أحمد حسين صوان
الحُلم في حد ذاته أمرًا سهلًا، لكن الصعب يُكمن في تحقيقه، خاصة وإن كان هذا الحُلم يرتبط بمجال يصعب الوصول إليه، إلا من خلال موهبة تفرض نفسها على الجميع، حيث أن الفنان الراحل محمود عبد العزيز، أحد النماذج الذي استطاع أن يستحوذ على مساحة من ذاكرة الكثير، من متابعي الفن ومحبيه، بسبب إيمانه بالفن، واتقانه فن اختيار الأدوار، وامتلاكه للشجاعة التي تمكنه الاعتراف بالخطأ حين يخطئ.
لم يصعد محمود عبد العزيز نحو سلالم المجد، بسهولة ويسر، فقد واجه صعوبات بالغة، بسبب الضبابية التي غلفت حلمه، خاصة وإنه كان هدفه التمثيل منذ صغره، إذ إنه كان لا يعرف من أي نقطة يبدأ نحو مسار حلمه، فكان للفنان الراحل نصيب وافر من الحظ، حيث إن رجال آمنوا بموهبته، وكان لهم الدور الأبرز في دخوله باب “التمثيل” والنجومية.
يرصد إعلام دوت أورج أبرز 5 رجال رسموا حياة الراحل محمود عبد العزيز فنيًا:-
محمود عبد العزيز
كان “الساحر” مشهورًا بين طلاب مدرسته في الإسكندرية، ومحبوبًا بين مدرسيه، وذات مرة، كان المشرف على فرقة التمثيل بالمدرسة، ويدعى “محمود عبد العزيز” أيضًا، يستعد لاختيار فريق العمل لمسرحية جديدة، فاختار الفنان محمود عبد العزيز، حيث كان مؤمنًا بموهبته، فقام بدور “الشيطان”، الأمر الذي ساهم في شهرته بالتمثيل، وتعرّف على عدد من المخرجين في ذلك الوقت، بينهم محمد الدسوقي، وعثمان محمد على، إلى أن بات حمله يكبر مع تقدمه في سنوات الدراسة، ودخل كلية الزراعة والتحق بالفريق المسرحي الخاص بالجامعة.
كرم النجار
عقب الانتهاء من دراسته الجامعية، أراد أن يبدأ في تحقيق حلمه الذي يرافقه منذ صغره، لكن لم يعرف من أي نقطة يبدأ، حتى وجهه المخرج كرم النجار، بأن يسافر إلى القاهرة، لإيجاد فرصة تمثيلية، فاستجاب على الفور لتلك الدعوة، إلا أنه والده واجه ذلك الأمر بالرفض في البداية، لأنه يرفض دخول ابنه ذلك المجال، حتى استجاب في النهاية، باعثًا له رسالة “أنت اخترت الطريق الصعب، فالفن رسالة، ولو مش فاهم يعني إيه رسالة، يبقى على الأقل تكون حاسس إنه لازم تقدّم عمل وفن جيد”.
محمد فاضل
توجه محمود عبد العزيز، إلى القاهرة، وذهب إلى المخرج محمد فاضل، ليبدي رغبته في التمثيل، والمشاركة في أي عمل فني، لتكون البذرة الأولى في تحقيق حلمه، إلا أن “فاضل” قاله له “تمثيل إيه؟”، حتى اقنعه بالهجرة خارج مصر، فسافر إلى فينيا، وعمل “بائع صحف” أمام دار الأوبرا هناك، الأمر الذي لم يستمر ثمانٍ أشهر، فعاد إلى القاهرة مجددًا بسبب حلمه الذي يصارعه إما أن يحققه أو يتركه.
نور الدمرداش
بعد أن عاد إلى القاهرة، تعرّف على المخرج الراحل نور الدمرادش، الذي كان مؤمنًا بقدراته وموهبته، وعرض عليه بالعمل في التليفزيون، والمشاركة في مسلسل “كلاب حراسة” مع الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، والقيام بدور ضابط مخابرات إسرائيلي، الأمر الذي قابله الفنان الراحل بالإيجاب على الفور، حيث أن هذا أول عمل فني له، وقيده في التليفزيون “كومبارس متكلم” بمبلغ 4 جنيهات في الحلقة، وقال المخرج له نصًا، :”محمود.. عندنا في التليفزيون 5770 ممثلًا وممثلة.. وأنا مش عاوزك تكون الرقم 5771 أبدًا”، وكان ذلك في عام 1973، حتى شارك في مسلسل “الدوامة” عام 1974، وكان من إخراج “الدمرداش”، حيث حقق نجاحًا كبيرًا.
رمسيس نجيب
بعد مرور فترة ليست بالطويلة، من تاريخه، وفي أثناء عودته إلى محل سكنه في القاهرة، وجد ورقة مكتوب عليها “مقابلة مع الأستاذ المنتج رمسيس نجيب 9.30 صباحًا”، حيث كان قبل ذلك، يتمنى مقابلته، فهو كان يُعد أكبر منتج في مصر، وتعاقد معه على العمل في فيلم “حتى آخر العمر” مقابل 400 جنيهًا.
ومن هنا بدأ الفنان الراحل محمود عبد العزيز، تحقيق حلمه، والانطلاق نحو سلالم المجد، وبدأ المنتجين يتعاقدون معه لتقديم أعمال فنية وسينمائية.