هل فكرت كثيرًا قبل العمل في مجال الإعلام أم أنك اتخذت القرار بناءً على أسباب متنوعة.. وجود أحد أقاربك في منصب مهم.. أم أنك خريج إعلام.. وهل قررت دخولها بناء على رغبتك أم أنك حصلت على مجموع في الثانوية العامة يؤهلك فقط لدخول كلية إعلام..
أسئلة كثيرة تدور بداخلي.. لماذا لا تكون كليات الإبداع بناء على اختبارات قدرات وليس بناء على المجموع؟
عزيزي طالب كلية الإعلام قبل دخولك إلى الكلية عليك التأكد من أشياء كثيرة بداخلك وبعدها اتخذ القرار..
هل لديك قدرة على الصبر.. هل فعلا تحب مهنة الإعلام كمهنة أم أنك التحقت بها فقط لمجرد أن “أبوك العمدة يطلق عليك لقب صحفي أو ولدي بيشتغل في التلفزيون”؟
لو قررت الدخول عليك التأكد أن بقاءك في المهنة ونجاحك مشروط بالقدرة على الإبداع وليس فقط نقل الأخبار.. عليك البحث عن الحقيقة وليس البحث عن الكذب من أجل المنصب.
لا أستطيع أن أقولك لك أننا نعمل في مهنة تتمتع بالحيادية فهذا كذب.. نحاول بقدر الإمكان أن نعمل بحيادية.. نحاول نقل الحقيقة.. نحاول تقديم إعلام ينقل المعلومة مجردة بعيدًا عن استغلال رجال الأعمال لها.
ربما تكون الأمثلة التي سأذكرها دليل لك قبل اقتحام هذا المجال، فعلى سبيل المثال “الشروق” يمكن أن يوصف بالجريدة التي تلتزم الحيادية، والتي يترأسها الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، تعتبر من أهم الصحف اليومية التي إذا قررت العمل فيها، عليك أن تتمتع بالتوازن المهني بقدر الإمكان دون وضع “الفرقعة الإعلامية” في المقدمة قبل المهنية.. بينما تأتي “المصري اليوم” في المرتبة الأولى من حيث الانتشار، باعتبار أنها من أهم الصحف اليومية التي تقدم مادة صحفية دسمة.
عزيزي الطالب عليك أن تعلم جيدًا أن هناك صحف أخرى كثيرة تتبع الدولة، وهي الأخبار والأهرام والمساء والجمهورية، ولكن تأكد أنك لو دخلت إلى العمل “في هذا النفق” ربما تتحول إلى موظف حكومي أو “ساعي بوسطة”، إلا من رحم ربي، في تلك المؤسسات النظرة قد تكون متشائمة أو مؤلمة ولكن للأسف هذا هو الواقع…
في هذه الفقرة يا زميل المستقبل أصدمك؛ فهناك الكتير ممن يعملون في الصحف وينادون بالمهنية هم أنفسهم من يعملون في مجال التلفزيون ويتجاهلون ما يحدث في الصحف، وكأنهم يخلعون ثوب المهنية قبل دخولهم إلى الاستديو للظهور!
وأحذرك يا زميلي من عدم دراسة أصول الترافيك والسوشيال ميديا وإلا لن تجد لك مكانًا بسهولة في عالم المواقع الإلكترونية، وحتى لو وجدت مكانا فيها لن تجد مكانا في النقابة التي لا تعترف بمحرري الالكترونية، لكنها تعترف بمحرري المطبوع وهؤلاء لا يحتاجون للسوشيال ميديا.
لو ظللت أكتب عن واقعنا المرير لن تكفيني مقالة واحدة.. في النهاية عليك التأكد من أنك ستدخل مرحلة مفترق الطرق، إما أن تصل وتحقق ما تحلم به، أو ستدخل المهنة وتخرج منها دون أن يذكرك أحد، لكن إعلم دائمًا أنها مهنة بلا قلب.. عليك فقط أن تعمل حتى النهاية، فهمت حاجة يا زميل المستقبل؟
اقرأ ايضًا:
التليفزيون المصري: التطرف قادم من الخليج
خلاف بين الحرة وماسبيرو بسبب ..الحرة مباشر مصر