(1)
لا أعلم ماهي الصعوبة في السنوات الأخيرة في إقامة حفل إفتتاح أو ختام لمهرجان سنيمائي بدون اخطاء؟
حفل الإفتتاح مدته لم تتجاوز الـ40 دقيقة،منذ بدايته وحتى إنتهاءه كانت إضاءة المسرح سيئة وشبه مظلمة، والمكرمين كانوا يخرجوا إلى المسرح في مشاهد تليق بظهور الوحش من الظلام في أحد أفلام الرعب.
تطل جاسمين طه زكي بكل ماتملكه من خبرة في تقديم الحفلات، فتنسي وجود المخرج الراحل محمد خان ضمن المكرمين ثم تستدرك أنها نسته وتعلن تكريمه.
أكثر من مرة يظهر مشغل الفيديو على الشاشة، وهو مالايليق بأى حفل لاى مناسبة مذاعة على الهواء.
الأشخاص المتواجدين على المسرح وجدوا حيرة في كيفية الوقوف على المسرح، يطل المخرج الألماني على المسرح ويتسلم تكريمه بجائزة فاتن حمامة، ثم يظهر المخرج الصيني ويلقى كلمة، فيكتشف الألماني أن بإمكانه القاء كلمة، ويذهب هو الأخر ليلقي كلمته.
كلها اشياء تدل على أن القائمين على الحفل لم يكن لديهم الوقت أو الرغبة لمراجعة اساسيات الحفل، ولا أعلم ماهو الشيء الأخر الأهم الذي تم الإهتمام به في يوم الإفتتاح بخلاف حفل الإفتتاح؟
(2)
تقرر أسرة الفنان الراحل محمود عبد العزيز تأجيل تلقي العزاء لمدة يوم حتى يتمكن الفنانين من حضور حفل إفتتاح المهرجان الذي تم إهداء دورته إلى محمود عبد العزيز.
لكن العديد من الفنانين قرروا التغيب عن تكريم محمود عبد العزيز، حزنًا على محمود عبد العزيز، رغم أن أسرته وهم بالتأكيد أكثر الناس حزنًا كانوا حريصين على عدم منع اصدقاء محمود عبد العزيز من حضور إفتتاح المهرجان الذي طالما أحبه.
(3)
أفضل ما في الحفل هو تغطية قنوات CBC من السجادة الحمراء، حيث تمكنت لميس الحديدي من إجراء عدد من اللقاءات اللطيفة قبل وبعد حفل الإفتتاح.
لميس خرجت من إطار برنامجها السياسي وإندمجت مع الفنانات في نقاشات حول الموضة والفساتين ومصممي الأزياء، وحاورت كل منهم لعدة دقائق.
كما شهد حفل الإفتتاح عودة خيري رمضان للإطلال على شاشة CBC برفقة لميس،حيث إنضم إليها في فترة اللقاءات التي أعقبت حفل الإفتتاح.
(4)
في إعتقادي أن الهدف الأساسي لوجود السجادة الحمراء لأى مهرجان ، هو إستعراض قدرة المهرجان على إجتذاب اكبر عدد من النجوم والمشاهير من الحاضرين لحفل الإفتتاح.
الجميع يشاهد القنوات التليفزيونية وهي تقوم بتغطية وصول المشاهير إلى السجادة الحمراء لأى حدث فني عالمي هام، لكن لو إفترضنا أن هناك قناة خصصت كاميرا للتعليق على وصول الضيوف، كانت ستواجه مأزق يتلخص في أن المراسل سيكون مضطر لإيقاف العديد من الحضور لسؤالهم عن اسماءهم والتأكد إن كانوا يعملوا بالفن أم تمت دعوتهم من أصدقائهم و معارفهم في المهرجان.
في المقابل نستمع كل عام إلى شكوى من فنانين لهم نجاحاتهم من عدم دعوتهم إلى حضور حفل إفتتاح المهرجان.
يتغير رؤساء المهرجان وتظل مشاكله وعيوبه واحدة ودائمة.
لكن الوصول إلى مرحلة تصدر سما المصري وفستانها لعناوين الأخبار، مؤشر إنذار لتفاقم المشكلة وضرورة التدخل لتلافي تكرارها في حفل الختام.
(5)
في السنوات الأخيرة أصبحت المهرجانات السنيمائية المصرية لاتعكس على الإطلاق حجم صناعة السنيما في مصر، ولاتعبر عن قيمة مصر كمصدر للفن في الشرق الاوسط منذ مايزيد عن 100 عام.
نغمة “مصر إستطاعت تنظيم المهرجان رغم الصعاب” التي يتم تداولها منذ 2011 أصبحت منتهية، ومصر تجاوزتها وإستعادت قدرتها على تنظيم ماهو أصعب من المهرجان بكل سهولة.
وحتى لا تتكرر الإنتقادات كل عام وكل مهرجان وكل حفل إفتتاح وختام، لماذا لا يتم إشراك جهات فنية أخري مع وزارة الثقافة في الإشراف على المهرجانات السنيمائية، مثل غرفة صناعة السنيما ونقابة المهن التمثيلية. وهل يوجد ما يمنع أن تتعاون إدارة المهرجان مع مذيعين من قنوات فضائية خاصة؟
بالتأكيد سيحظي حفل إفتتاح أو ختام المهرجان بمزيد من الأهمية لو كان من تقديم شخص له شعبية مع منحه الفرصة للحديث من خلال نص مكتوب، بدلًا من أن يتحول مقدم حفل الإفتتاح إلى شخص أشبه بمسئول الإذاعة الداخلية في محطات القطار الذي يقوم بالإعلان عن رحلات القطار التالية، ولو لم يحرص القائمين على إدارة المهرجان على خروج الحفل بشكل لائق، سوف يحرص مقدم الحفل والقناة التي ينتمي لها على إصلاح تلك العيوب للحفاظ على صورة مقدم الحفل وخروجه بالشكل الذي يليق به.