منذ حوالي شهر نشرت على صفحتي الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” منشور أقول فيه “محمود عبعزيز في حالة حرجة، فياريت لو_لا قدر الله_فيه خبر أوحش، الناس تتفق ضمنيًا مانقولش حاجة ونتعامل كلنا كأنه محصلش، مش ناقصة خلعان قلب خالص والله ~”.
مع الألم حدث ما كنت أخشاه حاولت التجاهل في البداية ولم أقو .. بحكم مهنتي أغلب الأصدقاء من العاملين في مجال الإعلام شاركوا بكل ما عندهم “صور، لقاءات، أعمال محببة، تقارير .. إلخ”.
كنت مع مجموعة من الأصدقاء القدامى وقت أن عرفت حاولت الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي وانغمست مع أصدقائي نغني ونضحك ملئ أفواهنا ولكن تبقى غصة في القلب لم نستطع تخطيها جميعنا.
هاتفتني صديقتي وبمجرد ما انفتح الخط قالت لي ” أول ما عرفت خبر وفاته حسيت إني عايزة أعزيكي والله”.
ذهبت إلى المنزل استقبلتني والدتي قائلة “رأفت يا رُبا .. رأفت” وانهارت باكية في حضني .. علاقة والدتي بالمسلسل تتفوق على علاقتها بكل ما تحب في الدنيا، مثلما تقول “رأفت في كفة، والعالم في كفة أخرى”.
يتفق مع أمي في هذا الشأن صديقي “محمود”، كل فترة يرسل لي
– رُبا عايز اتفرج على رأفت الهجان وحشني
– إنت وماما أكتر اتنين بتشوفوا المسلسل ده بمعدل مرة كل شهرين تقريبًا
– يابنتي ملحمة من داخل أوراق أجهزة المخابرات المصرية .. حاجة للتاريخ، الهجان مالوش مثيل .. كفاية لما يحسبها بالفكاكة وتمشي معاه صح .. مصري أصيل.
كل الطرق تؤدي لإقناعي بوفاته .. حسنًا أشعر بثقب في روحي يزداد اتساعًا كلما ذهب أحد الذين شكلوا كياني منذ الصغر، يقل كل ما يربطني بالدنيا كأنما فقدت صديقي.
مرت الليلة ثقيلة على قلبي .. لم أنم .. لم أبكي .. فتحت “اللاب توب” ساهرة طوال الليل أمام “اليوتيوب” عبقري أن تسترجع المشاهد بضغطة زر، أدواره لا حصر لها والكل يحفظها عن ظهر قلب لكنني اخترت بعض النقلات العزيزة على القلب والعقل في تاريخه.
الحفيد – عاطف سالم
المتوحشة – سمير سيف
بدايته كوجه وسيم في السبعينات أوحت للبعض أنه سينحصر في هذا الدور للأبد مثل غيره إلا إنه سرعان ما انتبه لهذا الفخ وتحول عنه في مسيرته الفنية.
العار – علي عبد الخالق
خرج من قالب الفتى الوسيم وساعده وعيه بضرورة الخروج من هذا القالب وظهور جيل جديد من المخرجين أوجدوا تيار جديد في السينما، فهو أحد شقيقان يقعان في معضله أخلاقية بعد اكتشاف أن والدهم تاجر مخدرات الشقيق صاحب الضمير لكن المستسلم للجوع.
البرئ – عاطف الطيب
أبناء وقتلة – عاطف الطيب
مع عاطف الطيب قدم الضابط السادي في البرئ في مشهد مجرد لغة جسده عبرت عن الشخصية بكل تفاصيلها.
في أبناء وقتله قدم حياة رجل من الخمسينيات لمطلع الثمانينيات واستعرض من خلال حياته تغييرات اجتماعية هامة في مصر.
الكيت كات – داوود عبد السيد
الصعاليك – داوود عبد السيد
طغت كاريزمته وحضوره على الشاشة وطريقته الخاصة في الإلقاء على أداؤه التمثيلي، مما جعله يدخل بسهولة إلى الثقافة الشعبية ويتبادل الناس قفشاته في الحياة اليومية.
لن اتحدث عن الكيت كات يكفيني قول صديقي الروائي “أحمد مدحت” “أنا كواحد عنده أرق مزمن قعدت فترة مش بنام غير بعد ما أصلي الفجر وبعدين أشغل فيلم الكيت كات ع اللابتوب جنبي ع السرير لحد ما الشيخ حسني يخلص سهرته ويجيب الفطار ويطلع شقته وهي لسه ببرد الصبح والرطوبة ويدخل تحت اللحاف .. ساعتها كنت باروح ف سابع نومة !! بجد والله”.
أما الصعاليك أقوى أداء له فيلم عظيم ومنسي حيث قدم شخصية صعبة جدًا تمر بتحولات وتغيير قناعات ومواقف من أقوى وأهم الأدوار التي جسدها.
السادة الرجال – رأفت الميهي
سيداتي آنساتي – رأفت الميهي
مع الميهي أفلامه تعرضت بشكل ساخر لموضوع تغيير النوع في السادة الرجال وتعدد الزوجات في سيداتي آنساتي ومحاولة للفانتازيا السياسية في سمك لبن تمر هندي.
الجوع – علي بدرخان
الجوع مع علي بدرخان مأخوذ عن حرافيش نجيب محفوظ كوكتيل أكثر منها قصة حيث مثل دور الرجل الذي يخاف أن ينحرف بعد وصوله للفتونة بشكل ممتاز.
لست أدري لما الفقد يصبح أكبر وأقسى مع كل ذاهب، ألن نعتاد كما هو المعتاد مع ضربات الحياة، لما “قلبي مخلوع” بهذا الشكل ربما كلما كبرنا كلما أردكنا قيمة من حولنا.
عزيزي المزاجنجي ..
لن أودعك .. ستظل في قلبي في كفة، والعالم في كفة أخرى.