون ومسرح وإذاعة، إلا أن بصمتها الحقيقية كانت في نفوس الأطفال في ذلك الوقت، والتي لم تغب عن ذاكرتهم لليوم بسبب تقديمها للعديد من أغاني الأطفال وأشهرها “عد صوابعك كام” و”احنا عرايس” وكذلك برنامجها الشهير في الثمانينات “كان جدو نونو” والذي قدمته مع الفنان “محمود القلعاوي”، وسلسلة الرسوم المتحركة الأشهر حينها “المغامرون الخمسة” التي شاركت فيه بصوتها، وعملت على إخراج جزئه الأخير عام (2004)، بجانب المراجعة الدرامية للسلسلة المكونة من أربعة أجزاء.
وجاء اختفاء “مي” مفاجئاً تماماً ودون سابق إنذار منذ عام (2007)، بعد قرار اعتزالها للفن تماماً، وارتدائها للحجاب، لتظهر بعد ذلك في (2011)، على المواقع الإخبارية، في صور زفاف كريمتها “ميار” ابنة طليقها الكابتن مصطفى يونس المدير الفني السابق لمنتخب الشباب، ولاعب كرة القدم الدولي الشهير، والذي تزوجته بعد لقائهما الأول في إحدى المناسبات الاجتماعية، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، وانفصلا بعد عشرة أعوام بهدوء ودون الإعلان عن أية أسباب.
وظهرت مي عبد النبي بعد ذلك في إحدى حلقات برنامج “بيت العيلة” في لقاء قصير مع الإعلامية نجوى إبراهيم، في نوفمبر (2015) لتكشف عن تفرغها التام لـ”الأطفال” كما وصفتهم، وأوضحت أنهما نوعان من الأطفال أولهم أعضاء فرقة “تحت 18” التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، والذي كلفها به الفنان هشام عطوة رئيس البيت، منذ عدة سنوات، لتقوم بتعليم الأطفال الرقص والغناء وتستنبط منهم مواهبهم الفنية المتعددة، وثانيهم أحفادها، مشيرة أنها تمارس معهم نفس الدور بجانب تربيتهم، مؤكدة أنها مكتفية بتلك المتعة فقط في هذا الوقت.
نرشح لك: أين اختفى هؤلاء؟.. صفاء السبع (1)