أحمد حسين صوان
رحل عن عالمنا، اليوم، الفنان القدير محمود عبد العزيز عن عمر ناهز 70 عامًا، وذلك بعد تعرضه للإصابة بسرطان الرئة، نُقل على إثرها لمستشفى “الصفا” بمنطقة المهندسين، حيث قضى فيه أيامه الأخيرة، تحت إشرف نخبة من الأطباء المصريين.
محمود عبد العزيز، خلال مشواره المُزدحم بالأعمال السينمائية والدرامية، والجوائز التي حصدها، تعرّض لأكثر من مرة إلى أزمات صحية، كانت أولهم في النصف الأخير من عام 1997، حيث بلغت حدتها إبان تواجده في سوريا، وكان فيلمه “القبطان” مشاركًا في مسابقات مهرجان دمشق السينمائي.
نرشح لك – نكشف تفاصيل المرض الذي هزم محمود عبد العزيز
شعر حينها بآلام شديدة في القولون العصبي، فتوجه إلى أحد المستشفيات بسوريا، لإجراء فحوصات طبية وتناول مسكنات تُخمد الآلام مؤقتًا، وبعد انتهاء المهرجان، عاد إلى القاهرة، حيث خاض تجربة أليمة مع المرض الذي فشل الأطباء تحديده في بداية الأمر، وظل معتمدًا على السوائل وقطع من التفاح فقط، لعدة أيام، وتعطّل عن تصوير فيلمه “النمس”، وقت ذاك، حتى توجه إلى مستشفى مصر الدولي، وبعد خضوعه للفحوصات الطبية، تبين أنه يعاني من تجمع كيس مائي فوق البنكرياس.
لبّى محمود عبد العزيز نصائح الأطباء، وسافر إلى باريس بصحبة زوجته جي جي زويد، آنذاك، لإجراء جراحة عاجلة، حيث أٌقيم بمستشفى “كوشان” وأبلغه الطبيب الفرنسي “بونشون” أن حالته يُصاب بها واحد في المليون، إلا أن الأخير استطاع في إجراء العملية الجراحية بنجاح.
“اطمنئنوا.. أنا بخير” أول كلمة تفوّه بها “الساحر” محمود عبد العزيز، بعد إجراءه العملية، حيث قضى داخل الحجرة رقم “307” بالمستشفى ثلاثة أيام، حتى تحسنت حالته الصحية، وتوجه عقب ذلك إلى فندق “أوريون” القريب من المستشفى؛ لقضاء فترة نقاهة بصحبة “جي جي”، استعدادًا للعودة إلى القاهرة بعد انتهاء رحلة العلاج، وكان الفنان سمير صبري أول من اطمئن عليه قبل وبعد العملية.
فوجئ محمود عبد العزيز، بعدد كبير من الجمهور، يستقبله في مطار القاهرة، بحضور إحدى الفرق الموسيقية، فضلًا عن كاميرات التليفزيون وأقلام الصحفيين، وذلك احتفالًا بتماثله للشفاء، كما اطمئن عليه محمد حسنى مبارك هاتفيًا، ليعلن بعدها “الساحر” باعتزامه إنشاء مشروع خيري لتوفير العناية الكاملة للمرضى في المستشفيات، حيث رأى أن الإنسان المصري غالٍ ويجب أن يبقى غاليًا.
كانت المرة الثانية والأخيرة، التي تعرض فيها الفنان الراحل محمود عبد العزيز، في شهر أكتوبر الماضي، حيث بدأت فترة مرضه، حينما شعر بهبوط حاد في الدورة الدموية، وضيق في التنفس، نقل على أثرها إلى المستشفى لإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية وتبين أنه يعاني من تورم في اللثة، ومع تزايد الالتهابات قرر السفر إلى باريس من أجل استشارة طبيب متخصص في حالته الصحية، حيث أخبره الأخير بضرورة إجراء عملية جراحية لإزالة الورم في الأنسجة المحيطة بالفك، الأمر الذي وافق عليه الفنان الراحل بأن يخضع للجراحة فور عودته إلى القاهرة، إلا أن الأطباء المصريين كان لهم رأي آخر، وأن الخضوع للجراحة يُعد أمر خاطئ.
إلا أن ازداد المرض على “الساحر” محمود عبد العزيز، ونقل إلى مستشفى “الصفا” بالمهندسين وخضع لتحاليل عدة ونقل لغرفة العناية المركزة بعدما تعرض لنزيف حاد أدى إلى إصابته بأنيميا حادة، إلى أن ظل راقدًا داخل المستشفى تحت ملاحظة الأطباء، حتى وفاته المنية اليوم.
وبذلك تفقد السينما المصرية، واحدًا من أفضل النجوم، الذين قدّموا أعمالًا سيذكرها التاريخ، وجمهوره الذي لن ينسى أبدًا “عبد الملك زرزور”، و”الساحر”، و”منصور بهجت”، و”رأفت الهجان”، و”محمود المصري”، و”الشيخ حسني” في الكيت كات.