أصدر المخرج الشاب تامر السعيد، مخرج فيلم “آخر أيام المدينة”، بيانًا صحفيًا، السبت، تعليقًا على الأزمة المُثارة بسبب استبعاد فيلمه من المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ38، حيث أعلن عن القرار الذي اتخذه صناع “أخر أيام المدينة” بعد رفض عرض الفيلم في فعاليات المهرجان، وإلى نص البيان.
“على مدار الأسابيع الماضية بذلنا كصناع فيلم “آخر أيام المدينة” محاولات مضنية لإقناع إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بالتراجع عن قرارها باستبعاد الفيلم من المهرجان. بذلنا هذه المحاولات دفاعاً عن حقنا ومسئوليتنا تجاه كل الأصوات التي دافعت عن حق جمهور المهرجان في مصر أن يرى الفيلم. التزمنا خلال هذه الأسابيع بأن نخوض هذه المعركة بشرف وباحترام لإدارة المهرجان محاولين أن نبقي خلافنا معها موضوعياً وأن نرد بدقة على كل نقطة استخدمتها لتبرير موقفها. في ذات الوقت تصر ادارة المهرجان أن تتجاهل الإجابة على تساؤلاتنا المرة بعد الأخرى.
على شاشة فضائية سي بي سي – بتاريخ 1 نوفمبر 2016 – أعلنت رئيسة المهرجان أن ادارته ستجتمع مع اللجنة الاستشارية لدراسة موقف الفيلم وأنها ستعلن موقفها بعد ذلك. ومنذ يومين اكتشفنا بالصدفة أنها أصدرت بياناً بالإنجليزية فقط تؤكد فيه أن قرارها باستبعاد الفيلم نهائي ولن يتم التراجع عنه في تجاهل كامل ومتعمد لوسائل الاعلام المصرية والعربية التي أثارت القضية. ويحق لنا أن نتساءل لماذا لم يتم نشر البيان بالعربية ومتى ستتعامل إدارة المهرجان بجدية مع الوعود التي تقطعها على نفسها؟
في بيانها باللغة الإنجليزية تتهمنا إدارة المهرجان بعدم احترام المهرجان وبمهاجمة اختيارات إدارته الفنية وبمحاولة الإساءة لسمعة المهرجان في مصر وحول العالم عن طريق نشر أكاذيب ومغالطات. ونحن نرفض كل هذه الاتهامات ونجدها طريقة غير مهنية للتغطية على كل الأخطاء التي ارتكبتها هذه الإدارة.
أدارة مهرجان القاهرة ترى أن عرض الفيلم في مسابقته الرسمية يسيء لسمعة المهرجان لأن الفيلم عرض في مهرجانات دولية عديدة لكن هذه الادارة لا ترى الحقائق الخمس التالية التي تهدم منطقها تماماً:
1- أفلام آخرى في المسابقة الرسمية هذا العام عرضت في العديد من المهرجانات الدولية بل و في المنطقة العربيه ولم يتم استبعادها من المسابقة كما حدث مع فيلمنا الذي استبعد من برنامج المهرجان بالكامل.
2- لائحة مهرجان القاهرة حسب موقعهم الرسمي تشترط لأفلام المسابقة فقط عرض أول في مصر. لا تشترط عرض عالمي أول أو عرض أقليمي أول. الفيلم لم يخالف أي من شروط اللائحة بل واحترم الاتفاق الأضافي مع الادارة باعطاء المهرجان العرض العربي الأول.
3- عندما أختارت إدارة المهرجان “آخر أيام المدينة” للمسابقة الرسمية كان بالفعل قد عرض في 19 مهرجان دولي وكانت الإدارة تعلم ذلك وتعلم أنه مدعو إلى مهرجانات آخرى قبل القاهرة. التزمنا بالاتفاق الوحيد مع الادارة بالإعتذار عن قبول دعوات من المهرجانات العربية والمحلية الآخرى حتى يكون العرض العربي الأول في القاهرة ومع ذلك استبعد الفيلم من المهرجان. إذا كانت الادارة أخطأت من البداية باختيار الفيلم كما أعلنت أكثر من مرة فلماذا يدفع الفيلم ثمن أخطاءها وينتهي الأمر بأن لا يعرض الفيلم في أي مهرجان في المنطقة العربية التي تمثل جمهوره الأساسي؟
4- تتهم إدارة المهرجان فريق الفيلم بنشر الأكاذيب والمغالطات وتعلن في بيانها ـ بالإنجليزية ـ أن الفيلم شارك في 60 مهرجان دولي قبل مهرجان القاهرة وهي معلومة غير صحيحة يستطيع أي مستخدم للانترنت أن يتأكد من عدم صحتها، بينما الحقيقة أن الفيلم مدعو إجمالاً إلى حوالى 60 مهرجان حتى مايو القادم وما يقرب من نصف هذه المهرجانات سوف يعقد بعد مهرجان القاهرة.
