أحمد حسين صوان
على الرغم من مرور أكثر من 22 عامًا، على عرض الحلقة الأولى من مسلسل “رأفت الهجان”، الذي حقق نجاحًا واسعًا، إلا أن الخلافات التي أحدثها المسلسل، بين الزعيم عادل إمام، والراحل محمود عبد العزيز ، ظلت قائمة حتى الساعات الأخيرة من وفاة “الساحر”.
حرص الطرفان، طول تلك السنوات، حتى اللحظات الأخيرة في حياة محمود عبد العزيز، عدم التطرق للحديث عن ذلك الخلاف، في وسائل الإعلام، أو الصحافة، إلا مرات معدودة، حيث كشف “الساحر” في حوار صحفي له، أجراه آخر التسعينيات، عن تفاصيل ذلك الخلاف وأسبابه.
حيث أوضح الفنان الراحل محمود عبد العزيز، في أحد الحوارات الصحفية له، أن الخلافات ترجع إلى فترة الثمانينيات، بشأن الفنان الذي يقوم بدور البطل في مسلسل “رأفت الهجان”، موضحًا أن الدور عُرض عليه قبل الزعيم عادل إمام، مستندًا على شهادتي المخرج يحيى العلمي، والكاتب صالح مرسي، كما أنه حضر جلسات التحضير في منزل الأخير، وذلك بالتزامن مع دخوله بروفات مسرحية “خشب الورد”.
أشار إلى أنه التقى المخرج يحيى العلمي، بعد بدء التحضيرات استعدادًا لتصوير المسلسل، حيث قال له الأخير بأن هناك فنانين يبذلون جهدًا كبيرًا من أجل السطو على ذلك الدور وتأديته بدلًا منه، الأمر الذي واجهه محمود عبد العزيز بغضب وكبرياء في آن واحد، موجهًا حديثه للمخرج قائلًا: “مش أنت قلت لي أنك مقتنع بي في الشخصية دي؟ هل أنا جيت ضربتك على أيدك علشان تديني الدور؟”.
أضاف محمود عبد العزيز، أن الأخبار تناقلت بأنه سيكون بطل المسلسل، كما قام المخرج جميل المغازي بتصوير حلقة حوارية معه داخل مكتب يحيى العلمي، ليتم عرضها عبر أحد البرامج التليفزيونية، آنذاك، معلنًا له عن أن أجمل مشهدين يتمنى تصويرهم في أقرب وقت، هو مشهدي النكسة، وحرب أكتوبر.
بعد مرور عدة أيام، تلقى محمود عبد العزيز عرضًا من السيناريست وحيد حامد، بالاشتراك في فوازير رمضان، بالتعاون مع المخرج فهمي عبد الحميد، إلا أنه أبلغه بعدم وجود وقت، بسبب استعداده لتصوير مسلسل “رأفت الهجان”، فرد عليه وحيد حامد، حسب ما يُشاع، قائلًا: “بأن الزعيم عادل إمام، هو الذي يقوم بالدور، وليس هو”.
تابع أنه لم يعلق على ذلك الرد، أو يُقبل على الاتصال بمخرج العمل يحيى العلمي، للاستفسار على حقيقة تلك الأنباء، حتى تفاجئ بأن الصحف تنشر أخبارًا مفاداها بأن عادل إمام، مرشحًا لبطولة مسلسل “رأفت الهجان”، موضحًا أنه شعر بالضيق، مكتفيًا بقول “حسبي الله ونعم الوكيل”.
في ديسمبر 1986، كان محمود عبد العزيز، متوجهًا إلى المنزل بعد منتصف الليل، وعند مروره في شارع البطل أحمد عبد العزيز، تفاجئ بعادل إمام، ومعه الراحل مصطفى متولي، حيث قال “عبد العزيز” للزعيم، “إيه يا أبو رامي.. إيه لزمتها الوقفة دي دلوقتي علشان نتكلم في موضوع زي ده؟”، فرد عليه الأخير قائلًا: “إيه أبو رامي دي.. يا عم إن كان على الهجان فأنت اللي هتعمله”.
في اليوم التالي من تلك الواقعة، تلقى محمود عبد العزيز اتصالًا هاتفيًا من أحد الضباط من المخابرات، ليبلغه بأنه سيشارك في مسلسل “رأفت الهجان”، إلا أنه رد على الأخير قائلًا: “مش أنتم اخترتم عادل إمام عايزين إيه تاني؟”، موضحًا أن الضابط عرض عليه دور “محسن ممتاز”، فرد عليه بـ” حسبي الله ونعم الوكيل، على العموم أنا لي تصرف تاني لما الحلقات تخلص، وتتعرض، علشان مايقولوش إني أسعى إليها.. أنا هروح لرئيس الجمهورية وأطلب التحقيق في الموضوع.. يمكن فيه حد في أسرتي كان جاسوس وأنا مش واخد بالي فسحبتم مني المسلسل، أو يمكن في جريمة أخلاقية ارتكبتها فعايزين تعاقبوني”.
بعد مرور أيام قليلة، تلقى محمود عبد العزيز، اتصالًا مجددًا من المخابرات، لحضور اجتماع عن المسلسل في صباح اليوم التالي، وعندما توجه إلى المخابرات، تواصل مع الكاتب صالح مرسي، هاتفيًا، ليطئمنه بأنه هو الذي سيقوم بالدور، ثم قام الضابط بتنسيق موعد لمحمود عبد العزيز مع مخرج المسلسل، في اليوم نفسه، للتعاقد والبدء في التصوير.