رباب طلعت
يثير غيابها الجدل، كما أثار حضورها دائماً، فهي “ناهد يسري” الفنانة صاحبة أكبر مجموعة أفلام ممنوعة من العرض، بالرغم من أنهم لم يتجاوزوا الـ(35) فيلماً خلال مسيرتها الفنية التي أنهتها بالغياب المفاجئ.
نرشح لك: أين اختفى هؤلاء؟ (4).. عبير الشرقاوي
ولدت ناهد شكري، التي عرفت باسم “ناهد يسري”، أخت الممثلة والمؤلفة سامية شكري، في القاهرة عام (1947)، بدأت مشوارها الفني وهي في الـ(16) من عمرها، بعدد من الأدوار الصغيرة في أفلام “شاطئ المرح”، و”المساجين الثلاثة”، لتنتقل بعدها إلى بيروت عام (1970)، التي شاركت فيها في عدد من الأفلام المصرية اللبنانية المشتركة، التي احتوت على مشاهد الإغراء الصارخة، كان أولها “امرأة من نار”، مع الفنان “صلاح ذو الفقار”، عام (1971) والذي أثار الجدل بسبب المشاهد الجريئة التي جمعتهما.
حصلت “ناهد ” عام (1972) على أول بطولة مطلقة لها، في فيلم “سيدة الأقمار السوداء” والذي شاركها في بطولته الفنانان عادل أدهم، وحسين فهمي، الذي منعته الرقابة المصرية من العرض على شاشات السينما، لعدم تناسبه مع أخلاقيات المجتمع المصري، فيما عرضته السينمات اللبنانية مع حصر مشاهدته “للكبار فقط”، وذلك لم يمنع تهريبه على شرائط فيديو كاسيت، وصلت ليد المراهقين الذين بحثوا عنه بشغف بسبب منعه.
ولم تكتفِ “يسري” بالجدل الواسع عُقب فلميها السابقين، بل أشعلته بفيلمين أولهما “أبناء للبيع” عام (1973)، والذي جمعها في بطولة مع عدد من الفنانين الكبار أبرزهم عماد حمدي ورشدي أباظة وتوفيق الدقن، والثاني كان “ملكة الحب” مع حسين فهمي للمرة الثانية، والذي كتب النقاد عنه بأنه يحوي “مشاهد جريئة دون مبرر درامي”.
تعرضت ناهد يسري عام (1974)، إلى حادث مروع أدى إلى وفاة صديقها، وتشوه بسيط في وجهها، ما جعلها تعتزل الفن في زهو شهرتها، لتغيب عن الساحة أكثر من عشر سنوات، عادت بعدها بأفلام من إنتاجها، منهم “الشيطان يسكن بيتنا”، و”غاب نصف القمر”، و”اليتيم”، و”سامحتك يا أختاه”، و “الكنز”، لتختفي مرة أخرى عام (1990)، بعد اجتماعها مع الفنان الكبير “أحمد زكي” في فيلم “البرنس”، وسرت شائعات بارتدائها الحجاب و وندمها على أعمالها الفنية، وهو ما نفته عام (2010) خلال تكريمها في الكويت عام (2010).
وبعد ما يقارب الـ(26) عاماً على غيابها الغير مسبب، ظهرت ناهد يسري في أحد الحوارات الفنية، لتنفي خبر اعتزالها، مؤكدة أنها لم تعتزل رسمياً، وأنها قررت فقط الابتعاد عن الفن بعدما وقعت في غرام زوجها الذي لم يجبرها على ذلك بل شجعها على الاستمرار في التمثيل، ولكنها أخبرته بأنها فنانة وتصور مشاهد تحوي قبلات وأحضان، لافتة أنها ترفض تماما التصوير مع أي رجل آخر غيره حتى في المناسبات الاجتماعية مراعاة لشعوره، وأنها ارتدت الحجاب، بعدما علمت فرضيته من سورة النور، دون مكابرة منها.
وأكدت “يسري” أنها ليست نادمة على أدوارها، فهي كانت فتاة مثل فتيات جيلها تعمل في الفن كأي وظيفة، وكانت ترتدي كقريناتها في زمانها، ولم تكن تفكر ما كانت تفعله حلال أم حرام، لافتة إلى أنها لم تحاول مرة واحدة النظر للوراء كي لا يتعبها التفكير.
وأوضحت ناهد يسري أسباب ابتعادها عن الفن للآن بأنها لا تقبل التمثيل بالحجاب، فهي تحترم سنها وحجابها ولن تقبل أن تركب رموش، وتظهر بمكياج صارخ، وتفعل كما تفعل بعض الفنانات، كما أن المنتجين لن يتركوا صاحبات عمليات التجميل والنفخ والنحت ويذهبن لها، وكذلك أكدت أن السينما الحالية لا تعجبها فهي تعطي شكل سلبي عن مصر بالتركيز على العشوائيات والجريمة والشذوذ، وهو ما لا تحب أن تشارك فيه.
وكشفت يسري أنها سخرت حياتها الآن لرعاية زوجها وأسرتها، كما أنها ترأس نادي “ليونز ستارز” الخيري، الذي يتكفل بجهاز العرائس وإعادة تأهيل المناطق العشوائية، وفك كرب الأمهات الغارمات، وهي الحياة التي تجد سعادتها وراحتها فيها، لتنفي أية إمكانية عن عودتها مرة أخرى للتمثيل.