5- تدعي الإدارة في بيانها بالإنجليزية أن سبب الاستبعاد هو رغبتها أن تكون منصفة مع فيلم “يوم للستات” للمخرجة كاملة أبو ذكري وهو فيلم الإفتتاح المصري المشارك في المسابقة. نحن نؤكد على احترامنا الكامل لهذا الفيلم ومخرجته ونرفض محاولات ادارة المهرجان لوضعنا في مواجهة معها لكن الحقيقة التي تعرفها الادارة جيداً أن كاملة أبو ذكري قد وقعت بنفسها على بيان المطالبة بعودة الفيلم لمسابقة المهرجان. وأين هو الإنصاف فى أن يعامل الفيلمين المصريين بمقاييس مختلفة عن تلك المطبَقة على الأفلام الأجنبية المشاركة في المهرجان؟ وكيف يعد هذا التمييز وسيلة لدعم أو إنصاف الأفلام المحلية؟
بناءاً على ما سبق فإن استنتاجنا الأخير هو أحد أمرين؛ إما أن ادارة المهرجان تطبق معايير مزدوجة بشكل واضح وصريح على حساب فيلم “آخر ايام المدينة”، أو أن هناك سببًا آخر غير معلن للاستبعاد لا تفصح الادارة عنه. إن اصرار ادارة المهرجان على استبعاد الفيلم بدون ذكر أسباب عادلة أو منطقية أدي إلى فتح باب التساؤلات عن للأسباب الحقيقية وراء القرار، وما إذا كان قد مورس عليها أي ضغوط لتستبعد الفيلم؟ هذا ليس رأينا وحدنا بل هو رأي كثيرين ومنهم من هو قريب من المهرجان نفسه. وألا ترى الإدارة أنها بهذا الاصرار قد فتحت باباً لهذه التساؤلات التي تسيء لسمعة المهرجان!!
نحن لا نفهم كيف أسأنا لسمعة المهرجان عندما طالبنا ادارته بالتزام الشفافية واحترام اتفاقاتها. ادارة المهرجان هي التي استبعدت الفيلم ولم تبرر قرارها بأي منطق مقنع. هذا ليس رأي صناع الفيلم فقط إنما رأي 1200 توقيع ادانت قرار الادارة من خلال بيانين أحدهما محلي والآخر دولي. 1200 توقيع تصر الادارة على تجاهلهم يضمون بينهم أسماء أعمدة المشهد السينمائي في مصر وشباب السينمائيين وكبار صناع السينما في العالم ومنهم من كرمه المهرجان في دورات سابقة ومنهم من تشارك أفلامه في دورة هذا العام. 1200 توقيع يضمون بينهم مديرين ومبرمجين في مهرجانات دولية بعضها في قائمة الاتحاد الدولي للمنتجين التي يستخدمها المهرجان للدفاع عن قراره باستبعاد الفيلم. 1200 توقيع يضمون بينهم ممثلين ومنتجين وكتاب وفنانين ونقاد وصحفيين وعشاق للسينما من مصر ومن 56 دولة في العالم (أدناه قائمة تضم بعض الأسماء التي وقعت على بيانات المطالبة
الآن ومع شكرنا العميق لكل من دعمنا في هذه القضية ومن منطلق احترامنا لهم جميعاً فإننا نعلن أنه لم يعد لدينا أي رغبة في الاستمرار في محاولة عرض الفيلم بالمهرجان في ظل إدارة لا تحترم اتفاقاتها ولا تمارس عملها بمهنية ولا تلتزم حتى بوعود قطعتها أمام الملايين على شاشات التليفزيون.
هذا ونحتفظ بحقنا في اتخاذ الخطوات القانونية تجاه ادارة المهرجان حتى تتحمل مسئوليتها عن الأضرار المادية والأدبية التي أصابت الفيلم بسبب قرار استبعاده من المهرجان.
نهاية لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر لكل من دعمنا في هذه القضية وكل من استقطع لحظة من يومه ليساندنا. والشكر أيضاً لكل الكتاب والصحفيين والإعلاميين الذين كتبوا وخصصوا برامج لمناقشة وقائع قضيتنا. كما أن امتناننا عميق لكل المهرجانات الدولية التي ارسلت خطاباً لإدارة مهرجان القاهرة تطالبها بالتراجع عن قرارها باستبعاد الفيلم. ستبقى كلماتكم جميعاً“