روبي التي تكره نفسها - E3lam.Com

حميدة أبو هميلة

 نقلا عن “اليوم الجديد”

ما الذى فعلته روبى لكى تصبح فى تلك المكانة الخاصة ولتصنع تلك الحالة المختلفة من النجومية؟

لا شىء، فقط جلست فى المنزل، واحترفت الغموض، لا الفن!

الأمر لا يبدو قاسيا فكلنا نحب روبى، لكن ما بال الشابة تكره نجاحها بهذا القدر! ما بال الشابة لا تخلص سوى لـ«الهوى»!

لماذا لا تتعب أكثر؟ لماذا لا تعمل على مشروع غنائى أو تمثيلى أو استعراضى من الألف إلى الياء وتفاجئ به جمهورها؟ لماذا هى بخيلة ولا تريد التركيز فى مهنتها أو موهبتها، أو نجوميتها؟

روبى التقت شريف صبرى صدفة، وغنت ورقصت على نغمات «إنت عارف ليه» فى شوارع أوكرانيا صدفة، وقبلها مثلت مع يوسف شاهين صدفة، فأدمنت المصادفات، ولم تعد تعمل بقدر ما هى تنتظر تلك الصدف القدرية.

روبى العفوية، الطبيعية التى لم تضبط يوما تتنكر لقسمات وجهها أو لون بشرتها، أو نحافتها، كان يمكن أن تكون من نجمات الصف الأول، النجمة تمثيليا، وأن تتهافت المحطات للتعاقد معها لتقديم عمل باسمها كل عام، وكان يمكن أن تنافس الكبار غنائيا بأسلوب أدائها غير الموجود على الساحة تقريبا، ولكنها فضلت الاختباء وراء أربعة «حيطان»، حيث إنها لا تحب الأضواء، وتتلعثم فى اللقاءات الإعلامية، وتخشى من فِخَاخ أسئلة الصحفيين، فتفضل أن تصمت، وتتخفى، ولا تعلن أبدا ولا تصرح أبدا، ولا تسعى أبدا.. إلا فيما ندر.

كان لقاؤها الأخير والنادر فى برنامج «صاحبة السعادة» حديث الجميع، ليس لأنها كشفت فيه عن أسرار، ولا قالت فيه تصريحات ساخنة، ولا اعترفت فيه بقصص لم تروها من قبل، ولكنْ لأن مجرد ظهور روبى فى برنامج حوارى يعتبر حدثا، حتى لو قالت كلاما عاديا، فسيلقى الاهتمام، فكثيرون لم يروها تتحدث من قبل، ورصيدها كله من تلك البرامج لا يزيد على ثلاثة أو أربعة لقاءات «بخلاف مشاركتها فى البرنامج الكوميدى snl بالعربى».

هناك كثيرون غير روبى التى بدأت مشوارها منذ 15 عاما قدمت فيها أقل من 15 عملا، يختفون فلا يسأل عنهم أحد، يعتقدون أن عدم الظهور سوف يجعل رصيد الشوق لدى الجمهور يكبر والنجومية تتوهج، لكن يكون مصيرهم النسيان، بينما روبى من الحالات القليلة التى لا يزال الكل يبحث عنها ويتحدث عنها لأن خطوتها عزيزة.

بعد دورَى «مستورة» فى «بدون ذكر أسماء»

و«رضا» فى «سجن النسا» وهما أصلا جاءا بعد اختفاء كبير، توقع الكل أن تنتقم روبى من سنوات غيابها وتدرك قيمة موهبتها وتعود بقوة، لكنها كالعادة انتصرت لطبيعتها وعادت للاختباء، ولم تسع مجددا لأن تفرض اسمها كمنافس دائم على الشاشة، ومع ذلك لا يزال المشاهد ينتظرها.. وهنا يكمن سر روبى.