“أقرب طريق للحرية هو طريق المطار”.. هذا القول انتشر بشدة في الأونة الأخيرة ويتداوله النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.. ورغم أن الجملة صغيرة إلا أنها قوية جدًا ومعبرة جدًا وتختصر مقالات كثيرة.
لا أعرف لماذا يلوم كثيرون صحفي الجزيرة محمد فهمي الذي لجأ لجنسيته الأجنبية للخروج من السجن، وأظن أن أي سخرية منه هي سخافة لأن أي شخص مكانه كان سيفعل فعلته.
ولكن السؤال: هل أصبحت الجنسية الأجنبية هي الطريق للخروج من السجن؟.. أو للخروج من المشاكل؟ ولماذا أصبحت الجنسية الأجنبية حلم كل مصري خلال العقود الأخيرة؟
“هناك ستعمل بجد وتتعب وتواجه تحديات كبيرة إن لم تكن على المستوى المهني المطلوب، ولكنك ستجد نتيجة تعبك وسوف ترتقي وتصعد بسرعة طالما اجتهدت وثابرت، لأن هناك تقدير كبير للجهد وللعلم أيضًا، ومهما كان مديرك يكرهك لكنه لا يستطيع إغفال حقك وجهدك”.
الفقرة الماضية سمعتها من عشرات الأصدقاء من خارج مصر، في دول متعددة لا يعرفون بعضهم البعض.. ولكن نفس الصيغة، ونفس الكلام.. بشكل جعلني أشك أنهم متفقون بشكل ما.
فهناك عدل.. حتى لو تعرضت للاضطهاد تستطيع اللجوء للقضاء وسينصفك.. في كل مكان يوجد الخير والشر، ومن الطبيعي أن تتعرض للاستغلال، للسرقة، للاضطهاد، لأي شكل من أشكال استغلال النفوذ، لكن من حقك أن تعترض وأن تشكي، وشكواك لن يكون مصيرها صندوق القمامة، بل يتم التحقيق فيها ويأخذ صاحب الحق حقه دون أدني شك.
فإن كانت كل هذه العوامل متوفرة خارج مصر، لماذا إذن نتساءل عن حب المصريين للهجرة وللسفر، وحلمهم للتجنس بجنسية أخرى، فهم يبحثون عن العدل والمساواة.
وتنشر الصحف والمواقع يوميًا عشرات المقالات، وقدمت السينما القضية بأشكال عديدة، وفيلم “عسل أسود” الذي مثله بجدارة الفنان أحمد حلمي ليس بعيد عن أذهاننا، ولكننا لا نقرأ ولا نشاهد ولا حتى نسمع.
والتحليلات السياسية والإستراتيجية والاقتصادية ملأت الصحف والمواقع الإلكترونية، وبها كثير من وجهات النظر التي تحترم، وتقدم كثير من الحلول لمشاكلنا الآنية على كل المستويات.. لماذا لا يلجأ أي مسئول لقراءة هذه التحليلات والاستفادة منها، هل هذا يعد عيبا في عرف الحكومة؟
لكن أظن أن الحكومة لا تريد أن تحل المشاكل أو تدرس أسباب حلم الشباب المصري للهجرة، حتى لا تحلها، لأنها تريده أن يهاجر فعلًا، عشان ترتاح من وجع الدماغ.
اقرأ أيضًا:
ريهام سعيد تطالب بسحب الجنسية من محمد ناصر علي
أول تصريحات لمحمد خان وهشام نزيه عن محمد ناصر علي
10 معلومات عن المذيع الذي حرض على قتل ضباط الشرطة