جمال الوصيف : اختراق الأمن القومي عبر مواقع التواصل

شكراً لقد تم تسجيلكم بنجاح، رسالة تجدها عندما تسعى للتسجيل في أحد مواقع التواصل الاجتماعي أو موقع إلكتروني، فمنذ أن نشأت وانتشرت مواقع التواصل الاجتماعي في بدايتها كانت غريبة، لم يرتادها سوى الشباب النشطين عبر المواقع أو البرامج للتعرف على الشباب والفتيات، فكان الهدف الأساسي هو التعرف على أصدقاء جدد وخاصة من قبل الشباب للتعرف على فتيات من أي مكان وأي دولة …

فمنذ عام ٢٠٠٩ ازداد الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي وبدأت المواقع الإخبارية في الانتشار فقد كان في تلك الأوقات انتشاراً واسعاً للمنتديات، فكان أغلب تواجد الشباب عبر مواقع الدردشة والمنتديات …

وكما ذكرنا أعلاه أنه كان الهدف الرئيسي هو التعارف بنسبة كبيرة جداً تصل إلى ٩٥٪ من المشاركين، والنسبة الأخرى كانت تسعى لنشر كتاباتهم وبرامجهم وتسويق منتجاتهم وأمور أخرى ..

في هذه الأوقات كان هناك من يستخدم ويستغل هذا النشاط والرغبة في التعارف واستخدامها كنقطة ضعف لدينا كعرب عامة وكمصريين خاصة، وازدادت حملات التسويق لتلك المواقع توالت وراء الأخرى التي منها الفيس بوك وتويتر ولينكد إن …

هذه المواقع في حد ذاتها تعد اختراقاً للأمن القومي للدول لأنها تكشف بكل وضوح ميول ورغبات الدول، أنماط تفكيرهم، مشكلاتهم وكل شيء يكون ظاهراً لأجهزة مخابرات تسعى لجمع معلومات عن أعدائها ومنافسيها، وبالتالي أخذت تلك الأجهزة هذه الثغرات في مواقع التواصل وجعلتها وسيلة للوصول لأهدافها في جمع المعلومات ومحاربة الدول والمشاركة في تفتيتها بأساليب الحرب الإلكترونية (التحكم عن بعد).

والجدير بالذكر أن ذلك يتم عن طريق عدة طرق، فما كان بالأمس القريب صعب تحقيقه إلا باستخدام الجواسيس في الميدان وأرض الواقع، أصبح الجاسوس إلكترونياً والمعلومات متوفرة، إما عن طريق التحليل لما يدور وربط الأحداث بعضها ببعض، وإما عن طريق جلب المعلومات مباشرة من أشخاص عن طريق طرق ملتوية قد تكون في شكل تحقيقات صحافية أو أخبار أو دردشة ما بين الأصدقاء … إلخ .

عزيزي القارئ دعني أفكر معك في ذلك، فكيف استغلت تلك الأجهزة الدولية نقاط الضعف لدى كل شعب في تفتيته وإثارته ونشر الفوضى فيه، ففي سوريا الانقسام الداخلي إلى سنة وشيعة ومسيحيين وعلويين ودروز… إلخ؟ وفي ليبيا لعبوا على الحرية وغيرها على الرغم من وجود ما يكفيهم من أموال كان يوفرها القذافي لهم، وفي مصر عيش حرية عدالة اجتماعية شعارات كانت منتشرة في مظاهرات الدول الأخرى بما فيها مصر، وانتشر بثورة ٢٥ يناير التي تنحى بعدها مبارك، وانتشرت الفوضى بعدها في البلاد، وفي العراق ادعوا وجود سلاح دمار شامل (النووي) ودخلوا ودمروها، وفلسطين الحرب فيها قائمة مع الإسرائيليين واستغلوا الانقسام الداخلي بين حماس والقسام ليستمروا في الحرب ما بينهم وبين العدو الرئيسي إسرائيل … إلخ.

في آخر ذلك من تحليلات سرية مررنا عليها مر الكرام قد تبكينا جميعاً في تصرفاتنا وتصرفات أجيال في استخدام مواقع التواصل واستقبال المعلومات عليها، فأصبح كل شائعة واردة عبر الإنترنت خبر مصدق به، فمن السهل جداً نشر خبر وفاة أحد أو مقتل أو إصابة أو هجوم أو تفجير أو …. إلخ من الأخبار التي سرعان ما تنتشر بسرعة البرق …

الأخبار الكاذبة والحرب المعنوية منتشرة وازدادت بازدياد وانتشار المواقع الإخبارية المعروفة وغيرها من المدونات التي تنشأ خصيصاً من أجل تلك الأهداف فلسهولتها في الإنشاء، فهي سهلة أيضاً في الترويج، ويستغل نقاط الضعف لدى بعض الأشخاص … في العمل على إثارة معنوياتهم وشعورهم بنشر الأخبار التي فيها تحريك للمشاعر وأخبار التعذيب التي تحرك عواطفهم فسرعان ما ينشرون دون التأكد من صحتها أو كذبها، فلمجرد التعاطف مع الموقف يشارك في النشر والترويج لها دون وجود بعد نظر لنتائج ذلك.

في مقال قادم بإذن الله تعالى سنتناول أمراً هاماً عن كيفية بدء حملات ترويجية ونشر ما نريده وجعل الآخرين متعاطفين معنا فهذه الطرق تستخدمها أجهزة دولية، فبمزيج من مهارات التسويق ومهارات أنماط الشخصية وعلم النفس نستطيع تحريك الآخرين عن طريق مدوناتنا وكتاباتنا، وبالتالي فالدول تستطيع تحريك ذلك نحو مصالحها ومحاربة الدول الأخرى والرد على تلك الحرب التي تشن ضدها من قبل الأعداء الذين يتربصون ضدها في نشر تلك الأكاذيب لإثارة الفتن، وأيضاً يمكن استخدامها للحكومات لإرضاء شعوبها بكل ما تقوم به بمهارات عالية حتى يقتنعون بما يقومون .

إقرأ ايضا

لماذ لا تحتاج الجماعات الإرهابية لمكتب إعلامي؟
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا