فاتن الوكيل
بعد 17 عاما من ترك الجراح العالمي مجدي يعقوب لمصر، إلى انجلترا ليعمل في مجال جراحة القلب، ويصبح أشهر جراح عالمي وهو في عمر أقل من 40 عاما، أجرى الإعلامي الراحل طارق حبيب، حوارا تلفزيونيا معه في لندن، وعرضه في سبعينات القرن الماضي ضمن حلقات برنامجه “أوتوجراف”.
مجدي حبيب يعقوب، متزوج من ألمانية ولديه ثلاثة أبناء. هكذا عرّف “يعقوب” نفسه للمشاهدين، بعد أن طلب منه “حبيب” الإفصاح عن بعض معلومات بطاقته الشخصية. تنوع الحوار بين الحديث عن أدق أمراض القلب التي شرحها يعقوب ببساطة، بالإضافة إلى تفاصيل مغادرته مصر عقب تخرجه من كلية الطب، وطموحه في عمله، ومشاكل العمل الطبي في مصر من وجهة نظره.
المميز في الحوار، أن طارق حبيب أعلن أنه يستغل هذا الحوار ليقوم “يعقوب” بالكشف على قلبه، حيث ذكر أنه يعاني من ضربات القلب السريعة والإجهاد السريع، وبالفعل تنوعت مشاهد الحوار، بين طارق حبيب نائما على سرير المستشفى، فمريضا داخل غرفة العمليات ليقوم بعملية تغيير صمام القلب، ثم جالسا أمام يعقوب يحاوره ببراعته المعتادة.
خلال الحوار وجه حبيب سؤالا قال إنه ربما يبدو متكررا في الكثير من الحوارات، وهو “ماذا كنت تُفضل أن تعمل لو لم تكن جراحًا؟”، لكن الإجابة جاءت سريعة ومن دون تفكير، حيث قال يعقوب مبتسمًا: “كنت أتمنى أكون فلاح”، وربما هذا راجع إلى نشأته التي ترجع إلى محافظة المنيا في صعيد مصر، بالإضافة إلى نظرته بحكمه إلى هذه المهنة.
تأثر “السير مجدي يعقوب” بوالده، الذي عمل جراحًا أيضًا، وأضاف أنه منذ الصغر كان يُفكر في عمله كـ”جراح قلب” على وجه الخصوص، لأنه ينظر إلى هذا العضو على أنه “معقد”. يعقوب تمنى أن يأتي زمن يكون فيه التبرع بالإعضاء أمرا متاحا إلا لم يكتب ورقة يؤكد فيها رفضه لهذا الإجراء، إيمانا بأن التبرع بصمامات القلب على سبيل المثال، يمكنه إنقاذ حياة المريض.
تحدث خلال الحوار عن عملية هامة قام بها في هذا الوقت، وهي نقل قلب “قرد” إلى طفل، واكد على أهمية مثل هذه العمليات في المستقبل، حيث يقوم الطبيب بإفراغ قلب القرد من الدماء تماما، ثم يُنقل له دم آدمي، ليكون مناسبا لجسم الإنسان.
أما عن المشكلات التي واجهته خلال فترة وجوده في مصر، أكد يعقوب في البداية ان المشكلات موجودة في كل البلدان، ولكنها تختلف من بلد إلى أخرى، وعن مصر قال، إن أكثر ما أعاق عمله، هو نقص الأجهزة، وصعوبة تكوين فريق عمل، وقبول كليات الطب أعدادا كبيرة من الطلاب، في غير حاجة المجال ذاته.
في نهاية الحوار، غادر الإعلامي الكبير طارق حبيب المستشفى، كما غادر لندن بعد أن أنهى واحدا من أهم حواراته، وخاض تجرية تغيير صمام قلبه، وهي التجرية التي وصفها “حبيب” نفسه بأنها الأخطر على الإطلاق.
https://www.youtube.com/watch?v=6k1GSKdu5qU